لم تعد الدروس الخصوصية أمرا أساسيا لطلاب الثانوية العامة فقط أو حتى طلاب الإعدادية والابتدائية، بل وصل الأمر إلى أصغر حلقة من حلقات التعليم.. مرحلة رياض الأطفال، وفق لما توصل إليه د.سيد مرعى، عضو هيئة التدريس بكلية التربية جامعة الأزهر، فى دراسته عن ظاهرة الدروس الخصوصية. «الدروس الخصوصية تنتشر فى حضانات القاهرة الكبرى بنسبة تزيد على 20%، وفى جميع المواد التعليمية تقريبا، مع اختلاف نسب الإقبال على أخذ درس فى كل مادة من مواد الدراسة». ويرى سيد مرعى أن الدروس الخصوصية أوسع انتشارا من المجموعات الدراسية التى تمنحها المدارس لطلابها، وتزداد الدروس الخصوصية برقى الطالب فى السلم التعليمى، فتصل نسبة انتشار الدروس الخصوصية فى المرحلة الابتدائية إلى 35% وفى المرحلة الإعدادية إلى 46% وفى المرحلة الثانوية التجارية إلى 55% وفى المرحلة الثانوية العامة إلى 68%، وتحقق الدروس الخصوصية أعلى معدل لها فى الصفين الثالث الإعدادى والثالث الثانوى. وسجلت الدراسة أن نسبة كبيرة من الطلاب يتلقون الدروس الخصوصية فى الإجازة الصيفية، «وهو ما يعكس مدى تأثر الطلاب بها ومدى التوتر الذى يعيش فيه الطالب طوال العام الدراسى حتى فى الإجازة الصيفية». ورصد د. سيد مرعى أن الدروس الخصوصية تصل إلى ذروتها فى أبريل، وهو الشهر الذى يسبق الامتحانات مباشرة، كما ربط بين مستوى الدخل الشهرى للأسرة ومدى كثافة الدروس الخصوصية لأبنائها، «هناك نوعان من طلبة الدروس، الأول قادرون تحصيليا، ويقبلون على الدروس الخصوصية لزيادة التحصيل والتركيز، والنوع الثانى هم المتدنون تحصيليا، الذين يحاولون رفع مستواهم الدراسى». ويشير مرعى إلى أن مشكلة الدروس الخصوصية ليست حديثة بل قديمة قدم التربية ذاتها، «بالطبع لم تعرف بهذا الاسم إلا حديثا، لكن كانت هناك مؤشرات قديمة وبدايات شبيهة قامت على أساسها فى الماضى، وهو ما ساعدها على التدرج والانتشار بصورة مستفحلة».