وزيرة التخطيط: لا تراجع عن استمرار الإصلاح الاقتصادى لزيادة الإنتاج والتصدير    سعر الذهب اليوم الخميس 25-12-2025.. عيار21 يسجل 5970 جنيها    نصف مليار في صفقة واحدة.. نوران للسكر تشعل سوق خارج المقصورة اليوم    اغتيال عنصر فيلق القدس الإيراني بلبنان حسين محمود مرشاد الجوهري    إصابة شابين فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي وهجمات المستوطنين    الخارجية الروسية: الاتحاد الأوروبي يراهن على تصعيد الصراع الأوكراني من أجل المال    البنك الأهلى يتقدم على الجونة 1-0 فى الشوط الأول    محافظ الدقهلية يتفقد سوق الخواجات ويشدد على إصدار قرارات غلق للمحال    بسبب الكلاب الضالة.. ضبط شخصين تعديا على جارهما في المنتزه    المصريون بالخارج يواصلون التصويت في جولة الإعادة لمجلس النواب    رئيس جامعة كفرالشيخ يلتقي بالطلاب الوافدين ويؤكد الحرص على تقديم بيئة متميزة    روسيا: نحلل خطة السلام الأمريكية بشأن أوكرانيا    إغلاق موقع إلكتروني مُزوّر لبيع تذاكر المتحف المصري الكبير    المنيا تنفرد بتطبيق نظام الباركود للمحاصيل الحقلية    محافظة قنا تواصل تطوير طريق قنا–الأقصر الزراعي بإنارة حديثة وتهذيب الأشجار    فيديو.. سرب مكون من 8 مقاتلات حربية إسرائيلية يحلق فوق جنوب وشرق لبنان    الجيش السوداني يصدّ محاولة اختراق للدعم السريع قرب الحدود مع مصر وقصف جوي يحسم المعركة    قطع المياه عن المنطقة المحصورة بين شارعي الهرم وفيصل غدا    اتحاد الكرة يحذر من انتهاك حقوقه التجارية ويهدد باتخاذ إجراءات قانونية    عاجل- المركز الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي بيع مصانع الغزل والنسيج ويؤكد استمرار المشروع القومي للتطوير دون المساس بالملكية    وزير الخارجية: التزام مصر الراسخ بحماية حقوقها والحفاظ على استقرار الدول المجاورة    رفع آثار انقلاب سيارة ربع نقل محملة بالموز وإعادة الحركة بالطريق الزراعي في طوخ    برلماني: الوطنية للانتخابات وضعت خارطة طريق "العبور الآمن" للدولة المصرية    كوروكوتشو: مصر واليابان تبنيان جسرًا علميًا لإحياء مركب خوفو| حوار    بعد 25 سنة زواج.. حقيقة طلاق لميس الحديدي وعمرو أديب رسمياً    صندوق التنمية الحضرية يعد قائمة ب 170 فرصة استثمارية في المحافظات    إزالة مقبرة أحمد شوقي.. ماذا كُتب على شاهد قبر أمير الشعراء؟    هل للصيام في رجب فضل عن غيره؟.. الأزهر يُجيب    محافظ الدقهلية: تقديم أكثر من 13 مليون خدمة صحية خلال 4 أشهر    ما هو ارتجاع المريء عند الأطفال، وطرق التعامل معه؟    البابا تواضروس يهنئ بطريرك الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد    الوطنية للانتخابات: إبطال اللجنة 71 في بلبيس و26 و36 بالمنصورة و68 بميت غمر    ضبط 19 شركة سياحية بدون ترخيص بتهمة النصب على المواطنين    إيرادات الأفلام.. طلقني يزيح الست من صدارة شباك التذاكر وخريطة رأس السنة يحتل المركز الخامس    وزارة الثقافة تنظم "مهرجان الكريسماس بالعربي" على مسارح دار الأوبرا    تأجيل محاكمة رئيس اتحاد السباحة وآخرين بتهمة الإهمال والتسبب في وفاة السباح الطفل يوسف    ادِّعاء خصومات وهمية على السلع بغرض سرعة بيعها.. الأزهر للفتوي يوضح    بشير التابعي يشيد بدور إمام عاشور: عنصر حاسم في تشكيلة المنتخب    مدينة الأبحاث العلمية تفتتح المعرض التمهيدي لطلاب STEM المؤهل للمعرض الدولي للعلوم والهندسة