أكدت وثائق موقع «ويكيليكس» الإلكترونى أن مخاوف الولاياتالمتحدة وأوروبا من السلطة الخطرة فى تركيا هى مخاوف صحيحة. ويمكن القول إنه أصبح فى الشرق الأوسط فى الوقت الحالى كيانان يحكمهما حزبان تابعان لحركة «الإخوان المسلمين»، هما غزة الخاضعة لسلطة حركة «حماس» وتركيا التى يحكمها حزب العدالة والتنمية الإسلامى. بناء على ذلك، ليس من المستغرب أن تكون هناك علاقات تعاون وثيقة للغاية بين السلطة فى تركيا وبين كل من «حماس» وإيران وحزب الله، ذلك بأن هذا التعاون هو بين حركات إسلامية سياسية لا تتورع عن القيام بأى شىء من أجل تعزيز سلطتها وتهديد الآخرين. لقد كانت تركيا فى السابق تقوم بدور مرساة غربية مهمة فى الشرق الأوسط وتساعد على استقرار فى المنطقة، غير أنها الآن باتت تشكل تهديدا لمعظم الأنظمة العربية كما لإسرائيل، وذلك نتيجة التصرف الأهوج لرئيس وزرائها رجب طيب أردوجان، الذى يهدد استقرار المنطقة، فضلا عن تأييده عناصر «محور الشر». ولابد من أن ندرك جيدا فى إسرائيل أن السلطة فى تركيا معادية للغاية، وعلى ما يبدو فإنها ستظل متربعة على سدة الحكم فترة طويلة. كما أن آخر تصريح أدلى به أردوجان فى أثناء زيارته لبيروت، والذى كانت فحواه أن «تركيا لن تقف مكتوفة الأيدى» فى حال اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل و«حماس»، أو بينها وبين حزب الله، يجعل الخطر التركى ملموسا أكثر فأكثر. ومن الآن فصاعدا، فإن تركيا أصبحت عدوا محتملا لإسرائيل ويمكن أن تحاربنا. فى الوقت نفسه، لقد آن الآن أوان تغيير السياسة العالمية برمتها إزاء النظام التركى. ولا يجوز أن يقر الكونجرس الأمريكى مزيدا من صفقات الأسلحة المتطورة لتركيا، ذلك بأن هذه الأسلحة يمكن أن تستعمل ضد إسرائيل أو أن تنتقل أسرارها إلى إيران. كما أنه يجب اعتبار الجيش التركي جيشا عدوا لإسرائيل. ولا يجوز أن تبقى تركيا عضوا فى حلف الناتو (حلف شمال الأطلسى)، وذلك فى ضوء تعاونها الوثيق مع إيران والصين اللتين تعتبران عدوتين لدودتين لهذا الحلف.