لهذا اليوم مذاق خاص فى تجربة الانتخابات الداخلية التى يجربها الوطنى للمرة الأولى. كان يجب أن يختار مرشحيه المفضلين فى تصويت داخلى للقيادات فقط، إنه المجمع الانتخابى، أو «هيئة مكتب المحافظة عن الدائرة الأولى» كما يسميه أحمد. «كنا تقريبا 400 شخص، من قسم أول كنت أنا كأمين شباب، مع أمين الوحدة وأمين التنظيم وأمينة المرأة». قبل التصويت بأيام، كان هناك يوم مشهود فى قاعة قصر الثقافة الجديد، بمنطقة التمليك، حضر فيه المتنافسون جميعا، ليتحدثوا أمام أعضاء المجمع، معرفين بأنفسهم وبرامجهم. لم يحمل أحمد حتى ورقة وقلما معه، لأنه «الحمد لله عارف المرشحين كلهم شخصيا». 18 مرشحا وأربعة مرشحات على مقعد المرأة تحدثوا فى ذلك اليوم، كل مرشح كان عليه أن يختصر كل شىء فى 4 دقائق، «على ستوب ووتش»، أما أحمد فكان يبحث فى كلماتهم عن «مصلحة المواطن»، كما يقول. بعد عدة أيام كان على أحمد أن يقدم تصوره عن 11 متنافسا على مقعد العمال، وسبعة على مقعد الفئات، بالإضافة إلى المرشحات الأربع، من خلال استمارة تقييم مع أعضاء المجمع، بمبنى الحزب. «قبل التقييم وصلتنى مكالمة غريبة، زى الكول تون كدا، وأنا أقول ألو ألو، طلعت رسالة مسجلة من مرشح بيقول فيها إنه مرشح فئات ومحتاج لصوتى». يضحك. فى مساء التصويت للمجمع الانتخابى، عبر أحمد الفناء الخلفى لمبنى الحزب الوطنى بالحى الإفرنجى، محاطا بصور عملاقة لجميع مرشحى الدائرة الأولى». عبر أحمد مع العشرات إلى قاعة التقييم، لينتهى كل شىء فى عشر دقائق بالضبط، «كنت عارف عايز أقول إيه عن كل مرشح». سألته الاستمارة عن تقييمه للمرشحين بدرجات من واحد إلى تسعة فى ثلاثة سطور: السمعة، القدرة على خدمة المواطن، الأداء البرلمانى. لكن كل المرشحين يدخلون هذه المنافسة تحت مظلة برنامج الحزب الوطنى، فما الفرق بين مرشح وآخر؟ يرد أحمد ضاحكا: الفرق فى السن. يتحول إلى الجدية مرة أخرى وهو يقول إن «كل شخص بيفرق عن التانى، رغم إن الكلام كله واحد. كل اللى اتصلوا بيا كانوا بيقولوا نفس الكلام، لكن العنصر الحاسم هو التاريخ وسابقة خدمة الناس قبل كدا».