ISEF–2026    محافظ الجيزة يفتتح قسم رعاية المخ والأعصاب بمستشفى الوراق المركزي    محافظ الوادى الجديد يلتقى المستشار الثقافى للسفارة الهندية بالقاهرة    بيان عاجل من الخارجية السعودية بشأن أحداث حضرموت والمهرة في اليمن    كرة طائرة - بمشاركة 4 فرق.. الكشف عن جدول نهائي دوري المرتبط للسيدات    حسام حسن: ⁠طريقة لعب جنوب أفريقيا مثل الأندية.. وجاهزون لها ولا نخشى أحد    شوبير يكشف موقف "الشحات وعبد القادر" من التجديد مع الأهلي    الصحة تعلن اختتام البرنامج التدريبي لترصد العدوى المكتسبة    من هو الفلسطيني الذي تولي رئاسة هندوراس؟    المتحدث العسكري: قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أبريل 2026    ضبط 14 ألف و400 صاروخ ألعاب نارية تحت التصنيع وكمية من فتيل الصواريخ محظور تداولها بالأسواق بالفيوم    عبد الحميد معالي ينضم لاتحاد طنجة بعد الرحيل عن الزمالك    نائب وزير الصحة تتفقد منشآت صحية بمحافظة الدقهلية    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 25ديسمبر 2025 فى المنيا    لليوم الثاني.. سفارة مصر بإيران تواصل فتح لجان التصويت بجولة الإعادة للدوائر ال19 الملغاة    أمن القليوبية يكشف تفاصيل تداول فيديو لسيدة باعتداء 3 شباب على نجلها ببنها    حكم تعويض مريض بعد خطأ طبيب الأسنان في خلع ضرسين.. أمين الفتوى يجيب    أحمد سامي يقترب من قيادة «مودرن سبورت» خلفًا لمجدي عبد العاطي    لم يرحم إعاقته، القبض على مدرس لغة عربية هتك عرض تلميذ في الهرم    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تسقط الرقابة .. صيحة أطلقها الكتاب والقراء واستجاب لها موقع (الشروق)
نشر في الشروق الجديد يوم 13 - 11 - 2009

كل يوم ثلاثاء يشعر الكاتب الكبير د. علاء الأسوانى بأنه وسط الأصدقاء، فقد تكونت صداقات ومعارف بين زوار الموقع، «لو واحد غاب يوم الباقى يسأل عليه». هذه الروح الدافئة التى احتوت جميع الحضور بمكتبة الشروق قرابة الثلاث ساعات أمس الأول، حول تجربة «الشروق» فى «تحرير تعليقات القراء من الرقابة وأدارها الأسوانى والمهندس إبراهيم المعلم وهانى شكر الله، وحضرها عدد من محررى «الشروق»، وغطتها بعض القنوات الفضائية وعلى رأسها النيل لايف وتليفزيون الحياة، وحضرها عدد كبير من القراء والمشاركون فى الموقع، ومحبو «الشروق».
«أصدقاء موقع الشروق» مجتمع يتألف من شخصيات متعددة الأفكار والميول والأذواق والأعمار، لكنه بدأ يأخذ شكلا تنظيميا أقرب للمجتمع الذى يعيش تجربة حكم ذاتى ديمقراطى تتميز بقدر عال من الحرية والشفافية، فالأدوار تتبادل فهذا يعارض والآخر يؤيد، والبعض يتدخل للتهدئة.
هذا العالم الساحر الخاص الذى لا يستبعد الأسوانى أن يكون بعض أشخاصه أبطالا لقصة مقبلة، بدأ يتمكن من الكاتب الكبير الذى يساهم هو الآخر بالتعليق والرد على المشاركين، «بقيت أحاول أركز علشان الموقع مايأخذش كل الوقت».
اقتراحات الجمهور
استمر النقاش ثلاث ساعات، قدم خلالها الحضور اقتراحاتهم حول تطوير الموقع، بعضها محل الدراسة من المختصين عن الموقع، والبعض كان محل نقاش وجدل حسمه القراء فى النهاية، والبعض الآخر أخد موافقة فورية لتنفيذه فورا.
الأفكار محل الدراسة كانت كثيرة، وأهمها:
تخصيص صفحة إلكترونية لإبداعات الشباب، ويتم نشر الأعمال الأكثر جودة فى النسخ الورقية.
تعليق الكتاب على مقالات زملائهم.
لقاء شهرى لأصدقاء موقع «الشروق».
البحث عن إعلانات كمصدر للربح.
