أكد محمد البرادعى المعارض السياسى وزعيم الجمعية الوطنية للتغيير أن «يد الرئيس الأمريكى باراك أوباما مقيدة تماما إزاء قضايا الشرق الأوسط والصراع فى المنطقة»، لافتا إلى أن أمل الشعوب العربية فى الرئيس الأمريكى تحول إلى إحباط لأنه لم يف بوعوده. وقال البرادعى فى حوار مطول مع صحيفة «دى برس» النمساوية أمس الأول: أنا أفهم جيدا أن يد أوباما مقيدة تماما، خاصة مع قيام الحكومة الحالية فى إسرائيل بتغيير قواعد اللعبة وتقويض حل الدولتين، وكلما طال زمن حل القضية زادت القوى الراديكالية فى العالم العربى». وجدد البرادعى تأكيده على أنه لن يترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال: «تبعا للظروف المتوافرة حاليا يصبح ذلك بلا أى جدوى، ومن الواضح تماما أن مقعد الرئيس سوف يشغله الحزب الحاكم ، ويبدو أيضا أن مبارك يريد أن يرشح نفسه مرة أخرى، حينها سوف يصبح عمره 84 عاما»، «لم يكن أبدا من أولوياتى أن أصبح رئيسا بل أريد من مصر أن تصبح قوة ديمقراطية فعالة»، وفقا للبرادعى. وردا على سؤال للصحيفة النمساوية يتعلق ب«خطر الإخوان المسلمين على مصر»، أكد البرادعى أن جماعة الإخوان تتمتع بشعبية كبيرة، ومصداقية لدى الشعب الذى لا يشارك العالم فى وجهة النظر القائلة بأنهم خطر». وقال: الإخوان ليسوا فاسدين، فهم يقدمون الطعام، والأدوية للفقراء، فى الوقت الذى لم تستطع فيه الحكومة توفير متطلبات الشعب»، مضيفا للصحيفة النمساوية «الجماعة أيضا ليست القاعدة، حتى وإن تم تسويقهم للغرب على أنهم كذلك فهذا النظام يريد أن يقول إما أن تقبلونا نحن، وإما فالبديل سيكون الإخوان المسلمين»، غير أن البرادعى أكد أنه فى «انتخابات حرة وعادلة لن يحصل الإخوان على الأغلبية». «سيفقدون الكثير من مصداقيتهم بين المواطنين»، هكذا رأى البرادعى فى قادة المعارضة الذين لم يقاطعوا الانتخابات المقبلة، مرجحا أن يحصل الوطنى على أكثر من ثلثى المقاعد فى البرلمان، ولن تستطيع المعارضة القيام بأى دور فعال». وردا على إمكان الاستفادة من الانتخابات فى مشروع التغيير، بين أن «أحكام الطوارئ تحكم البلاد، مع ضياع فرصة ظهور المعارضة فى الإعلام، إضافة إلى تزوير الانتخابات فى الثلاثين عاما الماضية، هذا يعنى أن مشاركتى فى الانتخابات تعطى شرعية للنظام، وهو لا يستحقها». ونفى زعيم الجمعية الوطنية للتغيير وجود إحباط لدى شباب التغيير الذين يساندونه، وقال: الشباب يعرفون تماما أن النظام فاقد للشرعية، وعندما لا يحترم النظام مبادئ اساسية مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان، يجب أن يعمل الفرد خارجه مثلما حدث فى جنوب أفريقيا اثناء التفرقة العنصرية». وجدد البرادعى التأكيد أيضا على أن «التغيير يجب أن ينبع دائما من الداخل، ومن الخيال أن يطلب أحد ترسيخ الديمقراطية فى الداخل بمساعدة من الخارج، فالحكومات دائما لديها اهتماماتها التى تخدم مصالحها فقط».