حمل حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان بشدة على الحركة الشعبية لتحرير السودان، الحاكمة فى الجنوب، لاعتزامها استقبال عدد من قادة الحركات المسلحة فى إقليم دارفور، فى مقدمتهم عبدالواحد نور وأركو ميناوى. وفيما اعتبر الحزب هذا الاستقبال الذى كان مقررا مساء أمس «بمثابة إعلان حرب على الشمال»، رأت فيه الجامعة العربية «مزايدات من الحركة الشعبية وحركات دارفور لتحقيق مكاسب». وقال عضو المكتب القيادى فى الحزب الحاكم، محمد مندور المهدى، فى تصريحات صحفية: هذا «إعلان حرب» من جانب الحركة الشعبية، مطالبا إياها باتخاذ إجراءات عاجلة تستوجب طرد الحركات المسلحة الدارفورية من الجنوب فورا، وإيقاف ما أسماه مظاهر الدعم اللوجيستى والسياسى والعسكرى الذى تقدمه لهم، محذرا من أنه «إذا لم تستجب الحركة لهذه المطالب فعليها تحمُّل المسئولية». فيما رأى نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلى فى تصريحات ل«الشروق» أن «الحركات المسلحة فى دارفور تحاول حاليا الحصول على مكاسب بعقد اجتماعات لها فى جوبا مع الحركة الشعبية، وهو ما يزيد الأمر توترا.. هذه مزايدات من جانب الحركة الشعبية وكذلك حركات دارفور». ودعا بن حلى إلى «استمرار هذه الحركات فى تواصلها مع مسار الدوحة للسلام تحت رئاسة قطر». ورأى أن «هناك تقصيرا من قبل الدول العربية بشأن التزاماتها تجاه السودان، لاسيما فيما أقرته قمة سرت الاستثنائية الشهر الماضى من تخصيص مليار دولار للسودان». وشدد على أن الجامعة «تعتبر السودان سودانا واحدا»، مطمئنا الجنوبيين بأنه «فى حال اختاروا الانفصال فإن الجامعة ستحترم قرارهم»، منبها إلى أن «السودان شماله وجنوبه تابعان للجامعة العربية». جاء ذلك فيما بدأ وفد من الجامعة أمس زيارة لكل من الخرطوموجوبا، عاصمة الجنوب. وقال مدير إدارة أفريقيا فى الجامعة، ورئيس الوفد، السفير سمير حسنى ل«الشروق» إن «زيارة الوفد تهدف إلى الوقوف على الترتيبات الخاصة باستفتاء الجنوب بالتنسيق مع الأممالمتحدة، ومساعدة السودانيين على إتمام إجراءات المراقبة، تمهيدا لاستفتاء التاسع من يناير المقبل»، الذى سيقرر الجنوبيون خلاله استمرار الوحدة مع الشمال أو الانفصال فى دولة جديدة. وفى ختام قمة «إيجاد» حول السودان أمس الأول بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، أعلن الرئيس السودانى عمر البشير أن السودان لن يعود للحرب مجددا، قائلا: «سواء كانت نتيجة الاستفتاء الوحدة أو الانفصال، فإننا نعلن أن الحرب ليست خيارنا، وسنعمل مع الحركة الشعبية فى حال خيار الانفصال على بناء علاقات متميزة ومتينة مع الجنوب تشمل المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية». أما نائب الرئيس السودانى، رئيس حكومة الجنوب، سيلفا كير ميرديت، فشدد على التزامه بأن تجد كل الآراء فرصتها فى التعبير حول الاستفتاء، مضيفا أن حكمته «تسعى إلى إجراء بصورة سلسة وسلمية من أجل نتائج ذات مصداقية تمثل رغبة الشعب».