أيام قليلة وينتهى عام 2010 بكل الجدل الذى شهده والحراك الذى أضافه إلى دنيا التكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية، ويسدل الستار على عام ملىء بالإعلانات الضخمة والنجاحات الكبيرة والسباق المستميت للوصول إلى المستقبل اليوم، وتبدأ التكهنات بأهم التقنيات، التى سيكتب لها الاستمرار والنجاح، وأيها سيسقط أمام التطور الكبير ودمج المهام الواسع، الذى تشهده الأجهزة الإلكترونية الحديثة. خروج آى باد إلى النور ولعل من أهم أحداث هذا العام بلا شك إن لم يكن أهمها على الإطلاق هو تعريف شركة آبل للعالم كله ماذا تعنى كلمة كمبيوتر لوحى بعد أن أخرجت آى باد إلى النور فى بداية شهر أبريل الماضى، ليبدأ المستخدمون فى استيعاب ذلك المفهوم الجديد لجهاز الكمبيوتر، الذى يقل حجمه عن الأجهزة الدفترية الصغيرة ويزيد حجمه عن التليفونات الذكية، والذى يظل مستقيما على الدوام، وفى نفس الوقت قد يتسع جيب المستخدم ليحمله بداخله أينما ذهب. كالعادة تبدأ آبل الهوس العالمى بالأجهزة الإلكترونية الجديدة ثم تتبعها كبرى الشركات حول العالم، فعلتها من قبل فى 2007 عندما قدمت آى فون كأول تليفون محمول ذكى يعمل باللمس فى العالم، وتسابقت بعدها كبريات شركات المحمول فى العالم على تقديم تليفونات ذكية تعمل باللمس، وفعلتها فى العام الحالى الذى يلفظ أنفاسه الأخيرة حين أبهرت العالم كله بجهاز الكمبيوتر اللوحى آى باد، وأشعلت حمى التنافس بين عملاقة التكنولوجيا حول العالم لتقديم أجهزة كمبيوتر لوحية منافسة. بداية عصر الأجهزة اللوحية أكثر ما تخشاه الشركات المنافسة لآبل هو أن يتكرر النجاح الهائل لجهاز آى بود من آبل مع آى باد، وذلك بعد أن نجح آى بود فى القضاء تقريبا على أجهزة الاستماع إلى الموسيقى وعرض الفيديو القديمة MP3 وMP4، وفى هذا إشارة إلى الأضرار التى من الممكن أن يلحقها انتشار أجهزة الكمبيوتر اللوحية ليس فقط على أجهزة الكمبيوتر التقليدية والمحمولة، ولكن على أجهزة القراءة الإلكترونية أيضا، وهو الأمر الذى يهدد باختفاء أشكال من التقنيات شكلت وجدان أجيال متعاقبة من البشر. ويرى كثير من الخبراء أن آبل قد افتتحت عصر أجهزة الكمبيوتر اللوحية بتقديمها لآى باد فى بداية شهر أبريل الماضى، وأن السنوات المقبلة سيكون التنافس الأهم والأكثر سخونة فيها لجذب المستخدمين وإقناعهم بتبنى أجهزة الكمبيوتر اللوحية، التى تنتجها الشركات العملاقة المختلفة، وأنه لم يعد هناك سوى وقت قليل للغاية أمام من يفضلون إطلاق اسم عصر الإنترنت على الوقت الذى نعيشه قبل أن يتحولوا بدورهم إلى زمرة المنبهرين بالأجهزة اللوحية الحديثة، والمسلمين بأن العصر الحالى والمقبل هو عصر الأجهزة اللوحية. السر هو النجاح ويرى كين دولانى من مركز «جارتنر» Gartner الشهير للأبحاث والدراسات أن أهم ما قامت به شركة آبل بإنجازه خلال العام الحالى هو «أنها استطاعت أن تقدم جهاز كمبيوتر لوحيا ناجحا للمرة الأولى إلى السوق العالمية، بعد عدد من المحاولات السابقة الفاشلة لتقديم أجهزة لوحية من شركات أخرى، وأن إقبال المستخدمين حول العالم على جهاز آى باد بهذا الشكل الكبير هو الذى دفع أغلب الشركات المنافسة إلى اقتحام هذا المجال، ومهد الطريق أمام عصر الأجهزة اللوحية للظهور أمام الأعين». أما سارة روتمان من شركة «فورستر» Forrester للأبحاث والدراسات فترى أن «السبب الحقيقى للنجاح الكبير الذى تشهده أجهزة الكمبيوتر اللوحية حاليا هو طبيعة الحياة، التى نعيشها فى الأساس، ففى عصر الإنترنت الذى نعيش فيه أصبح هناك العديد من الوسائل، التى تجعل من المستخدمين متصلين بأماكن عملهم بشكل دائم، آناء الليل وأطراف النهار وفى الإجازات أيضا، وهو الأمر الذى مهد السبيل للنجاح الكبير للأجهزة الجديدة، التى تلائم طبيعة حياة المستخدمين فى الوقت الحالى وتخدمها بشكل جيد». غرف النوم وحجرات الجلوس وقد أظهرت إحصائية أخيرة لمركز فورستر للأبحاث والدراسات أن نسبة 26% من المستخدمين الأمريكيين، الذين قاموا بشراء آى باد يقومون باستخدامه لإنهاء المهام المتعلقة بالعمل بالإضافة إلى الترفيه الشخصى بنفس المعدل تقريبا، وأفادت الدراسة أن أكثر أماكن المنزل التى يفضل المستخدمون الاستمتاع بآى باد فيها هى حجرات الجلوس، وفى المرتبة الثانية تجىء غرف النوم المنزلية، حيث يستخدمه الأفراد على السرير لقراءة جرائدهم المفضلة أو مشاهدة التليفزيون أثناء الاستلقاء. كما أشارت دراسة أخرى من مركز جارتنر أن مستخدمى آى باد عادة ما يقومون بالتعرض لكميات أكبر من الأخبار والكتب ومقاطع الفيديو المختلفة أثناء استخدامهم للكمبيوتر اللوحى الجديد مقارنة بالذين لا يمتلكون واحدا، وتنبأ مركز فورستر أنه بحلول عام 2015 سيصل عدد المستخدمين الأمريكيين لأجهزة الكمبيوتر اللوحية إلى 75 مليون مستخدم، وهو الرقم الذى يزيد عن عدد مستخدمى أجهزة الكمبيوتر الدفترية الصغيرة حاليا، ولكنه يقل عن عدد مستخدمى التليفونات المحمولة الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.