فى وقت يشهد فيه لبنان تجاذبا سياسيا حادا محوره المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريرى فى العام 2005 بينما يترقب الجميع صدور قرار ظنى قد يوجه أصابع الاتهام إلى حزب الله فى الاغتيال، أكد قيادى بارز فى حزب الله أن القرار الظنى ليس له قيمة لأنه سيخرج من محكمة مسيسة، معربا على أمله فى أن تسفر الجهود السعودية السورية عن تجنب تداعيات هذا القرار. وقال النائب فى البرلمان اللبنانى، حسن حب الله، فى حوار مع «الشروق» عبر الهاتف: إن الدور السعودى مهم جدا فى إبطال مفعول القرار المرتقب، كما شدد على أن التسريبات الإعلامية التى تشير إلى تورط حزب الله فى عملية الاغتيال تثبت أن المحكمة الدولية مسيسة. وقال حب الله: إن المقاومين لا يقتلون شخصا يختلف معهم، كما أن علاقة الحزب برفيق الحريرى كانت جيدة فى أواخر أيامه. وكان رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى قد قال فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره التركى رجب طيب أردوغان فى بيروت أمس الأول إنه «فيما يخص المحكمة الدولية والقرار الاتهامى هذا شأن قرارات مجلس الأمن وهذه واضحة وليس باستطاعة أحد تغيير ذلك». وأشار فى ذات الوقت إلى أن «الأجواء إيجابية ولا أحد يحاول أن يضع لبنان(...) فى جو غير مطمئن. الجو مطمئن فليطمئن اللبنانيون.. لن تحصل فتنة». وفى هذا السياق، أكد حب الله أن حزب الله حريص على الوحدة الوطنية وعلى السلم الأهلى والاستقرار فى نفس الوقت الذى يحرص فيه على رفض الاتهام الظالم له، متمنيا أن «تتجاوب جميع الأطراف مع مصلحة البلاد حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه».. إلى نص الحوار: • كيف ترى اتجاه الأزمة اللبنانية حاليا ولماذا تتمسكون بفتح ملف الشهود الزور فى الوقت الذى لا تعترفون فيه بالمحكمة الدولية؟ ملف شهود الزور هو ملف مطروح على جدول أعمال مجلس الوزراء ونحن نطالب بإحالته إلى المجلس العدلى لأن هؤلاء الشهود قاموا بالإساءة إلى العلاقات السورية اللبنانية وهددوا أمن البلاد. وهذا الموضوع مفصول عن أى موضوع آخر وعلى الحكومة اللبنانية أن تقول للشعب اللبنانى إن هؤلاء الذين شهدوا زورا هم من أدخلوا لبنان فى الفتنة. • سيد حب الله ما توقعاتك للجهود السورية السعودية الجارية حاليا.. وهل تستطيع أن تمنع صدور القرار الظنى من المحكمة الدولية؟ طبيعى أن التحرك السعودى السورى يهدف لتجنيب لبنان الفتنة التى يثيرها القرار الظنى. وهذا التحرك من أجل الحفاظ على الوحدة اللبنانية، وبالتالى يلعب الأشقاء العرب دورا إيجابيا لمواجهة القرار الاتهامى وما سينتج عنه. ونرى أن الدور السعودى مهم جدا وهو يستطيع أن يبطل مفعول هذا القرار ونأمل بأن تكون نتائج تلك الجهود إيجابية. • لكن يبدو أن هناك تسليما بأن القرار سيصدر وربما تنحصر الجهود فقط فى منع تداعياته.. ما رأيك؟ ما سيصدر من المحكمة الدولية بعدما حدث ليس له قيمة. هذه المحكمة مسيسة، وبالتالى هى ليست لإحقاق الحق وإعلان العدالة وإنما تريد أن تنتقم من المقاومة التى هزمت إسرائيل. ونحن نريد الحقيقة وراء اغتيال الحريرى ونحرص عليها لكن ليس عبر محكمة مسيسة. • وما تعليقك على التقرير الأخير الذى أذاعته شبكة سى.بى.سى الكندية التى قالت إن لديها وثائق تدين حزب الله فى قضية اغتيال الحريرى؟ هذه التقارير تثبت تسييس المحكمة التى لم تنف التقارير الإعلامية، وهى تقارير تصدر تارة من إسرائيل وتارة من دول غربية من أجل تشويه المقاومة أمام الرأى العام اللبنانى والعربى والانتقام منها لأنها هزمت مشروعهم الصهيونى فى المنطقة.. ونحن نقول هيهات أن يتمكنوا من ذلك، فالمقاومة الشريفة التى وقفت للدفاع عن لبنان لا يؤثر فيها مثل هذه الأكاذيب. • يدور حديث عن صيغ لتجنب تداعيات القرار الظنى، ومنها أن التهم ستوجه إلى أفراد غير منضبطين فى حزب الله دون تورط الحزب فى عملية الاغتيال؟ ما رأيكم فى ذلك؟ هذا كلام فارغ.. ما المقصود بعناصر غير منضبطة؟ ليست لدينا عناصر غير منضبطة ونرفض هذا الاتهام جملة وتفصيلا لأنه باطل وجائر. وأريد أن أوضح أن المقاومين الشرفاء لا يقتلون شخصا لمجرد أنه يختلف معهم وهذا ليس نهجنا. ومن ناحية أخرى فإن علاقة حزب الله بالشهيد رفيق الحريرى فى أواخر أيامه كانت جيدة ولم يشوبها سوء. • هل تتوقع أن ينزل حزب الله إلى الشارع ويقود اعتصاما سلميا أمام مقار الحكومة بغية إسقاطها كما حدث فى السابق مع حكومة السنيورة؟ حزب الله مثله مثل كل اللبنانيين حريص على الوحدة الوطنية وعلى السلم الأهلى والاستقرار فى نفس الوقت الذى يحرص فيه على رفض الاتهام الظالم. ونحن لسنا بصدد القيام بأى عمل يخل بالأمن فى لبنان. ونتمنى أن تتجاوب جميع الأطراف مع مصلحة البلاد حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه. • أفهم من كلامك أن خيار الشارع وارد؟ أؤكد لك أن المقاومة التى حررت لا يمكن أن تساهم فى خربطة الأوضاع بالبلد.