جامعة كفر الشيخ الخامسة محليا في تصنيف التايمز البريطاني    «توظيفًا لاختصاص في غير ما شُرع له».. نص حيثيات القضاء الإداري بوقف انعقاد «عمومية المحامين»    بعد قرار الحكومة رسميًا.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية و30 يونيو لموظفي القطاعين الحكومي والخاص    أسعار اللحوم فى الأسواق بمحافظة الأقصر.. اليوم السبت 21 يونيو 2025    رئيس الوزراء: مع بداية شهر يوليو القادم سيكون لدينا 3 سفن تغييز تضخ فى الشبكة القومية للغاز لتأمين احتياجات الدولة المصرية.. الجهد المبذول حالياً كانت بدايات تنفيذه منذ أكثر من 6 أشهر ونشهد لمساته الأخيرة    كجوك: 53 ألف ممول جديد تقدموا إلكترونيًا للانضمام للمنظومة الضريبية طواعية    لتحقيق الاكتفاء الذاتي.. إنتاج 97 ألف متر مكعب يوميا من مياه الشرب بطور سيناء    وزير العمل يبحث مع محافظ كفر الشيخ تفعيل سُبل التعاون في تأهيل الشباب لسوق العمل    وزير الخارجية يبحث مع مجموعة من رجال الأعمال الأتراك سبل تعزيز الاستثمارات التركية بمصر    أبو الغيط: العدوان على إيران خطر داهم والقضية الفلسطينية ستبقى في الصدارة    وكالة مهر: مقتل العالم النووي الإيراني إيسار طباطبائي وزوجته في هجوم إسرائيلي    إيران تعلن مقتل العالم النووي إيثار طبطبائي وزوجته في هجوم إسرائيلي على منزلهما    وصول الدفعة الأولى من الكويتيين العالقين في إيران عبر تركمانستان اليوم    بتكلفة تبلغ 100 مليون شيكل.. إسرائيل تعتزم إنشاء مئات الملاجئ (تفاصيل)    الإقالة تنتظر مدرب بورتو حال الخسارة من الأهلي في مونديال الأندية    لاعب بوكا جونيورز: أشعر بالحزن بعد الخسارة أمام بايرن ميونخ    تردد قنوات MBC مصر 2 الناقلة لمباريات كأس العالم للأندية مباشر.. (اضبطها الآن)    جاكسون يعتذر لجماهير تشيلسي بعد حصوله على بطاقة حمراء أمام فلامينجو    قلق في بايرن ميونخ بسبب إصابة موسيالا    الوداد المغربي يعلن ضم عمر السومة رسميًا    استمرار عمليات البحث عن مفقودين أسفل عقار حدائق القبة المنهار.. صور    الداخلية: سحب 730 رخصة لعدم وجود الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    مدير تعليم سوهاج يصدر تعليمات مشددة لمتابعة الكاميرات بلجان الثانوية العامة    نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 الترم الثاني محافظة كفر الشيخ.. فور ظهورها    ضبط 12 ألف مطبوع تجاري داخل مطبعة بدون ترخيص في القاهرة    «هرباً من ضرب شقيق زوجها».. أم تلقي بنفسها ورضيعتها من شرفة المنزل بسوهاج    مصرع طفل وإصابة 16 آخرين جراء حادث تصادم بالعين السخنة    الجيش الإسرائيلى: عمّقنا ضرباتنا فى إيران وأكثر من ألف مسيّرة استهدفتنا    وائل جسار يُقبل عَلَم المغرب في حفله ب مهرجان موازين    "سينما 30" و"الإسكافي ملكا" الليلة بروض الفرج والسامر ضمن فعاليات مهرجان فرق الأقاليم المسرحية    وزارة الثقافة تحتفي بعيد وفاء النيل بسلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية    معلنة بداية فصل الصيف.. تعامد الشمس على الغرف المقدسة بمعبد إدفو بأسوان (تفاصيل)    وزير الصحة يتفقد المركز الصحي الحضري بصقر قريش ويوجه بمراجعة التشطيبات النهائية غير الطبية ويشيد بانتظام العمل وصرف مكافأة للعاملين    طب القاهرة