يوسف زيدان يرد على أسامة الأزهري.. هل وافق على إجراء المناظرة؟ (تفاصيل)    «علام» يصل الكويت للمشاركة في افتتاح مقر «جمعية المحامين»    رئيس الوزراء يلتقي أعضاء المجلس التصديري وغرف الصناعات الغذائية    وزير التنمية المحلية: إنشاء 332 مجمعًا خدميًا في قرى «حياة كريمة»    تحقيق جديد في اتهام سائق بالتحرش.. وتوصيات برلمانية بمراقبة تطبيقات النقل الذكي    «بيطري المنيا»: تنفيذ 3 قوافل بيطرية مجانية بالقرى الأكثر احتياجًا    «الإسكان»: اعتماد المخطط التفصيلي ل3 مناطق صناعية في بني سويف    الرئيس السيسي يؤكد حرص مصر على وقف نزيف الدم بقطاع غزة    مراسل «القاهرة الإخبارية»: المجاعة تعصف بغزة بعد منع إسرائيل لدخول المساعدات    مكتب الإعلام الحكومي بغزة: الرصيف البحري لا يمكن أن يكون بديلا عن المنافذ البرية والمساعدات لم تصل حتى الآن إلى شمال القطاع والوضع كارثي    توني كروس يعلن اعتزاله رسميًا نهاية الموسم    أخبار الأهلي : فرمان جديد لكولر قبل مواجهة الترجي بدوري الأبطال    متحديا يوفنتوس.. رئيس بولونيا: سنعمل بكل قوتنا للحفاظ على موتا    «تعليم القليوبية» تحيل رئيس لجنة و4 طلاب بامتحانات الإعدادية للتحقيق    وزيرة التضامن تتابع حادث سقوط ميكروباص من أعلى معدية أبو غالب بالجيزة    أجازة 9 أيام .. تعرف على موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2024    ضبط طرفى مشاجرة بالقاهرة نتج عنها وفاة طفلة وإصابة آخر    بتهم القتل والبلطجة.. إحالة أوراق عاطل بالقليوبية لفضيلة المفتي (تفاصيل)    تأجيل 12 متهما ب «رشوة وزارة الرى» ل 25 يونيو    علي الحجار يحيي روائع عمار الشريعي بحفل دار الأوبرا    نقيب القراء: لجنة الإجازة بالإذاعة حريصة على اختيار من هم أهل للقرآن من الكفاءات    دعاء النبي في الحر الشديد: كيفية الدعاء أثناء موجة الطقس الحار    احذروا الشائعات.. مجلس الوزراء يكشف حقيقة بيع المستشفيات الحكومية ووقف الخدمات المقدمة للمواطنين    في اليوم العالمي للشاي.. أهم فوائد المشروب الأشهر    إجراء 74 ألف عملية جراحية لمواطني المنيا ضمن مبادرة «القضاء على قوائم الانتظار»    بورصة الدواجن الآن.. ارتفاع سعر الفراخ البيضاء اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024 وكرتونة البيض    لمواليد برج السرطان.. توقعات الأسبوع الأخير من مايو 2024 (التفاصيل)    للتوعية بحقوقهن وواجباتهن.. «الهجرة» تناقش ضوابط سفر الفتيات المصريات بالدول العربية    منها «التعرق الليلي والتعب».. ما هي أعراض سرطان الدم؟    لهذا السبب.. عباس أبو الحسن يتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    «التضامن»: مغادرة أول أفواج حج الجمعيات الأهلية إلى الأراضي المقدسة 29 مايو    حفل تأبين الدكتور أحمد فتحي سرور بحضور أسرته.. 21 صورة تكشف التفاصيل    كرة اليد، ماذا يحتاج الزمالك لاقتناص لقب الدوري من الأهلي؟    