قررنا أن نبدأ بعقد بعض المقارنات بين عامى 2010 و2009 حتى يتسنى رصد بعض الظواهر وتحليلها، وكانت البداية من التأليف، والذى يعتبر هو القاعدة المهمة وحجر الأساس لأى فيلم ثمين، وفى هذا الإطار تجد العديد من المتغيرات، التى شهدتها الساحة السينمائية فى العامين الأخيرين، وأهم ما لفت الانتباه هو انخفاض حاد فى عدد الأفلام الجديدة فى عالم الكتابة السينمائية ما بين العامين.. ففى العام الذى يوشك على النفاد ستجد 32 فيلما فقط تم عرضها حتى الآن لا تجد فيهما مؤلفا لأول مرة إلا 7 أسماء هم سيد فؤاد فى «كلمنى شكرا» وأشرف حسن بفيلم «أحاسيس»، وألفت عثمان بفيلم «عايشين اللحظة» وعلا عز الدين حمودة بفيلمى «ولد وبنت» و«تلك الأيام» وأحمد عبدالله فى «هليوبولبس» وشريف نجيب فى «لا تراجع ولا استسلام»، وآخرهم سيد رجب الذى قدم فيلم «الشوق». وهذا رقم ضئيل بعد أن وصل العدد فى 2009 إلى 18 مؤلفا جديدا لأول مرة من أصل 39 فيلما والقائمة القادمة تفسر هذا. محمد ناير قدم فيلم «أعز صحاب» وغاب فى 2010 ويعمل الآن فى فيلم إذاعة حب.. أما هناء عطية فقدمت تجربتها الأولى الناجحة من خلال «خلطة فوزية»، الذى حقق الكثير من النجاح بعيدا عن الإيرادات وظهر أيضا اسم وائل حمدى من خلال فيلم «ميكانو».. وتأتى مريم نعوم كأحد أهم الأسماء، التى طرحت نفسها فى 2009 من خلال فيلم «واحد صفر» وكذلك من الأسماء المهمة نجد إبراهيم البطوط فى تأليف وإخراج «عين شمس»، وأيضا شاهدنا أول أعمال عمرو سمير عاطف فى السينما من خلال فيلم «أولاد العم»، وظهر اسم خالد الصاوى ككاتب سينمائى لأول مرة بجانب عطية الدرديرى من خلال فيلم «السفاح»، وياسين كامل الذى قدم «العالمى» ومحمد عبدالخالق مؤلف «أدرينالين» وعزبة آدم «لمحمد سليمان»، وإن كان بعضهم مارس أنواعا أخرى من الكتابة فإنهم جميعا يكتبون للسينما أول مرة. كما وجدت بعض التجارب الغريبة لكتاب لأول مرة لم يكتب لها أى نجاح كخالد حسونة فى «دكتور سليكون» وماجد نبيه فى «علقة موت» وأحمد يسرى فى «حفل زفاف»، وكذلك اسم طارق بركات فى تأليف «أزمة شرف» ومحسن يوسف كمؤلف لفيلم «أيام صعبة»، وأيضا أمين جمال وأكرم برديسى وعبدالله حسن قدموا أول أفلامهم مع هانى جرجس فى «بدون رقابة»، وهو الفيلم الذى قد يعتبر سبب خروجهم من الساحة وعدم ظهورهم حتى الآن وكذلك حسام موسى كتب فى السينما لأول مرة فيلم «المشتبه» وكذلك رأينا « فخفخينو» لأحمد عبدالسلام.. وطل علينا سيد السبكى صاحب روائع «ابقى قابلنى» و«البيه رومانسى» و«ولاد البلد»، وما زال قلمه يجرى ويعد بمزيد من الروائع! ويبقى ذكر «الحكاية فيها منة» الذى ألفه محمد حافظ و«الديكتاتور»، الذى اشترك فيه خالد سرحان وميشيل نبيل. وهنا تكتشف