إتاحة الموقع الدخول على عناوين المدونات الخاصة بالمعلقين.
هنا تقمص المهندس إبراهيم المعلم شخصية برلمانية وصاح: «موافقة فورية» على طلب الحاضرين بتصوير اللقاءات التى يتم عقدها بمكتبة الشروق وتحميلها على الموقف. هنا تدخل الأسوانى قائلا: «بس مش هانقول رفعت الجلسة» قالها الأسوانى لتضج القاعة بالضحك.
أما أكثر الأفكار التى كانت محل الجدل فهى: «شرط التسجيل للمشتركين فى جماعة أصدقاء الموقع «فقد انقسم الحضور إلى مؤيدين للتسجيل، ومنهم الكاتب هانى شكر الله، ومعارضين للفكرة،وأولهم علاء الأسوانى، أما المهندس إبراهيم المعلم فقد كان حياديا.
«اللى عاوز يقول رأيه يتعب شوية» حجة الفريق المؤيد للتسجيل، أما الجانب المعارض، فكان سبب رفضه أن الشعب المصرى يحتاج من يشجعه على التعبير.
«حذف التعليقات الخارجة» كان الاقتراح الثانى
الأكثر جدلا على عكس توقعات القائمين على الموقع، فهم يحذفون أى إساءة أو ألفاظ خارجة «بعد نشرها على الموقع»، ولكن بعض الحضور طالبوا بعدم الحذف نهائيا.
«التعليقات دى تأريخ لتفكير وسلوك الشعب فى فترة زمنية محددة» تبرير زكى بدر، أحد الحضور وهو من أشد المؤيدين لهذا الرأى. وكان كتاب أبونواس والأغانى لأبوالفرج الأصفهانى، دليله على أن الألفاظ الخارجة تشكل جانبا من الحقيقة الثقافية.
قرر القراء أن تكون التجربة ديمقراطية ذاتية الإدارة لأبعد مدى، وكانت نتيجة الجدل هى «الإجماع على عدم التسجيل نهائيا»، فلن يتم التسجيل تشجيعا للجميع على التعبير الحر الذى يفتقده المجتمع، أما التيارات المتطرفة فسوف يتقبلها القراء بصدر رحب، فهم انعكاس لتيار فكرى موجود، وحتى الإساءة والألفاظ الخارجة فلم يجد المعظم ضررا من تحملها بصدر رحب، «التعليقات الموجودة تأريخ لفكر المجتمع المصرى فى فترة ما، لابد من الحفاظ عليها» مبدأ اتفق علية الجميع.
اتفق القراء على توزيع المهام، فالبعض سوف يحفظ التعليقات، والكل يبلغ عن التعليقات المسيئة وهى الخاصية التى سوف يضعها الموقع بداية من الأسبوع المقبل، والبعض يرتب لمواعيد اللقاء الحى، وغالبا ما سوف يتم عقدها بحزب الكرامة الساعة التاسعة من مساء الخميس أسبوعيا.
«هذه التجربة الجديدة تماما على الصحافة المصرية، تحتاج لتعاون المحبين حتى تستقر وتنجح، «خلينا نكون أذكى من الذين يتربصون بنا ولا نقدم لهم مبررا لكى يعصفوا بحرياتنا»، هكذا ناشد المعلم محبى الشروق قائلا: «الذكاء فى التعليق إضافة إلى الموضوعية واللغة الراقية هى الأنسب».
رفع الرقابة
«أنا قاعد فى وسط جريدة «الشروق» على شمالى إبراهيم المعلم رئيس مجلس الإدارة، وعلى يسارى هانى شكر الله رئيس التحرير»، هكذا بدأ الأسوانى الندوة التى تعتبر أول تجمع لأصدقاء موقع «الشروق»، الذى قدم تجربة بإلغاء الرقابة على الموقع نهائيا.
الأولى هى إلغاء الرقابة على تعليقات القراء فى تجربة هى الأولى على الإطلاق وهذه بمبادرة من «الشروق» التى استجابت لاقتراح الأسوانى.
أما التجربة الثانية فهى الاحتفال «بتكوين جماعة أصدقاء الشروق»، وهذه بمبادرة من قراء الموقع الإلكترونى، فى تجربة مشابهة نسبيا لبريد القراء الذى كان يحرره الكاتب الكبير الراحل «عبدالوهاب مطاوع».