الموعد والقناة الناقلة لقمة اليد بين الأهلي والزمالك بدوري كرة اليد    "مستقبله في الهواء".. الصحف الإنجليزية تُعلق على تغريدة محمد صلاح المثيرة    وزير التعليم: مدارس IPS الدولية حازت على ثقة المجتمع المصري    دونجا: ياسين لبحيري حماني من إصابة خطيرة.. وشكرته بعد المباراة    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    «ختامها مسك».. طلاب الشهادة الإعدادية في البحيرة يؤدون امتحان اللغة الإنجليزية دون مشاكل أو تسريبات    رئيس جامعة بني سويف: مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية علوم الأرض    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    تاريخ المسرح والسينما ضمن ورش أهل مصر لأطفال المحافظات الحدودية بالإسكندرية    خبيرة تغذية توجه نصائح للتعامل مع الطقس الحار الذي تشهده البلاد (فيديو)    لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 49570 جنديًا منذ بداية الحرب    تعرف على سعر السكر والزيت والسلع الأساسية بالأسواق منتصف الأسبوع الثلاثاء 21 مايو 2024    مي عز الدين تُطلق مسابقة بين جمهورها على «التيك توك».. ما القصة؟ (فيديو)    حسام المندوه: الكونفدرالية جاءت للزمالك في وقت صعب.. وهذا ما سيحقق المزيد من الإنجازات    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    المقاومة الفلسطينية تستهدف قوات الاحتلال قرب مفترق بلدة طمون جنوب مدينة طوباس    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    بوتين: مجمع الوقود والطاقة الروسي يتطور ويلبي احتياجات البلاد رغم العقوبات    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    عمرو أديب عن وفاة الرئيس الإيراني في حادث الطائرة: «إهمال وغباء» (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفوت الشريف: "اللكلكة" فى قضية التوريث لم يعد لها لزوم

كانت الساعة تقترب من منتصف ليل القاهرة، عندما فاجأ الأمين العام للحزب الوطنى صفوت الشريف جمهور القاهرة اليوم بفضائية "أوربت" بمداخلة هى الأولى من نوعها نافياً اجتماع المكتب السياسى للحزب الوطنى قريباً كما نشرت صحيفة "الشروق" اليومية الخاصة لتسمية جمال مبارك مرشحاً للحزب الوطنى فى انتخابات الرئاسة المقبلة2011.
الشريف كان حاداً فى قطع دابر القصة الإخبارية التى أسندتها "الشروق" إلى مصادر لم تسمها فى الحزب، وزاد بأن الهيراركية المؤسسية داخل الحزب تتدرج من ... إلى ... مروراً .. بواحد اتنين ثلاثة، والوقت لا يزال مبكراً على هذا الاستحقاق الرئاسى.
سألت الشريف، كانت مداخلة غريبة على صمتكم البليغ، دوماً تفضل الابتعاد بمسافة عن الفضائيات، قال هذا ما لا يسكت عليه، كيف يسكت الأمين العام على خبر فى صلب مسئولياته وينسب لمصادر داخل الحزب، النفى كان واجباً لقطع دابر تلك القصة حتى لا تتحول إلى حية "تسرح" فى وسائل الإعلام، القصة برمتها ليس لها ظل من الحقيقة. يزيد الشريف لا نفعل شيئاً فى الخفاء، لا شىء "يستخبى" فى مصر وعندما يحين موعد الاستحقاق الرئاسى سنلبيه، وقبلها لدينا رئيس.. زعيم.. وقائد محبوب، الالتفاف الشعبى من حوله مضرب الأمثال، والتقدير الوطنى لا مثيل لعناوينه الصباحية والمسائية، والاحترام الدولى لحكمته ماثل لكل ذى عينين، إلا المصابين بالعمى السياسى.
لاءات ثلاثة يقررها الشريف فى حواره مع المصور، لا لحل مجلس الشعب، لا للتبكير بانتخابات الرئاسة، لا لتقديم المؤتمر السنوى للحزب، كل فى موعده كما يقول، مع الأخذ فى الاعتبار بحقوق الرئيس التى يحددها الدستور.