شيئين مهمين أولا أن من بين 18 عملا أول فى 2009 لم يبشر بخير إلا 8 أعمال فقط تستطيع اكتشافهم بنفسك إذا راجعت القائمة الماضية، ولكن من جملة ال18 مؤلفا لم يظهر منهم أحد فى 2010 بمشروع سينمائى جديد إلا سيد السبكى! فى 2010 كما ذكرنا عرض 32 فيلما تنوعت بشدة ما بين الفنية العالية الراقية والمنعدمة فتستطيع أن تبدأ من أفلام ك«أولاد البلد» و«أحاسيس» و«بون سواريه»، وتدرج حتى تصل إلى «رسائل البحر» و«بنتين من مصر» و«عسل أسود»، ويظهر جليا أيضا تمخض السينما المصرية فى نهاية العام عن أفلام غاية فى الأهمية رغم قلتها، ولكنها حققت إنجازات شتى جعلت 2010 ينصرف حاملا لقب عام السينما المصرية، ف«رسائل البحر» للمخرج الكبير داوود عبدالسيد صنف كواحد من أهم الأفلام فى 10 سنوات، وطرحت السينما أيضا فيلمين حققا نقلة نوعية لم يتخيل أحد أنها ستحدث فى أيامنا الراهنة.. «حاوى» لإبراهيم البطوط و«ميكروفون» لأحمد عبدالله ففى يومين متعاقبين حصد الأول الجائزة الأولى فى مهرجان الدوحة ترابيكا السينمائى والثانى حصد التانيت الذهبى فى مهرجان قرطاج السينمائى كما عرض فيلم «بصرة» تجاريا، ورغم مروره مرور الكرام تجاريا نتيجة لعرضه فى حفلات الصباح فقط فى أيام العيد! وهو الأمر الذى حال بينه وبين الجمهور، إلا أن الفيلم لم يمر بنفس الخفة على المستوى الأدبى فهو حصد على مدى عامين 8 جوائز من مهرجانات كفالنسيا والقومى والإسكندرية، وكان بحاجة فقط إلى مساحة من العرض يستطيع أن يثبت فيها نفسه جماهيريا. كما حاز فيلم «الشوق» الهرم الذهبى لمهرجان القاهرة الدولى وحصد ميكروفون جائزة أحسن فيلم أيضا فى المسابقة العربية، وذهبت 3 جوائز أخرى لسوسن بدر وعمرو واكد وأيتن أمين، كما حازت أيضا مصر 3 جوائز مهمة بمهرجان دبى السينمائى لبشرى وماجد الكدوانى عن دورهما فى 678 ومونتاج هشام صقر فى ميكروفون.. والمجموعة الأخيرة من الأفلام التى ذكرناها هى التى جعلت جريدة الاندبندنت البريطانية تكتب عن الانتعاشة التى تعيشها السينما المصرية فقالت عنها «المخرجون الجدد أعادوا للسينما المصرية بريقها»، وربما يأتى حديثها عن الأسباب ليسكت من يرفعون دائما اتهاما لبعض هذه الأفلام ب«تشويه سمعة مصر»، حيث قالت الجريدة إن هذه الأفلام تعاملت مع قضايا مهمة وجوانب جديدة فى المجتمع المصرى كالتحرش الجنسى بالنساء فى مصر وكذلك الهجرة غير الشرعية والكثير من القضايا ولم تقم بعدها الجريدة بسب مصر بل أشادت بها وبمستوى الفن السينمائى فيها الآن! وعلى صعيد الإخراج.. إذا أردنا التعرف على الدماء الاخراجية الجديدة فسنجد فى عام 2010 سبعة مخرجين جددا قدموا أنفسهم للشاشة والجمهور، وهم كريم العدل بفيلم «ولد وبنت» وأحمد عبدالله