الكون فى ذلك اليوم كان مليئا بالأحداث المأساوية، دماء فى الانتخابات، قتلى وجرحى واتهامات هنا وهناك وأشياء تسد النفس وتثير الاشمئزاز حتى قرأت حوارا صحفيا لرئيس مهرجان القاهرة السينمائى الفنان عزت أبوعوف أو مستر ايزت، كما كان يحلو له أن يسمع من جاره عمرو أديب فى البرنامج المتوقف لأسباب كوميدية القاهرة اليوم، فى الحوار الذى نشر فى مجلة الإذاعة والتليفزيون أكد أبوعوف أن المنظمة العالمية لاتحاد المنتجين تعطى مهرجان القاهرة كل عام 9.8 من عشرة! يا سلام.. هذه النسبة وحدها نكتة أكثر سخرية من نتائج انتخابات الحزب الوطنى واستفتاءاتها لكن ومع ذلك سوف نصدق تقييم المنظمة أو تقييم مستر ايزت.. الذى نبهنا دام فضله إلى أن هذه النعمة، التى نعيشها سوف تزول من وجوهنا بسبب الهجوم المتواصل من الصحافة المصرية، التى تتبع سياسة القطيع على حد وصفه، التى يمكن أن يؤثر على المنظمة، التى يمكن أن تسحب من مصر الرخصة! نكت مستر ايزت فى الحوار ما زالت مستمرة، حيث أكد الرجل الطيب أن مهرجان القدس يحارب مهرجان القاهرة ويريد أن ينتزع منه الريادة فى إشارة إلى أن إسرائيل تخطط لذلك بقوله إنه لن يدعو رئيسة مهرجان القدس الفلسطينية التى تحمل جواز سفر إسرائيليا. من ضمن نكت رئيس المهرجان الفنان عزت أبوعوف أنه أحدث ثورة تكنولوجية فى المهرجان حيث أكد «لا فض فوه» أن موقع المهرجان الإلكترونى وصفحته على اليوتيوب يزورها يوميا 75 مليون شخص! علىّ النعمة الراجل دا بيتكلم كلام زى الفل.. عزت أبوعوف فى الحوار الصحفى نسى أن يخبرنا بأن السجادة الحمراء زادت عشرة أمتار أو أكثر عن العام الماضى وأن البوفيه أدخل تعديلات بحيث زادت المشروبات الساخنة تفاديا لأى مشكلة ربما تؤدى إلى سحب الرخص، وأن الضيوف إن شاء الله سوف يجدون إقامة فول بورد والفطار لن يكون فول مدمس رغم التهديدات، التى تصل للمهرجان من بعض الفوالين، الذين يتمسكون بوجود الفول على المائدة، وذلك لأن أضرار الفول يمكن أن تؤدى فى نهاية الأمر إلى سيطرة مهرجان القدس! الحقيقة أننى كنت أتمنى أن يتحدث رئيس المهرجان عن الأسباب، التى تجعل المسابقة الرسمية للمهرجان هى الأقل فى المهرجانات وتعتمد على بواقى الأفلام وفضل المهرجانات، أو أن يؤكد لنا أنه سوف يعالج أزمة هروب الأفلام المصرية إلى المهرجانات العربية أو يفسر لنا العشوائية، التى تسيطر على التنظيم سنويا فى الندوات والعروض، أو يقدم لنا روشتة لعدم حضور النجوم المصريين للمهرجان باستثناء حفلات السواريه والفاشون شو فى الافتتاح والختام، الحقيقة كنت أتمنى أن يصمت الدكتور عزت الذى ينتقد فى برنامجه الذى يتقاضى منه الدولارات البلد كله عمال على بطال أم أنه لا يخشى على مصر أن يتم سحب رخصتها بسبب هجوم القاهرة اليوم على كثير من سياستها!