«10 مقاعد جديدة للمعارضة.. المقاطعة أكذوبة.. لطمة لدعاة الانسحاب والمقاطعة.. البرلمان الجديد دستورى وشرعى». هكذا احتفت مانشيتات الصحف القومية بزيادة مقاعد المعارضة فى المجلس القادم. وللمرة الأولى تتزين مانشيتات الصحف القومية بصور نواب المعارضة فى سابقة نادرة من نوعها. فسر أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، محمود خليل، احتفاء الصحف القومية بمقاعد المعارضة بأنها محاولة مختلفة لقراءة مختلفة لنتائج الانتخابات واعتبرها نوعا من التشويه لوقائع الانتخابات التى شهدت انتهاكات وتزويرا فى معظم الدوائر الانتخابية. ووصف خليل قراءة الصحف القومية للموقف بالمغرضة وغير الدقيقة، ضاربا المثل بمحاولات جريدة الأهرام إقناع الرأى العام بأن المعارضة حصلت على 15 مقعدا. لكنه أكد أن الرأى العام لا يكترث بالانتخابات البرلمانية حيث إن المواطن يعلم أن نتائجها لا تعبر عن إرادة الناخبين والدليل ضعف نسبة المشاركة، منتقدا تعمد الصحف القومية عدم الاهتمام بظاهرة الرشاوى الانتخابية المنظمة والأحكام القضائية التى أصدرتها الإدارية العليا والتى تبطل نتائج الانتخابات فى العديد من الدوائر. وأشار أستاذ الصحافة إلى أن الصحف القومية تستنفد طاقاتها فى تغيير الحقائق وأنها بذلك تمارس المراوغة وقلب الحقائق وأنها تخاطب الرأى العام العربى والدولى وتتعامل مع الداخل بنفس معايير الصحافة المحلية لكن العالم العربى أيضا لا يكترث بذلك النوع من الصحافة. من جانبه رفض نقيب الصحفيين، مكرم محمد أحمد، التعليق على احتفاء الصحف القومية بنواب المعارضة، لكنه اعتبر مكرم حصول المعارضة على 10 مقاعد فقط فى برلمان 2010 لا يحقق توازنا معقولا قياسا بالزيادة التى وصفها بالضخمة فى عدد نواب الحزب الوطنى التى وصلت تقريبا إلى 75% بعد إضافة مقاعد الكوتة. قائلا إن «حصول المعارضة على 10 مقاعد يعنى أنها أعادت التفكير فى الجولة الثانية لخوض العملية الانتخابية». أما رئيس تحرير جريدة الأهرام، أسامة سرايا فقال «إن كل من نجح فى الحصول على مقعد برلمانى يستحق التهنئة لأنه نجح فى هذا بسبب قوة تأثيره فى الناخب والشارع المصرى»، مشيرا إلى أن جميع النواب الذين اختارهم الحزب الوطنى على كفاءة عالية وخضعوا لدراسات واختبارات وأن تجهيزات الحزب كانت أكبر من حجم المعركة الانتخابية وأن ذلك نتيجة مجهودات الحزب طوال الخمس سنوات الأخيرة. ورفض رئيس تحرير الأهرام الحكم على برلمان 2010 وطالب الشعب بعدم التسرع فى إصدار الحكم على النواب باعتبار أغلبيتهم ينتمون للحزب الوطنى قائلا «الحزب يحتوى على تيارات مختلفة يمين ويسار ومتطرفين». وأكد سرايا أن من الظواهر الإيجابية لبرلمان 2010 خروج نواب الإخوان المسلمين، ووصفهم بنواب الفضائيات الذين كانوا يهتمون بقشور الأمور والقضايا المجتمعية. وقال «وجود الإخوان يفسد الحياة السياسية فى مصر.. وخلط السياسة بالدين يؤثر بالسلب على تحقيق متطلبات الشعب ويعطلها».