دعا بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس الأربعاء، القيادة الفلسطينية إلى عدم البحث عن أعذار لتجنب المفاوضات المباشرة والتخلي عن شروطهم المسبقة لمثل تلك المفاوضات. ودافع نتنياهو عن سياساته خلال جلسة خاصة للكنيست دعت إليها المعارضة، ملقيا اللوم أيضا على الفلسطينيين بسبب عدم رغبتهم في الاعتراف ب"حق" إسرائيل في الوجود كدولة يهودية. وقال نتنياهو للبرلمان الإسرائيلي: "أعرف أن لدينا الرغبة في المضي قدما (في العملية السياسية). أتمنى أن تظهر السلطة الفلسطينية تلك الرغبة وألا يبحثوا (الفلسطينيون) عن مبررات لتجنب المفاوضات". واستؤنفت المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين مطلع شهر سبتمبر، إلا أنها مرت بمأزق نهاية الشهر ذاته عندما لم تجدد إسرائيل التجميد الجزئي للاستيطان في مستوطنات الضفة الغربية، والذي استمر 10 أشهر. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: إن المفاوضات لن تستمر ما لم تجدد إسرائيل التجميد الجزئي للاستيطان. وفيما يبدو أنه إشارة لمطلبه باعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية، قال نتنياهو إن "ثمن أي اتفاق هو أولا وقبل كل شيء الاعتراف بأننا سنكون هنا". وأضاف: "لم نر أن تلك الشروط نضجت بعد". وقال نتنياهو إنه إذا ما فشلت المفاوضات المباشرة التي أطلقت مؤخرًا، فسيكون ذلك "بسبب فرضية افترضتها السلطة (الوطنية) الفلسطينية، وهي أنه ربما يمكنهم التهرب من الاتفاق على أو تجنب الحاجة إلى مفاوضات مباشرة من خلال التوجه مباشرة نحو إملاءات دولية". وألمح الفلسطينيون إلى أنهم قد يحاولون السعي لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بالاعتراف بحدود ما قبل عام 1967 كحدود لدولة فلسطينية مستقبلية حال فشل المفاوضات. وكان حزب الوسط كاديما، حزب تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، أثار مناقشة البرلمان، أمس الأربعاء، لما وصفه الحزب بعزلة إسرائيل الدولية التي تسببت فيها سياسات نتنياهو. واتهمت زعيمة المعارضة نتنياهو، الذي ينتمي إلى حزب الليكود، بإعادة إسرائيل إلى طريق مسدود. كما انتقدت أيضا المسؤولين الحكوميين الذين قالوا، في وقت سابق أمس الأربعاء، من دون ذكر أسمائهم: إن نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي صبت في مصلحة إسرائيل لأنها ستخفف من حدة ضغط الولاياتالمتحدة على إسرائيل من أجل تجميد بناء المستوطنات. وتساءلت ليفني: "هل جننتم؟ أن تعتقدوا أن إسرائيل بحاجة إلى رئيس أمريكي ضعيف، ليس أمرًا غير مسؤول فحسب، إنه أمر خطير". واقتيد اثنان من نواب حزب الليكود إلى خارج قاعة الكنيست عندما قاطعوا كلمة ليفني.