تبدأ خطوات تطوير المناهج وتقليص محتواها لتقليل العبء الدراسي    تحرير 148 مخالفة للمحال غير الملتزمة بقرار مجلس الوزراء بالغلق لترشيد الكهرباء    انطلاق انتخابات صندوق الرعاية الاجتماعية للعاملين بشركات الكهرباء    من مصر إلى العراق.. احتفال "السيجار" يشعل الموسم الرياضي    رئيس جامعة الأزهر: العقل الحقيقي هو ما قاد صاحبه إلى تقوى الله    وزير الري يبحث "التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء" مع خبراء الجامعة الأمريكية| صور    بعد خسارته 240 جنيها.. سعر الذهب اليوم السبت 21 يونيو 2025 في الصاغة وعيار 21 بالمصنعية    وزارة الصحة: عيادات البعثة الطبية المصرية استقبلت 56 ألف و700 زيارة من الحجاج المصريين    المعهد القومي للأورام يطلق فعالية للتوعية بأورام الدم    تعرف على مصروفات المدارس لجميع المراحل بالعام الدراسي الجديد 2025/2026    محمد منير: «ملامحنا» تعبر عن كل إنسان| حوار    «الكتاب الإلكتروني».. المتهم الأول في أزمة القراءة    قواعد ذهبية للحفظ والتخزين| الغذاء والصيف.. كل لقمة بحساب!    سلاح ذو حدين| وراء كل فتنة.. «سوشيال ميديا»    ترامب عبر "تروث": سد النهضة الإثيوبي تم تمويله بغباء من الولايات المتحدة    كروفورد عن نزال القرن: "في 13 سبتمبر سأخرج منتصرا"    «وحش ويستحق الانتقاد».. إسلام الشاطر يشن هجومًا لاذعًا على محمد هاني    حكم صيام رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء توضح    ترامب عن سد النهضة: بُني بتمويل غبي من الولايات المتحدة    بالصور- خطوبة مينا أبو الدهب نجم "ولاد الشمس"    جيش الاحتلال: اعتراض طائرة مسيرة فى شمال إسرائيل تم إطلاقها من إيران    "أعملك إيه حيرتنى".. جمهور استوديو "معكم" يتفاعل مع نجل حسن الأسمر "فيديو"    خطيب الجامع الأزهر: الإيمان الصادق والوحدة سبيل عزة الأمة الإسلامية وريادتها    حسن الخاتمه.. مسن يتوفي في صلاة الفجر بالمحلة الكبرى    الإسلام والانتماء.. كيف يجتمع حب الدين والوطن؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على الهند أن تعيد حساباتها فى أفغانسان
نشر في الشروق الجديد يوم 02 - 11 - 2010

كتب أرفيند جوبتا فى موقع معهد دراسات الدفاع والتحليلات‏ فى الهند أن الوضع الأفغانى يتحرك بسرعة كبيرة. فالأمريكيون وحلف الناتو يرون أن المرحلة النهائية من اللعبة ستبدأ قريبا.
ويبدو أنها بداية لفصل جديد لباكستان وأفغانستان وسائر المنطقة. فقد حدثت تطورات مهمة فى الآونة الأخيرة، إذ أنشأ الرئيس كرزاى مجلسا أعلى للسلام من أجل إجراء محادثات مع طالبان.
بينما يمثل الاتصال مع من يطلق عليهم «العناصر الطيبة» فى طالبان ذروة الإستراتيجية الغربية فى السنوات الأخيرة. وزعم الرئيس الأفغانى كرزاى علنا أنه التقى ببعض الزعماء المهمين فى طالبان.
ويرأس المجلس الأعلى للسلام قائد المجاهدين السابق برهان الدين ربانى، وهو طاجكى. وفضلا عن ذلك، يؤكد الأمريكيون إجراء اتصالات مع كبار قادة طالبان.
تمثلت شروط المصالحة التى وضعها كرزاى لطالبان فى التخلى عن السلاح، وإجراء محادثات فى إطار الدستور الأفغانى، وقطع اتصالاتهم مع القاعدة. وهى شروط تعد معقولة. ورغم ذلك، ليس من الواضح أن أيا من أطراف طالبان سوف يتقدم إلى المحادثات بقبول هذه الاشتراطات.