بدأت فكرة إلغاء الرقابة بمبادرة من د.الأسوانى وشريف المعلم العضو المنتدب لجريدة «الشروق»، وبدأ التنفيذ على مقالات الأسوانى فقط بداية من 20 يوليو الماضى، وحاليا تم التعميم على كل محتويات الموقع.
هناك سببان لتلك المبادرة الشخصية من كاتب رواية «شيكاجو»، الأول شخصى بسبب تجربته مع المواقع التى تقوم بتحرير ردود للقراء. فرسالة «جارٍ تحرير التعليق» والتى من الممكن أن يتأخر معها الخبر لساعات طويلة، وفى بعض الأحيان لا يتم نشره مطلقا بدون أى تفسير، هو «مرادف لكلمة الرقابة، وعكس الحرية تماما».
أما السبب الثانى فيرتبط بتطورات السوق الصحفية، حيث الصحافة الإلكترونية أصبحت نوعا من الصحافة منافسة للورقية ومن هنا زاد الاهتمام بالمواقع عالميا، و«الشروق ليست بعيدة عن ذلك»، كما قال الأسوانى عن جريدة الشروق التى تتميز بمواكبتها للأحداث والمقالات العالمية.
«هذه التجربة الجديدة المرهقة، هى تنفيذ من «الشروق» لبند آخر من عقدها مع القارئ الذى وعدته بالاحترام والتقدير»، قال إبراهيم المعلم تعليقا على المبادرة التى أخذتها الشروق، مشيرا إلى اجتماعه مع المسئولين لطرح الفكرة ومحاولة إقناعهم بها، تاركا حرية اتخاذ القرار للأغلبية، «بنحاول نكون ديمقراطيين».
التحدى الحقيقى كما أوضح المعلم هو تطوير الموقع بحيث يصبح أكثر جاذبية، وفى نفس الوقت الحفاظ على مستوى مبيعات الجريدة الورقية، فحتى أعظم المواقع الإلكترونية مثل نيويورك تايمز لا تحقق الحد الأقل من الربحية.
يشير المعلم إلى أنه فى معظم الدول الأوروبية، يكون هناك قراء للموقع الإلكترونى، يختلفون تماما عن قراء الجريدة الورقية، الأمر الذى يختلف تماما فى القاهرة، «الناس بتقول لى بنقرأ الجرنال من غير ولا مليم».
يطلب إبراهيم المعلم أن يكون «النقاش طوال الأسبوع، بدلا من أن يشتعل كل ثلاثاء فقط»، فالجريدة التى توجهت للقارئ من بداية فبراير تحت شعار «جريدتك اليومية الحرة المستقلة» أخذت سنة قبل الصدور درس خلالها أعضاء مجلس التحرير ما يريده الناس حتى يلتزموا به.
وأضاف أن «الشروق» لا تكتفى بنقل الأخبار والمقالات المحلية بمصداقية، بل فتحت نافذة على العالم بتعاقدها على شراء المقالات من كبرى الصحف العالمية، وترجمتها بدقة شديدة، احتراما منها لحقوق الملكية الفكرية للكاتب وللقارئ أيضا.
بعد أن أنهى المهندس إبراهيم المعلم كلمته الافتتاحية أعطى الكلمة لهانى شكر الله عضو مجلس التحرير.
«من غير تطويل، بحد أقصى 35 دقيقة»، هكذا اشترط المهندس إبراهيم المعلم مازحا على شكر الله الذى بدأ حديثه بالتعليق على مقالات الأسوانى، «نفسى ألاقى حد مختلف معاك»، ثم استعرض تجربته عند مقابلة رئيس تحرير صحيفة الجارديان، الرائدة فى مجال المواقع الإلكترونية، «التجربة أثبتت أن المواقع تكون مجتمعا للقراء، لا يتفاعل مع المادة المقدمة فقط ولكن يتفاعل مع بعضه أيضا».
يصف الأسوانى صاحب المبادرة ردود الفعل بأنها «مدهشة بالمعنى الإيجابى»، فمعدل التعليقات زاد عشرة أضعاف، بعد حماسة القراء وهم يرون تعليقاتهم تظهر فى نفس اللحظة، وهو لم ينف السلبيات التى تمثلت فى الآراء الهجومية الخارجة لبعض المعارضين، «ولكنى فى النهاية أبحث عن القارئ الذى يتفاعل سلبا وإيجابا» ولكن الاختلاف والاتفاق لابد أن يكون موضوعيا وبلغة راقية، وكان هذا حال 90% من التعليقات، ولم تزد التعليقات الخارجة على 10% فقط.