رغم ذلك، يقول الشريف بحزم "مستعدون للانتخابات البرلمانية غداً، لن أنتظر إلى بعد الغد"، ولا يعنى هذا ولا يترجم على أن هذا ينبئ عن حل مجلس الشعب، هذا حق رئاسى، حق أصيل للرئيس، يقدره الرئيس، ونحن جاهزون للانتخابات غداً أو بعد غد أو فى العام 2010 باعتباره الموعد الأصلى للانتخابات، حل المجلس لا تقرره التقارير الصحفية، تقرره مصلحة البلاد وتلك من لزوميات الرئيس.. وإلى نص الحوار.
دائماً يثار كلام حول الحزب ثم يثبت عكسه ثم نفاجأ بعودة الكلام كأنها اسطوانة تتكرر.
بديهى أن حزب أغلبية قوامه 3 ملايين عضو، حزب حاكم أثبت منذ 2002 حتى اليوم أنه أصبح له كوادره.. طبيعى جداً أن يشغل الرأى العام لكن المفترض أن يشغل الرأى العام عن حق، وأنا أرى أن الآخرين متهمون بترويج الشائعات عن الحزب أكثر من الاهتمام بأمورهم الشخصية.
هل هم مشغولون بالحزب أم بالنكاية فيه؟
بالاثنين، البعض مشغول بالحزب رغبة فى ملء الفراغ الصحفى والمهنى، يريد أن يوزع ويبيع، فالحزب يمتلك 3 ملايين عضو، ولو خمسة فى المائة فقط منهم اشتروا هذه المطبوعة ستضمن زيادة ضخمة فى التوزيع.
تقصد أن الحزب الآن أصبح مصدراً لرواج الصحف؟
طبعاً.. الصحف "تتنشق" على خبر عن عضو فى قرية، الصحف الآن تصر على نشر صورة الأمين العام أو جمال مبارك أو زكريا عزمى حتى تضمن جذب القراء.
هل تعتقد أن كل هذا دليل قوة؟
دليل قوة حقيقية لأنه حزب أغلبية ومصداقية أصبحت موجودة، وله تواجد قوى فى الشارع السياسى، الأحداث أثبتت باليقين أنه موجود.. وأنه فى العمل النقابى له قدر وقوة، فلابد أن يكون محوراً لكثير من التعقيبات.
وصورة من هذا ما حدث أخيراً عندما نشرت إحدى الصحف خبراً عن اجتماع قريب للمكتب السياسى، وأنه سيسمى مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة، وبعيداً عن الأسماء.. هذا الأمر غير حقيقى تماماً، وأنا أتساءل هل هناك حزب زعيمه محمد حسنى مبارك ورئيسه هو رئيس الجمهورية، حزب مرشحه فى أول انتخابات رئاسية منذ فجر التاريخ قدم برنامجاً انتخابياً تجاوزه فى سقف التنفيذ، حزب كل مقومات النجاح متوافرة له فى رئيسه وقياداته وكوادره وهيئته البرلمانية قادرة وقوية، رغم وجود المستقلين والمحظورين، ومع هذا يفكر هذا الحزب فى مثل هذا العبث؟ نحن نحترم الدستور والنظام الأساسى لحزبنا.
