قبيل انطلاق قمة حلف شمال الأطلسى (الناتو) التى استضافتها أمس العاصمة البرتغالية لشبونة، أكد الممثل المدنى للحلف فى أفغانستان مارك سيدويل أن الناتو سيسلم المسئوليات الأمنية فى العديد من الولايات الأفغانية إلى الحكومة الأفغانية فى النصف الاول من العام المقبل فى ما يشبه مخططا للهروب من المستنقع الأفغانى. ومن المقرر أن يصدق الناتو خلال القمة على استراتيجية للخروج من المستنقع الأفغانى من خلال نقل مسئولية العمليات تدريجيا بين 2011 و 2015 إلى القوات الأفغانية المحلية. وبحسب سيدويل، يتوقع الناتو أن يكون له بحلول 2015 دور الإشراف الاستراتيجى، مما يعنى أن نهاية 2015 لا تعنى نهاية مهمته وإنما تغير طبيعتها بسبب استمرار الأوضاع الأمنية السيئة، لذا فهذا الموعد «هدف لا أجل، وسيواصل الحلف أداء بعض المهام القتالية وبينها عمليات القوات الخاصة ضد الإرهاب»، وأضاف سيدويل أن تقييما تم تقديمه للدول أعضاء الحلف بخصوص المناطق التى يمكن أن تبدأ فيها عملية الانسحاب فى الأشهر الستة المقبلة ولمدة عامين. وقد اجتمع الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمس الأول مع فريقه للأمن القومى فى إطار اجتماعه الشهرى المخصص للوضع فى أفغانستان وباكستان قبل يومين من بدء قمة الحلف الأطلسى فى لشبونة. وأشار مستشار أوباما لشئون أفغانستان وباكستان الجنرال دوج إلى أن الهدف من الاجتماع كان بحث انسحاب القوات الأمريكية القتالية من البلاد بحلول نهاية 2015. وأكد وزير الدفاع الفرنسى الجديد آلان جوبيه أن افغانستان باتت «مصيدة لكل الأطراف المعنية بالحرب هناك»، معلنا أن بلاده ستبحث كيفية خفض حجم قواتها خلال القمة. ويوجد فى أفغانستان 150 ألف جندى أجنبى، أغلبيتهم من الولاياتالمتحدة، وتواجه الحرب التى بدأت فى 2001 وسجلت أعنف خسائرها هذا العام، سخطا شعبيا متزايدا فى دول غربية ككندا التى قررت أن تنهى العام القادم مهامها القتالية، وأبقت على قوة تدريب. ويقر قادة الدول الحليفة ال28 أيضا خلال هذه القمة مفهوما استراتيجيا جديدا يستخلص عبر التجربة الأفغانية بدخول الحلف عهدا جديدا لعالم متعدد الاقطاب يواجه مخاطر متعددة الاشكال. وسيتم خلال القمة التوقيع على وثيقة مفصلة وتحليلية، تكون بمنزلة دليل إرشادى يستند إليه الحلف لتوجيه عمله خلال السنوات العشر المقبلة. ويحضر القمة 50 رئيس دولة، وتبحث تخفيضات كبيرة فى ميزانية الدفاع وآمالا بتحقيق اتفاق بشأن صواريخ الدفاع وتوقع محللون أن القمة ستهز أساسيات الحلف. وتعتبر هذه الرهانات والتحديات المدرجة على جدول أعمال قمة الحلف هائلة بالنسبة للمنظمة، التى تبحث منذ انتهاء الحرب الباردة عن مبرر جديد لوجودها فى وقت ينتقل مركز العالم إلى منطقة المحيط الهادئ. وقد دعت الضرورة دول الحلف إلى الاتحاد عام 1949 بسبب وجود القوات السوفييتية فى دول شرق أوروبا والشعور لدى دول غرب أوروبا بقرب هجوم سوفييتى عليهم مما أدى بدول غرب أوروبا إلى التعاون مع الولاياتالمتحدة وتكوين الحلف. وهو ما جعل الأمين العام للحلف اندرس راسموسن يصف القمة بأنها «قمة تاريخية»، ويرى محللون أن الناتو سيدخل مرحلة جديدة مع إطلاق عملية نقل المسئوليات الأمنية إلى الحكومة فى أفغانستان.