أعلن جورج باباندريو، رئيس الوزراء اليوناني، أن الدعم القوي الذي منحه الناخبون لحزبه في الانتخابات المحلية، التي أجريت أمس الأحد، هو مؤشر واضح على دعم الشعب لموجة تدابير التقشف التي تهدف إلى إنقاذ اليونان من ديون هائلة. وبعد مضي عام تقريبا من نجاح الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه باباندريو في تحقيق فوز ساحق في الانتخابات الوطنية، تقدم الحزب على الصعيد الوطني على المحافظين الذين يشكلون المعارضة الرئيسية . وتشير التوقعات إلى أن الحزب الاشتراكي الحاكم سيفوز ب9 من مناصب حكام الأقاليم ال13، من بينها حاكم إقليمي في أثينا الكبرى، بالإضافة إلى السباق على منصب رئيس بلدية أثينا للمرة الأولى منذ 24 عاما. واقر نيكيتاس كاكلامانيس، رئيس البلدية الحالي الذي ينتمي إلى المحافظين، بالهزيمة أمام جورج كامينيس في جولة الإعادة، أمس الأحد، على منصب رئيس بلدية أثينا. وتخلى باباندريو عن تهديده بإجراء انتخابات عامة مبكرة بعد تماسك الحكومة في الجولة الأولى، داعيا اليونانيين إلى تأييد إصلاحاته. وتعهد رئيس الوزراء اليوناني بتنفيذ إجراءات التقشف لإنقاذ بلاده، التي تعاني من الديون، من السقوط في هاوية الانهيار الاقتصادي. وشهدت اليونان شهورا من الإضرابات المستمرة، حيث تهوي البلاد في حالة ركود مع ارتفاع نسبة البطالة وغلق آلاف المشروعات الصغيرة. ويتعين على اليونان خفض إنفاقها وإعادة هيكلة أجزاء كبيرة من اقتصادها مقابل خطة الإنقاذ التي يمولها صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي، وتبلغ قيمتها 110 مليارات يورو. وكان الاشتراكيون، الذين يتمتعون بأغلبية برلمانية قد مرروا حزمة من إجراءات التقشف شملت تخفيض الأجور والمعاشات وزيادة الضرائب الاستهلاكية مقابل الحصول على حزمة الإنقاذ الدولية. ومن المقرر أن يتوجه مفتشون من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي إلى أثينا هذا الأسبوع للوقوف على الإجراءات التي اتخذتها اليونان لخفض الإنفاق. وقد تجبر اليونان على اتخاذ مزيد من إجراءات خفض الإنفاق بعد إصدار وكالة الإحصاء التابعة للاتحاد الأوروبي (يوروستات) تقرير مراجعة عجز الموازنة اليونانية، والذي يتوقع أن يحدد نسبة العجز عام 2009 ب15.5% بدلا من النسبة المتوقعة حاليا وهي 13.6%. وقال باباندريو في مقابلة مع صحيفة "بروتو ثيما": إن اليونان قد تضطر لطلب مد فترات سداد القروض الطارئة، وأقر بأن مراجعة الميزانية قد تضيف مزيدا من الضغط على الحكومة للقيام بمزيد من إجراءات خفض الإنفاق. وأضاف: "إن الأمر يشبه سباق ماراثون، وتكتشف خلال مسار السباق أن هناك المزيد من الكيلومترات أضيفت إليه".