وأضاف أن التجربة مثال مصغر من تجربة ديمقراطية شفافة، «صحيح مشاكلنا أكبر من موقع، لكن دى البداية»، والبداية التى أشار إليها الأسوانى هى التفكير والتعبير بحرية، كبداية للتفاعل الواقعى فى الحياة، بشجاعة ودون الاختفاء وراء شاشة أو عدم ذكر اسم، «فى وقت محتاجين كلنا فيه الشجاعة، الانتخابات الرئاسية قربت».
قصيدة جويدة
تحت ضغط الأسئلة المتكررة من الحضور حول الأزمة الأخيرة، الخاصة بقصيدة الشاعر فاروق جويدة التى نشرتها «الشروق» بشكل حصرى، ثم قامت جريدة «المصرى اليوم» بالسطو عليها ونشرتها فى طبعتها الثانية، فقد ربط بينها المهندس إبراهيم المعلم وبين حقوق الملكية الفكرية، بوصفها ظاهرة أشمل وأعمق، جزء منها الأزمة الأخيرة.
«فوجئنا بما حدث»، يصف المعلم شعوره نحو السلوك غير المتوقع من «المصرى اليوم» والذى وصفه بأنه خروج وتعد واضح على حقوق الملكية الفكرية وحق الأداء العلنى لمبدع كبير، وتجاوز الرقابة وتقاليد المهنة والزمالة.
وأضاف المعلم: إن «الشروق» هى الناشر الوحيد والحصرى لأعمال الشاعر الكبير فاروق جويدة الحالية والمستقبلة، تلك الكتب الشعرية الأعلى مبيعا كما أوضح المعلم: «اتقفنا مع الشاعر فاروق جويدة أن القصيدة سوف يتم نشرها حصريا يوم الاثنين، ولمواعيد الطبع بعث لنا بالقصيدة يوم السبت صباحا».
فالأحداث واضحة ومحددة والتبريرات تدعو للرثاء، «ما ينفعش أقول أنا سرقت ساعة الأسوانى، أصلى بقدر الساعات وذوقى حلو، وبعدين لما أخدتها كان حاتطها على الطرابيزة وهو بيتوضأ»، موضحا أن الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية جريمة أكبر، «سرقة فكرة دى جريمة مع سبق الإصرار، لأنها سرقة لفكر وعمر جهد مفكر».
الملكية الفكرية يجعلها نائب رئيس الاتحاد الدولى للناشرين «صفة للمجتمعات المتحضرة بل وعشقها الأول، فالحفاظ على الإبداع والأفكار على أساس التقدم العلمى أو الفكرى، فعندما نتحدث عن مكانة مصر الثقافية ومصر الرائدة فنحن نتحدث عن حرية الحرية وحماية الملكية الفكرية».
منذ تأسيس اتحاد الناشرين 1896، تم تحديد أهدافه فى نقطتين، الأولى حرية الفكر والتعبير وسلامة الكاتب، والثانية هى احترام حقوق الملكية الفكرية، والهدف الثانى ضمان للأول، لأنه حماية المكية الفكرية تضمن الحفاظ على فكر ومجهود وعمر المبدع.
ولهذا نرجو ألا يتكرر ما حدث، حفاظا على مكانة مصر الثقافية، وأنا أسف إنى اتكلمت فى الموضوع ده»، ينهى بها المعلم الحديث حول الواقعة.
جريدة النخبة الشعبية
«هل توجد خطوط حمراء؟
هذا السؤال المتكرر سابقا من مجلس التحرير، ودائما من القراء أجاب عنه رئيس مجلس الإدارة بالنفى، «دايما بقول لأ، الخط الأحمر الوحيد إنى اخترت مجلس التحرير»، وهو على مستوى مهنى وطنى راق لضمان أن تكون الجريدة نافذة لكل الأفكار»
.
وحول مكانة «الشروق» فى السوق المصرية بعد شهور من إصدارها، قال المعلم: إن الجريدة حديثة الإصدار، هى إضافة جديدة للمجهود الصحفى الموجود بالساحة «حققت بدايات نجاح، وانتشارا وثقة وتأثيرا أكبر من توقعات الخطة التى وضعها مجلس التحرير»، ولكنها تتعرض لمنافسات ومشاكسات «مشروعة أو غير مشروعة بعضها تحت المستوى، والآخر لها مستوى»، ولكن القارئ الذى تحترمه «الشروق» هو السلاح الفعال فى الحرب ضد «غير المشروع»، التى وصلت إلى حد المؤامرات.