ب«هليوبوليس» و«ميكروفون».. وأحمد غانم بفيلم «تلك الأيام» ومحمد العدل بفيلم «الكبار».. ومعتز التونى ب«سمير وشهير وبهير» ومحمد دياب «678» والمخرج أحمد رشوان، الذى كان أنهى فيلمه «بصرة» منذ عامان ولكن عرض فى أواخر هذا العام. وإذا قارنا بالعام السابق سنجد ان فى 20009 من جملة 39 فيلما هناك 9 أفلام أتت بتوقيع مخرجين سينمائيين لأول مرة فتجد هانى جرجس فى «بدون رقابة» وسميح النقاش ب«مقلب حرامية» ووليد التابعى ب«أزمة شرف» وفادى فاروق ب«أيام صعبة» ونافع عبدالهادى ب«علقة موت» وإبراهيم البطوط «عين شمس» وأحمد علاء فى «بدل فاقد» ومحمد حمدى ب«المشتبه» وألفت عثمان ب«الحكاية فيها منة»، ومن هؤلاء التسعة لم يحافظ على وجوده فى العام التالى إلا هانى جرجس بفيلم «أحاسيس» وإبراهيم البطوط ومحمد حمدى ب«محترم إلا ربع»، وألفت عثمان بتجربة متواضعة أخرى هى «عايشين اللحظة». بورصة نجوم أما على مستوى نجوم السينما فقد حدثت حركة كبيرة من التنقلات وتبادل المواقع بين النجوم منهم من ترقى ومن من تراجع وهناك أيضا من فقد بعضا من رصيده.. فمثلا الفنان عادل إمام حقق تقدما نوعا ما بعد تراجع كبير فى بوبس الذى قدمه فى 2009، ورغم أن فيلمه الجديد «زهايمر» لم يحقق نقلة كبيرة على المستوى الأدبى إلا أنه أعاد إمام إلى مقدمة شباك التذاكر، وتفوق على تلامذته أحمد السقا، وكذلك أحمد حلمى، الذى كثيرا ما تفوق على إمام فى السنوات الأخيرة، حيث حقق «زهايمر» حتى الآن 18 مليون جنيه فى مقابل 17 مليونا لأحمد حلمى. أما حلمى فقد شهد صعودا منذ عام 2009 بفيلم «ألف مبروك» ثم وصل إلى نقطة القمة فى العام الحالى بفيلم «عسل أسود»، الذى تربع على عرش الإيرادات، ولكنه انخفض بالمنحنى البيانى له بفيلم «بلبل حيران»، الذى نال بعض الانتقادات ولم يستطع أن يحافظ لصاحبه على مركزه الذى احتله لعدة مواسم.. أما السقا فشهد تذبذبا أيضا فى أفلامه الأخيرة.. فبعد «إبراهيم الأبيض» الذى أثار كثيرا من الجدل فى 2009 تراجع السقا خطوات بفيلم «الديلر»، الذى أفسدته المشاكل بين صناعه ولم ينجح فيه أحد إلا خالد النبوى بدور «على الحلوانى»، ولكن عاد نجم السقا فى السطوع مرة أخرى بفيلم «ابن القنصل»، الذى أيضا شهد على قدرات خالد صالح التمثيلية وايضا على موهبة غادة عادل، وإن كان لم يتصدر شباك التذاكر وحقق حتى الآن 13 مليون جنيه فقط. أما أحمد مكى فحافظ على خطه البيانى فى صعود منذ «اتش دبور» عام 2008 حتى فيلمه الأخير «لا تراجع ولا استسلام»، وغاب كريم عبدالعزيز عن الخريطة السينمائيه طوال 2010 بعد أن طرح فيلم «أولاد العم» فى أواخر العام الماضى. ومن الذين يعانون هبوطا اضطراريا نتيجة لسيل الأفلام الرديئة يأتى الفنان محمد سعد، الذى احترف