وسط جدل لا ينتهى عن مستقبل الصحف الورقية فى وجود الإنترنت، والحديث عن صحافة شعبية ومدونات وشبكات اجتماعية تناطح كبرى وسائل الإعلام، تم إطلاق موقع جريدة «الشروق» على الإنترنت فى نفس يوم إصدار جريدة «الشروق» الورقية. وتساءل البعض عن سبب إطلاق موقع قد يؤثر على توزيع الجريدة بالسلب، أو عن كونه مجرد نسخة إلكترونية من الجريدة أم هو مشروع مستقل؟ وغيرها الكثير من الأسئلة.. هنا أكتب إليكم القصة كاملة كأحد الذين شرفوا بالمشاركة فى صناعة هذا الموقع وإدارته.. كيف فكرنا فى الموقع؟ الإعلام وصناعة الأخبار أصبحا منظومة واحدة كبيرة ومعقدة، تتكامل أجزاؤها مثل تروس فى آلة ضخمة لرصد هذا الكم الهائل من الأخبار والقضايا والآراء، فى عالم يضج بالنزاعات والحراك، وبين بشر توقفوا عن مجرد تلقى الأخبار فحسب، بل أصبحوا شريكا أصيلا فى صناعتها وغربلتها وتبادلها، وهو الواقع الذى يجب على منكريه أن يواجهوا مصيرهم المحتوم فى الخفوت أمام صوت (الميديا الاجتماعية) الطاغى. فليس أصدق وأسرع من الإنترنت فى نقل انطباعات وآراء الناس فىما يكتبه صحفيو وكتاب الجريدة لحظة بلحظة، وليس أفضل من الإنترنت فى متابعة الأخبار والأحداث العاجلة التى يصعب على آلات المطابع ملاحقتها لحظيا وتقديمها لقارئ لديه عشرات القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت بكل اللغات، فإذا كان لديك ما تقوله بالفعل، فلم لا تكون هناك.. على الشبكة؟! هكذا فكر القائمون على مشروع جريدة الشروق الورقية، وقرروا أن موقعا على الإنترنت باسم «الشروق» - يكون أكثر من مجرد نسخة إليكترونية للجريدة - مشروع حتمى ومفيد للقارئ والجريدة معا. كيف صنعناه وكيف نريده؟ لقد تغير نمط متابعة الأخبار لدى كثير من القراء فى السنوات الأخيرة، ممن هجروا الورق واتجهوا للإنترنت، وهدفنا أن يستمتع هؤلاء - وهم فى ازدياد - بفرصة الإطلاع على محتوى الجريدة الغنى من أخبار وتحقيقات ومقالات رأى لكبار الكتاب المصريين والعرب والأجانب، إلى جانب المحتوى الإضافى الذى تتطلبه الأخبار العاجلة أو ألبومات الصور وملفات الفيديو وغيرها. كما أن خدمة التعليقات على محتوى الموقع متاحة للجميع. نراقب أرقام وإحصائيات تصفحكم للموقع طوال الوقت، ونحللها لمعرفة نقاط القوة والضعف، ولقد أخبرتنا الأرقام فى الأيام الأولى للموقع أننا بالقوة الكافية للاستمرار والتطور، كما عرفنا من ردود أفعالكم فى التعليقات والرسائل الإليكترونية، والمقالات فى الصحافة والمواقع الأخرى والمدونات أن كل مجهودنا بالفعل كان مجديا، وأننا على الطريق الصحيح والحمد لله. وبالرغم من أننا نتبع سياسة مراقبة التعليقات قبل نشرها لضمان اللياقة والموضوعية والحفاظ على الذوق العام، فإن كل ما وصلنا من تعليقاتكم تقريبا كان صالحا للنشر فورا دون تعديل أو إضافة، ما يعنى أن المحتوى الجيد بالضرورة يجتذب القارئ المحترم. تقنيا نسعى بالتدريج لتطبيق كل ما نجده مناسبا من تقنيات متعارف عليها للتسهيل على القارئ وإتاحة الفرصة له للتفاعل والتصفح المريح للمحتوى الذى نراهن عليه فى الأساس.. فالعديد من المشاريع المشابهة يتم التخطيط لها تقنيا بعيدا عن المحتوى، ثم يؤتى بالمحتوى بعد ذلك كيفما اتفق على سبيل الحشو وملء المساحات، أما فى بوابة «الشروق»، فنحن نؤمن بأن المحتوى واحتياجات القارئ هما الأساس لإلهام التقنيين بما يجب فعله وليس العكس، ونتمنى أن نكون مثالا يحتذى وإضافة للصحافة الإلكترونية العربية التى لا تزال تفتقد للكثير بكل أسف، رغم توافر النوايا الطيبة والإمكانيات. متعة أن تشاركونا وكما هو مذكور فى الصفحة التعريفية بالموقع، فإننا نؤمن بأن الإنترنت هو وليد مستخدميه وأفكارهم ومشاركاتهم، وأنه لا مستقبل لموقع لا يعطى الكلمة لقارئه بكل الأشكال الممكنة، وهذا غير ممكن دون تواصلكم المستمر معنا، سواء بتعليقاتكم على المحتوى المنشور أو بردود أفعالكم واقتراحاتكم حول الموقع بشكل عام، لنتمكن دوما من تطويره لمصلحتكم، مستخدمين فى ذلك كل ما ينمو إلى علمنا من تقنيات أو مصادر للمحتوى. مازال فى جعبتنا الكثير من الأفكار التى نعمل عليها ليل نهار، الموقع ما يزال فى نسخته التجريبية فنرجو منكم الصبر أثناء إضافة التحسينات والخدمات أولا بأول، وأسعدونا دوما بمشاركاتكم وآرائكم على بريد الموقع الإلكترونى: [email protected]