ماذا يقول النظام الأساسى؟
عندما يفتح باب الترشيح على مستوى الجمهورية يبدأ الحزب إجراءات اختيار وتسمية مرشحيه، لأنه ليس معقول أن يحرق الحزب مرشحه مبكراً، وفى الحزب الوطنى أى عضو من الهيئة العليا يريد ترشح نفسه يقدم اسمه ليتم التصويت عليه داخل الهيئة العليا سرياً، ويجوز أن يزيد المرشحون إلى اثنين أو ثلاثة فتقر الهيئة العليا وتوافق على أنها ستعرض على المؤتمر العام للحزب مرشحاً أو أكثر، فإن كان مرشحاً واحداً ولم يفز بأغلبية 50 فى المائة+ واحد، تقوم الهيئة العليا بترشيح آخر، فإذا كان أكثر من مرشح يتم التصويت بينهم، فالمؤتمر العام المكون من 6 آلاف عضو هو الذى سيختار مرشح الحزب وهو ما فعلناه مع الرئيس مبارك فى 2005، فقد كان المرشح الوحيد للحزب، ورغم ذلك أصر الرئيس باعتباره مرشحاً على السير فى كل إجراءات التصويت كى يتم تثبيت التجربة، واجتمع المكتب السياسى وقتها وسمى المرشح ثم اجتمع المؤتمر العام واختاروا الرئيس وأعلنا هذا، وحرصاً من الرئيس على أنه المرشح آثر ألا يترأس المكتب السياسى بنفسه.
إذا كان الأمر بكل هذا الوضوح فلماذا الغمز واللمز والطعن فى جنب الحزب بهذا الموضوع؟
هذا يحتاج إلى تحليل للخريطة.. عليك أن تحلل خلفيات كل من يعبث بهذا الموضوع ويحاول إثارته من وقت إلى آخر أو يشكك فيه.. عليك معرفة امتدادات هؤلاء والى أين يتجهون وأين آخرهم.
امتدادات خارجية أم داخلية؟
أحياناً يكون الامتداد خارجيا وداخلياً
هل تشم رائحة الجماعة المحظورة؟
كل شىء وارد.
ماذا ترصد؟
أنا رجل أعمل فى السياسة وهى حرفتى، ولا أتحدث كثيراً فى هذا الموضوع لكنى أدرك تماماً الجذور والأطراف ولا أعطى لهذه الأمور أى قدر من الاهتمام ولكنى قادر على أن أخاطب الرأى العام وأوضح له الصحيح والخطأ وأكشف له الحقائق.
على غير عادتك قررت الدخول على الهواء فى "القاهرة اليوم" لتتحدث عن عدم صحة خبر تسمية الوطنى لمرشح للرئاسة، لماذا كان كل هذا الحسم؟
لأنه لأول مرة يثار أمر بهذا المستوى، وفى توقيت بعينه، فأردت أن أحسمه فى اللحظة المناسبة قبيل أن ينتشر فى اليوم التالى، فأنا لا أترك أمراً تتسع دوائره ثم أخرج فى اليوم الثانى أو الثالث لأصدر بياناً حزبياً يكذبه، المطلوب أن يكون التصحيح فوراً.
هل تحركت هنا بشخصك كأمين عام، أم بتوجيهات عليا؟
الخبر عرفته الثانية عشرة بعد منتصف الليل، الكل كان فى منزله، تحركت بمنطق التصحيح بما هو ثابت لدى وأعرفه، فنحن كحزب وطنى ليست لدينا أمور تخفى على القيادات العليا ولا لف ولا دوران، والأمين العام يستطيع أن يصحح أى أمور، وأنا عندما شكرنى مقدم البرنامج "عمرو أديب" على أننى تعاملت مع موضوع يمثل حرجاً ، فقلت له أنا لا أتحرج من شىء.
حتى ولو كان الحديث عن الأستاذ جمال مبارك؟
أى موضوع سواء جمال مبارك أو غيره فلا حرج منه
لكنى أشعر أحياناً بأن بعض قيادات الحزب تتحرج من الحديث أو حتى التدخل فى موضوع التوريث؟
"عكعكة" الكلام فى هذه القضية و"اللكلكة" فيها لم يعد لها لزوم، الموضوع حسمه الرئيس مبارك وحسمه الحزب وحسمه جمال مبارك نفسه، ولكن للأسف البعض يريدنا أن نضيع الوقت فى أحاديث بلا جدوى، نحن مشغولون بأن نظل محافظين على قدراتها وقوتنا وأغلبيتنا، ونظل محافظين أيضاً على المواقع التى اكتسبناها وأن نستعيد كل ما خسرناه فى الانتخابات الماضية.