فى السنوات الأخيرة تبديد طاقته وإمكاناته الفنية لهثا خلف ملايين سريعة استطاع أن يحافظ عليها لفترة، ولكنه سرعان ما تركته هى الأخرى ليواجه تهديدا كبيرا لمستقبله الفنى.. فبعد أن غاب عامين منذ فيلمه «بوشكاش»، الذى قدمه 2008 عاد فى 2010 ليقدم «اللمبى 8 جيجا»! أما مى عز الدين والتى قدمت معه «اللمبى 8 جيجا» فوجدت ضالتها فى الدراما التليفزيونية بعد أن اختل توازنها فى البطولة السينمائية من قبل فى أفلام «حبيبى نائما» و«شيكامارا».. على عكس ياسمين عبدالعزيز، التى تثبت أقدامها رويدا رويدا فى عالم السينما، فبعد «الدادة دودى» فى 2008 عادت ب«الثلاثة يشتغلونها» فى 2010 لتثبت لبنات جيلها أن البطولة النسائية ممكنة. ومن النجمات اللاتى شهدن تطورا كبيرا تأتى زينة، والتى قدمت فى 2009 «واحد صفر» فى بطولة جماعية، وأتت فى 2010 لتقدم 3 أفلام.. أدت المطلوب منها فى «الكبار» و«بلبل حيران»، ولكنها أبدعت فى «بنتين من مصر» مع صبا مبارك وإخراج محمد أمين وقدمت دورا من أهم أدوارها. ولم يرحل عام 2010 قبل ان يمنح بشرى دورا مهما فى تاريخها فى «678» أهلها لنيل جائزة أحسن ممثلة بمهرجان دبى بعد أن قدمت فيلمين متواضعين فى 2009، وهما «المشتبه» و«الحكاية فيها منة». وهو نفس العام الذى شهد اختفاء لمنى زكى فى التحضير لأسوار القمر بعد أن قدمت فيلمين فى 2009 من أروع أفلامها هى «احكى يا شهرزاد» و«أولاد العم.» ومن الممثلين الذين خرجوا من السرب ليغردوا فى منطقه خاصة يأتى خالد أبوالنجا بعد وقوعه فى غرام السينما البديلة أو المستقلة، فذاق نجاحا بنكهة مختلفة فى فيلمى «هليوبوليس»، وأخيرا «ميكروفون»، الذى شارك فى إنتاجه إيمانا منه بأهمية هذا التيار، الذى أعاد لمصر بعضا من ريادتها السينمائية وما زال يعد بالمزيد. ومن ضمن من فقدوا كثيرا من بريقهم نجد عمرو سعد فقدم فى 2009 فيلم «دكان شحاتة»، الذى حقق نجاحا جماهيريا ولكنه لم يضف له شيئا، وهو نفس الشىء الذى حدث فى الفيلم المتواضع «الكبار»، الذى لم يخرج مرفوع الرأس من هذا العمل إلا خالد الصاوى بدور جديد. وينضم تامر حسنى إلى ركب عمرو سعد بفيلم «نور عينى»، الذى قدمه فى هذا العام وحقق تراجعا كبيرا لتامر بعد آخر أفلامه العام الماضى «عمر وسلمى 2». أما غادة عبدالرازق فيعتبر عام 2010 عاما سيئا فى مشوارها السينمائى، فرغم نجاح فيلم «كلمنى شكرا» فإنها واجهت انتقادات كثيرة على دورها وأدائها فيه، ويأتى فيلم «بون سواريه» ليفقد غادة الكثير. كما شهد 2010 اختفاء لمحمد هنيدى بعد آخر أفلامه فى نهاية 2009 «أمير البحار»، وكذلك اختفاء عز فى التحضير ل «365 يوم» سعادة بعد فيلمه «بدل فاقد» الذى قدمه 2009. وأيضا شهد 2010 إن صح التعبير ميلادا جديدا