واستنادا إلى التصريحات الأمريكية، فالمحادثات مع الملا عمر مستبعدة، فهم يعتبرونه قريبا من القاعدة. ويتبقى بعد ذلك مجموعتا حقانى وحكمتيار. وفى ظل الوضع الراهن، قد لا يقبل على المصالحة سوى الأطراف غير الفاعلة فى طالبان وأمراء الحرب فقط. ويبقى علينا تحديد ما إذا كان هؤلاء يكفون لتحقيق السلام أم لا.
وتحديد الموعد النهائى لبداية انسحاب القوات الأمريكية فى يوليو 2011 أحدث ارتباكا شديدا. ولا يبدو أن هناك من يعلم ما سوف يسفر عنه هذا الانسحاب.
ويكشف كتاب وودورد الأخير «حروب أوباما» أن هناك اختلافات كبيرة داخل إدارة أوباما بشأن التعامل مع الحرب الأفغانية. إذ يختلف المسئولون المدنيون مع العسكريين، وتم تغيير مستشار الأمن القومى. ونظرا لهذه الخلافات، يصعب تحديد طريقة تصرف إدارة أوباما فى المستقبل.
ويلقى الحوار الأمريكى الباكستانى الاستراتيجى فى 22 أكتوبر، وقمة حلف الناتو المقبلة فى نوفمبر، ونتائج المفاوضات التى تجرى بواسطة المجلس الأفغانى للسلام، بعض الضوء على الاتجاه الذى سوف يتجه إليه الوضع الأفغانى فهل يستقر أم يتجه إلى مزيد من العنف؟
ويشعر الكثيرون ببداية الانسحاب الأمريكى من أفغانستان. إذ تفرض الظروف الاقتصادية البائسة، والاختلافات السياسية بين الديمقراطيين بشأن خوض الحرب الأفغانية، وتراجع تأييد الرأى العام للحرب، وارتفاع عدد الضحايا، على أوباما أن يسعى إلى الانسحاب المبكر. ولكن لابد من وضع صيغة لحفظ ماء الوجه أولا.
ويتمثل أحد الخيارات فى إدخال بعض عناصر طالبان فى صفقة اقتسام السلطة. وهذا هو السبب فى دعم الولايات المتحدة لمساعى كرزاى فى المصالحة، بل ورعايتها. ويشير تقرير صدر أخيرا، إلى توفير حلف الناتو ممرا آمنا لقادة طالبان من أجل تيسير المفاوضات مع حكومة كرزاى.
وينفى خبراء آخرون أى حديث عن انسحاب واضح للقوات الأمريكية. وفقا لهذا التحليل، فلدى الولايات المتحدة مصالح إستراتيجية تتجاوز أفغانستان، فهى تسعى إلى زيادة نفوذها فى وسط آسيا، وطبقا لذلك، سوف يستمر وجودها العسكرى فى أفغانستان. وطبقا لذلك فربما ما يعنيه الانسحاب هنا هو تخفيض كبير فى أعداد القوات مع استمرار الوجود العسكرى غير المقاتل فى أفغانستان.
النقطة المهمة هى أنه لا يمكن للولايات المتحدة الاستمرار فى تكبد خسائر كبيرة فى الأرواح والأموال لفترة غير محددة. إذ أنفقت بالفعل تريليون دولار فى أفغانستان وتكبدت أكثر من 1300 قتيل. وبالتأكيد، سوف ترغب الولايات المتحدة فى إضعاف شوكة طالبان، عسى أن يقلل ذلك من التزاماتها تجاه أفغانستان. وانعكس هذا فى زيادة شراسة العمليات العسكرية داخل أفغانستان، وفى الشهور المقبلة سوف يرتفع مستوى العنف هناك. ولكن هل ستهزم طالبان عسكريّا؟ هذا غير مرجح.
وربما كان أهم تطور فى الشهور الأخيرة الماضية، هو ظهور الجيش الباكستانى باعتباره مفتاحا للوضع المتطور فى أفغانستان. وتعتمد مساعى كرزاى للمصالحة والعمليات العسكرية الأمريكية على نجاح باكستان. إذ اتضح ثقل الجيش الباكستانى بصورة حاسمة عندما «عاقب» الباكستانيون أمريكا وحلف الناتو بسبب هجوم طائرات الهليكوبتر الحربية الذى وقع على مسافة تبعد 200 متر داخل حدود الأراضى الباكستانية، حيث قُتِل بعض الجنود الباكستانيين.
