«وجود ديمقراطية فى بلد ما لا يعنى بالضرورة أن تكون هناك صحافة حرة»، بهذه الجملة بدأ تشارلز أوفرباى، رئيس منتدى الحرية بالولاياتالمتحدةالأمريكية، حديثه إلى 150 صحفيا من مختلف بلدان العالم، بعدما تساءل بعضهم عن عدم وجود الولاياتالمتحدة فى قائمة أكثر الدول تمتعا بحرية الصحافة التى تضم حاليا كلا من فنلندا، النرويج، السويد وأيسلندا. أوفرباى، الذى يشغل أيضا وظيفة المدير التنفيذى لمتحف الأخبار بالولايات، أكد أن مستقبل الصحافة الورقية فى خطر إذا لم تهتم بالتواصل وإمداد القراء بأخبارها من خلال شبكة الإنترنت. «أحداث التفجيرات التى شهدتها بريطانيا فى 2005 كانت بداية التحول الجذرى فى نقل الأخبار، حيث كان الناس فى بريطانيا يعتمدون على الأخبار المنقولة عبر آلاف الهواتف المحمولة، وليس الصحف التقليدية». حسب المدير التنفيذى لمعهد الصحافة. واستشهد رئيس منتدى الحرية، بحديث سابق لرئيس معهد الاسوشيتد برس، الذى قال إن ناشر الجرائد اليوم أصبح يدرك أن إدارة الجرائد المطبوعة بدأت تعانى من نفاد الوقت وعليها أن تفكر بسرعة فى تطوير الصناعة «التى أصبحت تعانى من التشرذم». مشيرا إلى ما قاله مؤسس محطة السى إن إن، والعديد من الجرائد المطبوعة تيد ترنر، إنه «عندما يموت ستموت هذه الوسيلة وكل الجرائد المطبوعة التى أسسها»، فى إشارة إلى نهاية عصر الصحف الورقية. وأشار أوفرباى إلى وجود تراجع وصفه بالكبير فى توزيع الكثير من الصحف فى الولاياتالمتحدة بعد انشغال القراء فى متابعة الأخبار من خلال الانترنت، أو مواقع الفيس بوك، وتويتر، قائلا إن «توزيع العدد اليومى لجريدة اليو اس توداى تراجع ب14،6 %، بينما تراجع توزيع العدد الأسبوعى ب7،5 % مقارنة بالعام الماضى، كما تراجع توزيع جريدة الواشنطن بوست ب13،1%، وتراجع توزيع النيويورك تايمز ب12%». ورغم لغة الأرقام التى تشير إلى وجود حالة من الخطر تواجه مالكى الصحف قال أوفرباى «على ناشرى الصحف أن يستعيدوا ثقتهم ويعرفوا أن الناس سوف تلجأ إلى شراء الصحف إذا كان بها أخبار قيمة». مدير المتحف التنفيذى للأخبار استشهد بأهمية قيمة الخبر، ومدى الاستفادة المادية التى ستعود على صاحبه، من حديث سابق لروبرت مردوخ، إمبراطور الإعلام الأمريكى والذى أكد انه سيطالب بمقابل مادى فى حالة نشر الأخبار التى تنشر فى الجرائد المملوكة له عبر شبكة الانترنت، مشيرا إلى أن جريدة الوول ستريت جورنال كسبت فى العام الماضى مليون قارئ لها عبر شبكة الإنترنت. «بحلول عام 2012 سينتهى عهد نشر الأخبار المجانية على النت»، تبعا لأوفرباى.