لبعض الأسماء والنجوم، على رأسهم سوسن بدر، والتى قدمت دورا من أقوى أدوارها فى فيلم «الشوق»، والذى تعتبر هى الرابحة الكبرى فيه بعد ظهور فاتر لروبى وغير قوى لمحمد رمضان وأحمد عزمى. كما ينطبق الميلاد الجديد على الثلاثى أحمد فهمى وهشام ماجد وشيكو أصحاب تجربة «سمير وشهير وبهير»، والتى فتحت طريقا بينهم وبين الجمهور ينبئ بعلاقة طيبة فى المستقبل، وأيضا قام فتحى عبدالوهاب بدور أكثر من رائع فى «عصافير النيل» نال عنه جائزة مهرجان القاهرة فى دورته قبل الأخيرة. وينطبق الأمر أيضا على آسر ياسين فى فيلم «رسائل البحر»، والذى منحه داوود تذكرة لعالم التمثيل الحقيقى، وكذلك فعل أيضا مع بسمة التى شاركته البطولة، وأيضا محمد لطفى الذى قدم دورا من أروع أدوار عمره، ولكنه عاد بعدها ليغرق فى شر ولاد البلد! أزمات الشركات وكان عام 2010 قد شهد العديد من الأزمات السينمائية، أولها تقلص موسم الصيف وآخرها أزمة الاحتكار واتهام شركات التوزيع بالتلاعب بالسوق لصالح مصالحهم، وهى القضية التى ما زالت معلقة فى انتظار وزير الصناعة ليبت فيها بعد أن اتهم الموزعون جهاز المنافسة بعدم الفهم وخلط الأوراق. كما استمرت أزمة القرصنة ولكنها وإن كانت استفحلت إلا أن الكثير من المنتجين بدأ فى اتخاذ خطوات لإنقاذ نفسه ومواجهتها من خلال إتاحة الفيلم عبر الإنترنت من خلال عرض شرعى يضيق الطريق على اللصوص ويقطع عليهم احتكار الوسيط الجديد، وتعتبر تجربة عرض الكبار هى أهم تلك المحاولات نتيجة لطرح الفيلم على الإنترنت بشكل شرعى متزامنا مع نزوله دور العرض. عودة الكبار وهناك بعض الظواهر الأخرى فقد شهد عام 2010 عودة لاثنين من كبار كتاب السينما، وهى لبشير الديك فى فيلم «الكبار» ومحمود أبوزيد فى فيلم «بون سواريه.» وشهد العام أيضا فيلمين من أعمال روائية «تلك الأيام» لفتحى غانم و«عصافير النيل» لإبراهيم أصلان. تكاليف وإذا نظرت إلى عام 2009 تجد 21 فيلما منخفض التكاليف تم إطلاقها من أصل 39 بنسبة تتجاوز ال50% من أفلام الموسم كأفلام «أعز أصحاب» و«بدون رقابة» و«مقلب حرامية» و«أزمة شرف» و«أيام صعبة» و«دكتور سليكون» و«علقة موت» و«صياد اليمام» و«حفل زفاف» و«عين شمس» و«يوم ما اتقابلنا» و«المشتبه» و«العالمى» و«ابقى قابلنى» و«الأكاديمية» و«الحكاية فيها منة» و«الدكتاتور» و«فخفخينو» و«مجنون أميرة» و«البيه رومانسى» و«بالألوان الطبيعية» مسك ختام 2009. وهى نسبة كبيرة إذا قارناها بأفلام 2010 المنخفضة التكاليف، والتى مثلت فقط 11 من أصل 32 فيلما أى أقل من ثلث الأفلام، وهى «عايشين اللحظة» و«ولد وبنت» و«قاطع شحن» و«هليوبوليس» و«الكبار» و«سمير وشهير وبهير» و«عائلة ميكى» و«ولاد البلد» و«حاوى» و«ميكروفون» و«بصرة».