تعلن الحركة الشعبية لتحرير السودان اليوم موقفها من الشراكة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، وذلك في أعقاب ختام اجتماع مكتبها السياسي المنعقد في مدينة جوبا منذ خمسة أيام. ومن المقرر أن يذيع سلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس الحركة البيان الختامي الذي يتضمن مقررات المكتب السياسي. وكانت الشعبية قد دعت قياداتها للاجتماع في جوبا على خلفية ما وصفته بأنه تدهور في العلاقة مع شريكها في الحكم حزب المؤتمر الوطني. يأتى هذا بعد الزيارة الأخيرة للموفد الأميركي إلى السودان أندرو ناتسيوس الذى أعلن أن بلاده قلقة حيال تصاعد التوتر بالمناخ السياسي الراهن بين الجانبين والعديد من زيارات كير لواشنطن، وقد أرجعالموفد الأمريكى هذا التوتر إلى التأخير في تنفيذ بنود الاتفاق ذات الصلة بترسيم الحدود والمشاركة في حقول النفط، مشيرا إلى احتمال تجدد الاشتباكات وعسكرة الحدود.. وهو ظرف موات للضغط على حكومة الخرطوم مع تصاعد الضغط الدولى بشأن دارفور ووجود قوات أجنبية على الأراضى السودانية. وفي وقت سابق قال الأمين العام للحركة باقان أموم إن الشراكة السياسية مع الوطني قد وصلت إلى نهايتها، لافتا إلى الجهود التي تبذلها حركته لمنع انهيار اتفاق سلام الجنوب الموقع مع الحكومة السودانية عام 2005 والذي أنهى أطول حرب أهلية في تاريخ قارة أفريقيا. وكان ميارديت حذر الشهر الماضي من إمكانية العودة إلى حالة الحرب إذا لم يجر تنفيذ بنود اتفاقية السلام.
متمردو دارفور يهددون بالحرب وتحذير أممي من اتساعها وفى سياق التصعيد وتضييق الخناق على الخرطوم الذى يديره المبعوث الأمريكى، هددت حركة تحرير السودان باستئناف الحرب بعد أن قالت إن أكثر من خمسين شخصا قتلوا في هجوم دعمته الحكومة على مدينة المهاجرية جنوب دارفور. وقال "أركو سليمان ضحية" قائد جيش تحرير السودان الذراع العسكري للحركة التي يتزعمها مني أركو ميناوي إنه "من الآن فصاعدا، لن تقف الحركة مكتوفة الأيدي في وجه مثل هذه الهجمات". وهدد أنه إذا حدث ذلك مرة أخرى "فستعود الأمور إلى المربع رقم واحد وهو الحرب التي ستكون أسوأ مما كانت عليه قبل التوقيع على اتفاق السلام" في أبوجا عام 2006. وبدوره قال المتحدث باسم الحركة سيف الدين هارون إنه طبقا لآخر حصيلة فقد قتل 48 مدنيا وأربعة مسلحين في مدينة المهاجرية. وأضاف أن مدنيين كانوا يفرون من المدينة تعرضوا لهجوم إلا أنه لم يعرف عدد القتلى منهم، ووصف الهجوم بأنه "انتهاك سافر" لاتفاق أبوجا. وقد نفى الجيش السوداني أن يكون تدخل في هذه المنطقة، وقال إنها كانت مسرحا "لمواجهات بين قبائل" وإن الطائرات العسكرية السودانية لم تقترب من مدينة المهاجرية التي تسيطر عليها قوات ميناوي. بعثة الأممالمتحدة في السودان اكتفت بدورها بالقول إن اشتباكات وقعت "بين حركة تحرير السودان التابعة لمني ميناوي وقوات يشتبه في أنها من مليشيا القبائل". ويأتي الهجوم عقب اتهامات وجهها سليمان جاموس أحد زعماء التمرد في دارفور للجيش السوداني بتدمير مدينة حسكنيتة وقتل حوالي مئة مدني ردا على هجوم دام استهدف قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور في 29 سبتمبر الماضي وأدى إلى مقتل عشرة من جنودها. ونفى الجيش السوداني تلك التهم.
الأممالمتحدة.. حصان طروادة الأمريكى فى دارفور مدير إدارة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جان ماري جوهينو من جهته لم يفوت الفرصة التى يخلقها الوضع المصنوع فى دارفور، ليحذر من احتمال امتداد دائرة العنف المتصاعد في دارفور إلى أنحاء السودان الأخرى، وأن هناك حاجة إلى ضرورة أن تزود القوة المشتركة المزمع وضعها في دارفور بعتاد حربي متقدم وقدرة كبيرة على الحركة للسيطرة على الوضع( أى بقوات أممية). وسيرا فى نفس الاتجاه حذرت منظمة العفو الدولية من أن الجيش السوداني يعد لشن هجمات على شمال إقليم دارفور خلال أسابيع، ودعت إلى الإسراع بنشر قوات الأممالمتحدة في هذه المنطقة. واستشهدت المنظمة بتقارير ( لم تفصح عن مصدرها ) تشير إلى أن القوات السودانية تتجمع "بأعداد كبيرة" في ست مدن على الأقل شمال دارفور. وقالت تاواندا هوندورا -نائبة مدير برنامج أفريقيا في المنظمة- "إنها تخشى أن يعاني المدنيون من مزيد من القتل والتهجير دون وجود قوة قادرة على حمايتهم". ودعت المنظمة بشكل خاص إلى الانتشار السريع لقوات الأممالمتحدة مع توفير الإمكانات والموارد اللازمة لحماية المدنيين.