هاجمت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تصريحات السفيرة الأمريكيةبالقاهرة مارجريت سكوبى عن حرية التعبير فى مصر وذكرت الصحيفة إن سكوبى التى قالت خلال زيارتها لجامعة القاهرة يوم 14 ديسمبر الماضى «خلال وجودى فى مصر لاحظت أن الكثير من المصريين يتحدثون بحرية للغاية» كانت تتحدث عن مصر أخرى غير تلك التى يعرفها المصريون. وقالت واشنطن بوست فى افتتاحيتها أمس تحت عنوان «حرية الحديث فى مصر» إن مصر تحتل المركز 143 من بين 175 دولة فى العالم من حيث حرية الصحافة وفقا لتصنيف منظمة «مراسلون بلا حدود» وإن الصحفيين المستقلين الذين يتجرأون على انتقاد الرئيس حسنى مبارك مطاردون بالدعاوى القضائية التى يقيمها أعضاء فى الحزب الحاكم والتى قد تنتهى بصدور أحكام بالسجن ضدهم. كما أن المدونين المصريين المعارضين للحكومة يتعرضون للاعتداءات الجسدية من جانب السلطات. وواصلت الصحيفة انتقادها للسفيرة الأمريكية فى القاهرة فقالت إن سكوبى هربت من الحديث عن «موقف الولاياتالمتحدة من الديمقراطية فى مصر» وقالت إن «الولاياتالمتحدة تدعم القيم الديمقراطية وتدعم احترام حقوق الإنسان وستعمل مع أى شخص من أجل الوصول إلى هذا الهدف» وبهذه الكلمات تكرر نفس النغمة التى وضعتها إدارة أوباما فى التعامل مع مصر وغيرها من الحكومات المستبدة فى الدول العربية. وقالت الصحيفة إن الإدارة الأمريكيةالجديدة تحرص بوضوح شديد على الابتعاد عن السياسات التى اتبعتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش بما فى ذلك موقف الأخيرة من قضايا الديمقراطية فى الدول العربية بما فيها مصر. وأشارت إلى إن إدارة بوش أدركت بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 أن غياب الحرية السياسية والديمقراطية فى الدول العربية والإسلامية كان أحد أسباب نمو التطرف الإسلامى. وضغطت إدارة بوش من أجل الإصلاح الديمقراطى فى العديد من الدول العربية بما فيها مصر فى البداية قبل أن تتراجع هذه الإدارة عن موقفها فى السنوات الأخيرة. وأضافت أن إدارة أوباما أوضحت منذ البداية أن نشر الديمقراطية لا يمثل أولوية بالنسبة لها. وهو الموقف الذى أعلنته بوضوح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى مؤتمر صحفى بالقاهرة فى نوفمبر الماضى عندما قالت إن إدارتها تركز على «التعليم والتنمية البشرية والتنمية الاقتصادية وحقوق الإنسان» دون أى ذكر لكلمة الديمقراطية. وقالت واشنطن بوست إن توقيت تخلى الولاياتالمتحدة عن دعم الديمقراطية فى مصر الآن سيىء للغاية لأن مصر ستشهد خلال العامين الحالى والمقبل انتخابات تشريعية ورئاسية يمكن أن تحدد ما إذا كان نظام حكم الرئيس مبارك سوف يستمر أم لا. وأشارت الصحيفة إلى أن حركة المعارضة الديمقراطية فى مصر تضغط بقوة من أجل ضمان نزاهة وحرية الانتخابات وهى القضية التى حصلت على قوة دفع مؤخرا من الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحاصل على جائزة نوبل للسلام، بإعلان استعداده خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة فى حالة توافر ضمانات النزاهة والحرية. وقالت افتتاحية واشنطن بوست إن أمام الولاياتالمتحدة فرصة عظيمة للضغط من أجل الإصلاح الديمقراطى فى مصر، ولكن لا توجد أى إشارات علنية على أن الإدارة الأمريكية تدعم دعوة البرادعى لانتخابات تنافسية وحرة فى مصر. بل إن العكس هو الصحيح حيث تتحدث السفيرة سكوبى عن الحرية الكبيرة للتعبير فى مصر وحيث خفضت الإدارة الأمريكية مخصصات دعم برامج الديمقراطية فى مصر بنسبة 60% .