قالت عضوة كبيرة في الحزب الحاكم في جنوب السودان، اليوم السبت، إنها ستخوض حملة تدعو الجنوبيين إلى اختيار الاستقلال في استفتاء سيجرى الشهر القادم لتنهي بذلك افتراضا قانونيا بأن الحركة محايدة. وكانت آن إيتو، من الحركة الشعبية لتحرير السودان، تتحدث للصحفيين من على منصة مزينة بملصقات تحمل رمز الانفصال في الاستفتاء على انفصال جنوب السودان. وقالت إيتو: "نظرا لأن الوحدة لم تعد جذابة؛ نشجع ما يختاره شعبنا.. سنختار الدعوة إلى ما يريده شعبنا.. إذا أنصتم جيدا، فإن أكثر من 90% من الشعب يلوحون بالفعل"، في إشارة إلى اليد المفتوحة المطبوعة في استمارات الاستفتاء التي ترمز إلى الانفصال. وردا على سؤال عما تعنيه بالتلويح، قالت إيتو: "الانفصال". وأضافت إيتو أنها تتحدث باسم القطاع الجنوبي المهيمن على الحركة الشعبية. ورفض ياسر عرمان، من القطاع الشمالي بالحركة الشعبية، التعليق على تصريحات إيتو. معارضون للاستفتاء وفي السياق ذاته، قال محمد إبراهيم خليل، رئيس المفوضية المنظمة للاستفتاء على انفصال جنوب السودان، اليوم السبت: إن معارضين للاستفتاء المقرر الشهر المقبل يهددون برفع دعاوى قضائية ويثيرون التوتر في محاولة لإعاقة التصويت. ولم يحدد خليل، وهو من أبناء الشمال، من يعتقد أنه وراء حملة الإعاقة. وأضاف أنه سيكون من الخطأ بالنسبة إليه أن يقول ذلك، فهو محايد تماما، لكنه قال إنهم الأشخاص الذين يرعون خيار الوحدة ويريدون استمرارها. وقالت وسائل إعلام لها صلة بالحكومة السودانية في وقت سابق: إن مجموعة تطلق على نفسها اسم المجلس الأعلى للسلام والوحدة قدمت "طعنا دستوريا" ضد المفوضية وضد الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تسيطر على الجنوب، وقالت إنهما انتهكا القانون الذي يحكم التصويت. ويثني مراقبون دوليون من الأممالمتحدة ومركز كارتر حتى الآن كثيرًا على تنظيم المفوضية لعملية تسجيل الناخبين، والتي انتهت بسلام الأسبوع الماضي. وسيحدد الاستفتاء ما إذا كان جنوب السودان المنتج للنفط سينفصل أم سيبقى في السودان تنفيذا لما أقره اتفاق سلام في عام 2005 أنهى حربا أهلية استمرت لعقود بين الشمال والجنوب، وسقط فيها ما يقدر بمليوني قتيل. وطبقا لبنود الاتفاق اتفق الزعماء من الشمال والجنوب على استغلال السنوات الخمس التالية على الاتفاق، والسابقة على الاستفتاء، في حملة تستهدف جعل الوحدة خيارا جذابا للجنوبيين. والتزم مسؤولو الحركة الشعبية لتحرير السودان بهذا الخط علنا في السنوات القليلة الماضية، قائلين إنهم سيتركون الفرصة للجنوبيين لاتخاذ قرارهم. مخاوف من حرب أهلية ويخشى بعض المحللين أن يؤدي الاستفتاء الى حرب أهلية إذا تأجل أو تم التلاعب به. وكانت الحرب بين شمال السودان وجنوبه هي الحرب الأهلية الأطول في أفريقيا، واندلعت للمرة الأولى عام 1955. وأنهى اتفاق للسلام وقع عام 2005 المرحلة الأخيرة من الصراع، ووعد الجنوبيين بتقرير المصير من خلال استفتاء على الاستقلال عن الشمال. ومنذ ذلك الحين ثارت خلافات بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان الجنوبية المتمردة سابقا بشأن تطبيق كل تفصيلة تقريبا من تفاصيل اتفاق عام 2005، ونجم عن ذلك جدار من انعدام الثقة. وتعتقد قلة الآن أن أغلبية الجنوبيين سيصوتون لصالح الوحدة. ويعتقد كثير من الجنوبيين أن العرق والدين يميزانهم عن الشمال الذي يغلب عليه العرب والمسلمون، ويخيم تاريخ من الحرب وتجارة العبيد على العلاقات بين الشمال والجنوب من قبل الاستقلال. ويقول الجنوبيون إن الطفرة الاقتصادية والتنمية تركزتا في أيدي القبائل الشمالية المحيطة بالخرطوم، بينما تم إهمالهم. من الذي يستطيع الإدلاء بصوته؟ تقول مفوضية الاستفتاء إن كل من له أب أو أم أو جد من قبيلة جنوبية يستطيع الإدلاء بصوته. وأيضا كل من كان مقيما بشكل دائم أو يقيم أبواه أو جداه في الجنوب منذ استقلال السودان في الأول من يناير عام 1956 يستطيع الإدلاء بصوته في الاستفتاء. ويجب أن يعود الجنوبيون الذين رحلت أسرهم قبل الاستقلال إلى الجنوب للتسجيل والتصويت. كما يستطيع الجنوبيون في شمال السودان وإثيوبيا وكينيا وأوغندا وأستراليا وبريطانيا والولاياتالمتحدة وكندا ومصر التصويت أيضا. غير أن اللوائح المبهمة والزيجات المختلطة على مدى عقود، وتنقل القبائل كلها تعني أنه سيكون من الصعب التحقق ممن هو جنوبي ومن هو غير جنوبي. ويقدر القائمون على التخطيط للاستفتاء أن هناك نحو 5.5 مليون جنوبي يحق لهم التصويت داخل وخارج السودان، لكن لا يتوقع أن يسجلوا جميعا أسماءهم. وينص قانون الاستفتاء على أنه يجب أن يشارك 60% ممن سجلوا أسماءهم في التصويت حتى يكون صحيحا. وستساعد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقوامها عشرة آلاف فرد في حفظ الأمن. وهذه القوة منفصلة عن القوة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة الأكبر حجما في دارفور. ويفترض أن تجري منطقة ابيي المنتجة للنفط استفتاء متزامنا على ما إذا كانت ستنضم إلى الجنوب أم الشمال، لكن الخلافات العميقة بين الشمال والجنوب بشأن من سيدلي بصوته ومن سيخطط له تعني أن هذا الاستفتاء إما سيؤجل وإما قد لا يجري على الإطلاق. ويعتقد معظم المحللين أن أبيي التي كانت مسرحا للاشتباكات بين الشمال والجنوب منذ عام 2005 قد تتسبب في نشوب حرب أشمل إذا لم تعالج. وقد تضم مناطق أخرى حقولا نفطية قريبة من الحدود المتنازع عليها مثل هجليج وولاية الوحدة. وقد تكون الولايات الحدودية مثل جنوب كردفان والنيل الأزرق أماكن محتملة لأعمال العنف، ويتبادل جيشا الشمال والجنوب الاتهامات بحشد القوات على امتداد الحدود غير المرسمة.