نددت الأممالمتحدة، اليوم الأربعاء، بشدة بزيادة الهجمات عبر الحدود، من جانب ناشطين فلسطينيين في غزة، بعد يوم من انفجار صاروخ قرب حضانة أطفال. وقال روبرت سيري، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، إن الهجمات الصاروخية من غزة على إسرائيل، والتي تصاعدت في الأيام الأخيرة، تمثل "انتهاكًا واضحًا للقانون الإنساني الدولي"، وتعرض حياة المدنيين للخطر. وقوبل الانتقاد برد قوي من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تسيطر على قطاع غزة، الذي يتعرض لحصار إسرائيلي، وقالت حماس، إن تصريحات سيري تعكس "ازدواجية في المعايير". وفي يومين، هذا الأسبوع، أطلق 14 صاروخًا وقذيفة مورتر على الأقل على جنوب إسرائيل. وشنت إسرائيل هجمات جوية، ردًّا على ذلك، من بينها واحدة قتل فيها 5 ناشطين فلسطينيين، في مطلع الأسبوع، وهو أكبر عدد قتلى منذ الهجوم الإسرائيلي، الذي استمر 3 أسابيع في غزة قبل عامين، والذي قتل فيه 1400 فلسطيني، و13 إسرائيليًّا. وأشار مبعوث الأممالمتحدة إلى الهجمات الجوية الإسرائيلية، قائلاً: إن إسرائيل "لها حق الدفاع عن النفس، بما يتفق مع القانون الإنساني الدولي"، ودعا إلى التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس، واتخاذ كل الاحتياطيات التي تضمن عدم تعريض القوات الإسرائيلية المدنيين في غزة للخطر". وتقول إسرائيل، إن حماس تتحمل المسؤولية عن زيادة الهجمات الصاروخية، وأنها لم تفعل ما يكفي لمنع المنظمات الصغيرة من إطلاق النار عبر الحدود. وتقول حماس، إن إسرائيل هي المعتدي الأصلي، وقال المتحدث باسم حماس، طاهر النونو، إنه يجب على الأممالمتحدة أن تصحح الموقف الذي عبر عنه سيري، الذي كان يبرر الأعمال العدوانية للاحتلال الإسرائيلي. وقال، إن الأممالمتحدة مطالبة باحترام حقوق الشعب الفلسطيني، التي نص عليها القانون الدولي، وقرارات الأممالمتحدة ذات العلاقة، وعدم استخدام سياسة ازدواجية المعايير. ويعتقد محللون عسكريون، أن شن هجوم رئيسي ثان على غزة من جانب إسرائيل غير وشيك، وإن كان قد يصبح حتميًّا في المدى البعيد، وقالوا إن الهجوم الصاروخي، أمس الثلاثاء، الذي لم يسبب إصابات في حضانة الأطفال، كان يمكن أن يتسبب في رد إسرائيلي قوي لو أن أطفالاً أصيبوا أو قتلوا. وقال دان مريدور، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي كان يتحدث لراديو إسرائيل "ليس لنا مصلحة في تطور القتال، وإذا التزم الطرف الآخر بالهدوء التام، فإنه لن يكون هناك سبب لأن تتطور مثل هذه الأعمال". وقال، إن حماس "لم تفعل ما يكفي" لوقف الصواريخ. وقال سيري، إن الحياة اليومية للفلسطينيين في غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة تحسنت، بعد أن خففت إسرائيل القيود على الواردات، والعمل على توسيع الإمكانات التجارية عند مركز لخدمات الإمداد والتموين. وقال، إن الهدوء ضروري لنجاح الإجراءات. وأطلق أكثر من 200 صاروخ وقذيفة مورتر من غزة على جنوب إسرائيل هذا العام، وكان هجوم واحد فقط هو القاتل، عندما قتل عامل مزرعة تايلاندي بقذيفة مورتر في مارس. والهجمات الجوية التي تشنها إسرائيل مستهدفة ناشطين مسلحين، ومجموعات إطلاق صواريخ داخل غزة، غالبًا ما تكون قاتلة.