كشف مؤتمر طبي أن 50% من حالات سرطان الرئة توجد في الدول النامية، ويتسبب التدخين في 90% من الحالات، وأكدت الدراسات العلمية أن تدخين الشيشة لمدة ساعة متواصلة تعادل استنشاق ما بين 100 إلى 200 ضعف من حجم الدخان الناتج عن سيجارة. وأشار إلى أنه في المراحل المتقدمة يتم علاجها بالعلاج الإشعاعي أو الكيماوي، أو بالمزج بينهما، بالإضافة إلى العلاج الحيوي الموجه الجديد، والذي أحدث طفرة في علاج سرطان الرئة من خلال تحفيز الجهاز المناعي ليثبط نمو وانتشار المرض. جاء ذلك في المؤتمر الطبي الذي عقدته الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان بالتعاون مع إحدى شركات الدواء العالمية بمناسبة الاحتفال بالشهر العالمي للتوعية بسرطان الرئة، وشهده الدكتور محسن مختار، رئيس الجمعية، واللواء صفاء الدين كامل نائب محافظ الإسكندرية. وقال الدكتور ياسر عبد القادر، أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة ورئيس وحدة علاج الأورام بالقصر العيني: "إن سرطان الرئة يعد أكثر أنواع السرطان انتشارا في العالم، حيث يتم تشخيص 1.35 مليون حالة سنويا يتوفى منها حوالي 1.18 مليون حالة كل عام (أي بمعدل وفاة شخصين كل دقيقة)"، وأشار إلى أن 70% من حالات سرطان الرئة يتم اكتشافها في مراحل متأخرة نتيجة لعدم ظهور أعراض واضحة، وتعتبر الجراحة وسيلة فعالة للتخلص من المرض إذا تم اكتشافه مبكرا". موضحا أنه، ووفقا لإحصائيات المعهد القومي للأورام، فإن حالات الإصابة بسرطان الرئة في مصر تمثل حوالي 8.2% من إجمالي حالات الإصابة بالسرطان لدى الرجال، وحوالي 2.4% من إجمالي حالات الإصابة بين السيدات. ومن جانبه، أكد الدكتور صفاء الدين كامل، نائب محافظ الإسكندرية، أهمية تكاتف الجهود لمكافحة التدخين، وطالب بتطبيق مبادرة منظمة الصحة العالمية والتي تطالب بخضوع تدخين الشيشة لنفس اللوائح والقوانين التي تحكم تدخين السجائر وحظر الشيشة في الأماكن العامة ومكافحة الإدعاءات والمعلومات المضللة التي تقلل من مخاطر الشيشة، وتنادى بسلامة استخدامها. وقال: "إن مبادرة محافظة الإسكندرية (محافظة خالية من التدخين)، يتم تنفيذها حاليا بعد أن تم توقيع بروتوكول بين وزارة الصحة والمحافظة في يونيو الماضي، ويتم تنفيذ العقوبات على الأشخاص أو المنشآت أو وسائل النقل تدريجيا"، مؤكدا أن المحافظ وجميع المهتمين مصرين على تنفيذ هذه الاتفاقية، وجعل محافظة الإسكندرية محافظة خالية من التدخين. وبدوره، أوضح الدكتور محسن مختار، رئيس الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان، أن هناك ارتباطا وثيقا بين التدخين والإصابة بسرطان الرئة، حيث يتسبب التدخين في 90% من حالات الإصابة بسرطان الرئة، وتؤكد الدراسات العلمية أن تدخين الشيشة لمدة ساعة متواصلة تعادل استنشاق ما بين 100 إلى 200 ضعف من حجم الدخان الناتج عن سيجارة. وأضاف "أن دخان الشيشة يعد مزيجا من دخان التبغ، بالإضافة إلى الدخان الناتج عن احتراق الفحم، وبالتالي يحتوي على مستويات عالية من المركبات السامة، مثل أول أكسيد الكربون والمعادن الثقيلة والمواد الكيميائية المسرطنة، وبذلك يشكل خطرا مضاعفا على المدخنين والمحيطين بهم.. ولذلك تسعى الجمعية لعمل حملات قومية من شأنها مكافحة هذه الظاهرة التي تنتشر بصفة متزايدة، وبخاصة بين الشباب". ولفت الدكتور محسن مختار، رئيس الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان، إلى أن الخطير في الأمر هو أن مدخني الشيشة يعتقدون أن تدخين الشيشة أقل خطورة من تدخين السجائر. وطالب برفع التوعية من مخاطر التدخين، مشيرا إلى أن الجمعية سوف تقوم بعمل كشف مجاني عن طريق الأشعة العادية للاكتشاف المبكر لحالات سرطان الرئة والحالات التي تحتاج إلى أشعة مقطعية أو بالرنين سوف تقوم الجمعية بعملها مجانا. وتناول المؤتمر، الذى استمر لمدة يوم واحد، عددا من الموضوعات والأبحاث والدراسات على رأسها حجم مشكلة سرطان الرئة في مصر والتعرف على المشكلات والعوامل التي تؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالمرض، وخاصة تدخين الشيشة والسجائر وغيرها. كما تم خلال المؤتمر استعراض الجهود وحملات التوعية المكثفة التي تهدف إلى منع انتشار التدخين، خاصة بعد أن أكدت معظم الأبحاث والدارسات العلمية أن التدخين هو السبب الرئيسي في الإصابة بسرطان الرئة. شارك في المؤتمر نخبة من الأطباء المتخصصين في علاج الأورام، وبعض الشخصيات العامة المهتمة والعاملة في مجال مكافحة التبغ وعلاج سرطان الرئة.