أوضح المعلم أن مندوبين التوزيع اكتشفوا أن ببعض أماكن التوزيع، يرفض البائعون بيع «الشروق»، محرضين القراء على شراء جريدة أخرى، وفى بعض الأحيان يكون وصف «الشروق» بأنها جريدة نخبة من أحد الأسلحة الخفية، «إحنا جريدة نخبة شعبية»، كما فضل المعلم أن يصف الجريدة.
«معزوفة كلاسيكية رائعة هادئة، تستغربها بعد أن أصبح الصوت العالى هو السائد على الساحة»، قالت ناهد واصفة «الشروق» بصاحبة النغمة المعتدلة فى معالجة الأحداث بموضوعية، وتشاركها فى الرأى عصمت التى تحتفظ بكل أعداد «الشروق» «من أول عدد لحد دلوقتى موجودين عندى»، وقد أصبح المكان الذى تحتله الأعداد كبيرا، وهى فى البداية اشترت ماسحا ضوئيا لتصوير النسخ، ثم تراجعت بعد توفير الموقع الإلكترونى نسخ ال«بى دى إف».
أما نادية الحسينى فقالت: «قبل معرفتى بموقع الشروق لم يكن لدى إيميل، ولكن لكى أتواصل مع الموقع دخلت عصر الإيميلات».
أما أحمد دارس الإعلام بأحد الجامعات الخاصة، فقد وجد فيها هو وأصدقاؤه ضالتهم خاصة فى الصفحات الثقافية والأدبية، وهذا بعيدا عن الأخبار اليومية الموجودة بكل الجرائد والذى وصفها «بالرخمة»، الوصف الذى استجاب له المعلم ضاحكا، «فى اجتماع الشهر المقبل، ها أقول لهم ما يحطوش أخبار رخمة». مضيفا «الجريدة الحديثة حققت أملا للكاتب الكبير أحمد رجب، «الذى كان يحلم بتحقيق انفراد صحفى فى جريدة مصرية تنقل عنها كل العالم، وحققته الشروق بانفرادها بخبر عن غارة أمريكية عسكرية على جنوب السودان، «ما أقدرش انسى مكالمة أحمد رجب اللى بارك لى وقال إن الشروق حقق حلم عمره 50 سنة»، مشيرا إلى أن نجاح الجريدة أصبح على المستوى المحلى أو العالمى، مدللا بمقالات علاء الأسوانى التى تشتريها الجرائد من مختلف دول العالم.
أجواء
الوجوه تبدو مألوفة لبعضها والصداقات وكأنها من سنوات، فى كل ركن تلتف مجموعة تتحدث فى كل شىء، رياضة سياسة موسيقى، حديث غير بعيد عن الأسئلة الشخصية أيضا.
انتى عصمت؟ أنا ناهد، واللى هناك ده أستاذ عبدالمجيد.
عصمت وناهد من المعلقين على مقالات الأسوانى وغيره من الكتاب والأخبار بموقع «الشروق الجديد»، أما أستاذ عبدالمجيد والذى يكتب باسم «إن شاء الله» فهو القائم بدور الباحث، الذى يأتى بكل جديد وموثق من المعلومات التى تدور حول موضوعات المقال.
«فين على، لو موجود قلنا، أنت أحمد قداح اللى عامل لنا الهيصة دى كلها، انت صغير على كده».
أحمد أحد العناصر الفعالة صاحب الاتجاه المتشدد دينيا فى رأى البعض، أحمد قدم نفسه كمحاسب بمؤسسات الشروق، ولكنه استدرك سريعا موجها حديثة لإبراهيم المعلم «نشاطى على الموقع مش مأثر على شغلى»، ليضحك الجميع ويرد المعلم عليه قائلا، «التشدد يبقى حلو في الحسابات».
ومن بعيد ترتفع ضحكة مجهولة المصدر وتقول صاحبتها «أهلا أهلا،بقى كده الكلام اللى كنت بتقوله، بس أنا مبسوطة إحنا شفناك، موبايلك لو سمحت».
أما مدام سعاد فلم تحتمل البعد عن الموقع وأصدقائها الذين لم يكفوا عن السؤال عنها طوال فترة غيابها، وعادت مع زوجها لتحضر الندوة لتقابلهم لأول مرة على أرض الواقع خارج العالم الافتراضي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.