عاشت الدكتورة رتيبة الحفنى أياما شديدة الصعوبة قبل انطلاق الدورة ال19 لمهرجان الموسيقى العربية بسبب مرض شقيقتها الدكتورة أنيسة، إلا أنها كانت حريصة على الوجود فى مكتبها بشكل يومى للاطمئنان على سير العمل به. ثم عاشت الدكتورة رتيبة لحظات أصعب ليلة الجمعة الماضية، حيث تم إبلاغها بوفاة الدكتورة أنيسة الحفنى شقيقتها الكبرى، حيث كانت فى طريقها إلى المسرح لمتابعة الليلة الخامسة من ليالى المهرجان ورغم ذلك حرصت على الوجود أيضا رغم صعوبة الموقف. فما أصعب أن يودع الإنسان عزيزا له أو قريبا منه فما بالنا والراحلة هنا هى الشقيقة. هذا الأمر يستحق الإشادة بموقف الدكتورة رتيبة مرتين. الأولى لأنها كانت تباشر سير العمل بالمهرجان قبل بدايته وفى نفس الوقت تتابع حالة شقيقتها الصحية والمرة الثانية لأنها تابعت العمل حتى بعد أن سمعت بخبر الوفاة ولم تشعر أحدا بهذا الأمر إلا بعض المقربين منها داخل دار الأوبرا. لذلك علينا أن نقدر لها هذا الموقف ونشيد به. ونتمنى من الله أن يلهمها الصبر. والقريب من الدكتورة رتيبة لن يندهش من هذا الموقف لأنها منذ أن دخلت الوسط الموسيقى والغنائى سواء كمغنية أوبرا أو عميدة لمعهد الموسيقى العربية أو رئيسة للأوبرا المصرية، وهى تعشق عملها بشكل لا يتصوره أحد ولديها القدرة على العمل 20 ساعة يوميا دون تعب أو ملل، وهو أمر يحسب لها خاصة أننا فى زمن الكثير منا يعمل بمبدأ «قليل من العمل.. كثير من الكلام». ورغم أننى اختلفت معها فى بعض المواقف المتعلقة بسياسة عملها بمهرجان الموسيقى العربية فى بعض دوراته الأخيرة. ومازال الخلاف قائما بيننا، فإننى لا أستطيع أن أبخس حقها فيما يتعلق بنشاطها الدائم والملحوظ ورغبتها فى مواصلة العمل حتى فى اللحظات الحرجة من حياتها. وفى النهاية نتمنى أن تخرج الدكتورة رتيبة الحفنى من أحزانها سريعا وتواصل قدرتها على العطاء كواحدة من رموز هذا الوطن فى مجال الموسيقى والغناء سواء الأوبرالى أو العربى.