وردّت باكستان بمنع مرور 6500 شاحنة تابعة للناتو تحمل الإمدادات إلى أفغانستان. ورغم استئناف الإمدادات بعد ذلك بسبب اعتذار أمريكا وحلف الناتو، فإن الواقعة أوضحت التوتر الكامن فى العلاقات الأمريكية-الباكستانية. إن باكستان تلعب لعبة مزدوجة فى أفغانستان. فهى تأخذ مليارات الدولارات من أمريكا باسم مساعدة الحرب الأمريكية ضد طالبان والقاعدة وفى نفس الوقت تدعم فرق من طالبان وتوفر لهم الملاجئ فى أراضيها. وهى تعارض بشدة من يميلون من طالبان إلى التفاوض بشكل مستقل مع حكومة كرزاى.
فى نوفمبر، سوف يعقد حلف الناتو قمته التى سوف يناقش فيها مفهومه الاستراتيجى الجديد. ويأمل الناتو أن تبدأ قيادة الجيش الأفغانى للمهمات العسكرية فى أفغانستان اعتبارا من 2011، فالحرب الأفغانية لا تحظى بالقبول فى عديد من بلدان الناتو التى توفر القوات العسكرية اللازمة لمهمة الحلف فى أفغانستان. أما اللاعبون الأساسيون فى أفغانستان فهم الولايات المتحدة وباكستان وطالبان.
الولايات المتحدة تنظر فى إستراتيجية قصيرة المدى، والطرف الأساسى من طالبان يراقب الوضع باهتمام بعد رفضه لعرض السلام الأخير، وباكستان تنتظر وجود فرصة سانحة للتأثير على التطورات فى أفغانستان. هذا فى حين أن حكومة كرزاى مقيدة بعوامل متعددة وغير قادرة على التصرف بشكل حاسم.
سوف يتأثر السلام والاستقرار سلبا إذا سُمِح لباكستان بأن يكون لها رأى مؤثر فى التسوية الأفغانية. ولا يمكن تجاهل مصالح المقاطعات الأخرى فى استقرار أفغانستان. حيث إن لها مصالح فى أن تصبح أفغانستان مستقرة. فالطاجيك والأوزبك والهزارة وغيرهم من الأقليات العرقية فى أفغانستان، التى عانت على يد طالبان، لديها مصلحة فى التسوية. ومن المرجح أن تدعم باكستان مصالح وكلائها فى التسوية الأفغانية المستقبلية، وسوف يزعزع هذا استقرار المنطقة، وقد تكون باكستان نفسها متورطة فى شئون أفغانستان، الأمر الذى قد يزعزع استقرارها هى.
للهند مصالح حقيقية فى استقرار أفغانستان. وقد اختارت أن تكون شريكا مهما فى مساعى المصالحة بالالتزام بإنفاق ما يقرب من 1.5 مليار دولار فى المساعدة الاقتصادية وإعادة الإعمار. لكن نفوذها السياسى متواضع بسبب المعادلة الباكستانية الأمريكية فى البلاد. ويرجح أن يبقى الحال ما هو عليه فى المستقبل القريب، نظرا لاعتماد الولايات المتحدة المفرط على باكستان.
يجب أن تبقى الهند مشاركة، مع التوارى عن الأنظار واكتساب حسن ظن الشعب الأفغانى من خلال برامجها للمساعدة متعددة الوجوه. وينبغى أن تنأى بنفسها، مستفيدة من الخبرات الأمريكية والسوفييتية، عن أية مغامرات مكلفة غير محسوبة. وعليها كذلك الاستمرار فى توضيح خيارات الحل الإقليمى حتى وإن بدت تلك الخيارات صعبة فى الوقت الحالى.
ويجب أن تكون للهند صلات مع كل المجموعات العرقية فى أفغانستان، خاصة مع البشتون. وتعارض الهند بصورة عامة إجراء محادثات مع طالبان على أساس أنه ليس هناك فرق بين طالبان «الطيبة» وطالبان «الشريرة». لكن عليها قبول أن الاتجاه الحالى هو نحو المشاركة والمصالحة. ومن ثم، فإن على الهند مراقبة نتيجة المساعى الحالية للمجلس الأعلى للسلام ومعايرة سياساتها بناء على ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.