هل تبحث عن أغلبية كاسحة؟
لا يجب أن يفسر أحد الأمر على أننى أريد أغلبية كاسحة طاغية للحزب الوطنى.. ولكنى أريد أغلبية يقررها صندوق الناخبين، وأن تأتى معى الأحزاب الشرعية من خلال الصندوق، الديمقراطية ليست منحة لأحد ولكنها حق لمن يحصل على تأييد الناخبين.
تقصد مشاركة لا مغالبة؟
أريد الكل معى.. أن يكون الكل قوياً وحاصلاً على ثقة الناخبين.
أنت الآن تتحدث عن الحزب بكل ثقة وافتخار، بينما فى مرحلة سابقة كنا عندما نتكلم مع أعضاء الحزب نشعر أن الحزب عورة يتخفون منها؟
كان هذا فى الماضى.. ومؤخراً كنت أجلس مع مجموعة من كبار المثقفين والمؤثرين فى الرأى العام فقلت لهم إن الحزبية كالزواج لابد فيها من العلانية فالزواج العرفى مرفوض فى الحزبية لأنها فكر وعقيدة وعمل وعطاء.. ولم تعد ميزة ولا منحة.
بذمتك يا سيادة الأمين هل كارنيه الحزب الوطنى ميزة؟
لم يعد.. وفى مرحلة سابقة كان بعض الأعضاء يقولون مثلما كانوا يقولون أثناء الاتحاد الاشتركى، كانوا يدخلون على رئيس المدينة أو المأمور فتفتح لهم الأبواب الآن هم يعانون الكثير فى التعامل مع التنفيذيين، وإذا قلت لهم إن هذا هو الوضع الجديد.. عليكم أن تبذلوا جهداً فيحترموكم لعطائكم ولأشخاصكم وليس لعضويتكم فى الحزب.. أقول أنت كعضو فى الحزب عليك أن تكون أكثر التزاماً.
عندما تختارون قيادات الدولة.. هل يشترط كارنيه الحزب؟
أولاً الذى يختار هو رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء يختار وزراء حكومته.. لكن الحزب لابد أن يكون لديه من الكوادر اللامعة والمتخصصة ما يجعل رئيس الوزراء أمام مفرخة كبيرة للقيادات.. لذلك الاختيارات الأخيرة لرئيس الوزراء لم تكن إلا من واقع تعامله مع الحزب عندما كان وزيراً للاتصالات. فلم يختر وزراء حكومته من المكاتب. وإنما تعامل معهم وتحاور معهم من خلال تعامله مع الحزب.
أنت كأمين عام لو أمامك أكثر من اختيار.. هل تفرق معك عضوية الحزب؟
أنا كأمين عام اختار داخل الحزب.. لكن هناك حدود وحدودى كحزب أن أقدم كوادر وأضع أمام من يكلف بالتشكيل الوزارى ثراء فى الاختيار. لكنى كحزب لا أتدخل فى اختياراته فلا أفرض عليه شيئاً ولا أعرض عليه أحداً.
هل معنى هذا أن مجموعة الوزراء الحزبيين انقطعت علاقتهم بالحزب؟
مازالوا أعضاء فى الحزب.. د. محمود محيى الدين عضو بأمان السياسات والمهندس رشيد محمد رشيد عضو بالأمانة العامة، ولكن عند الاختيار يكون أمام رئيس الوزراء المكلف من الرئيس كوادر حزبية.. فإن لم تتوفر لديه هذه الكوادر داخل الحزب يمكنه أن يختار كوادره من خارج الحزب، وكلهم مصريون والوطنية ليست حكراً على الحزب الوطنى، ولا الخبر حكر على الحزب الوطنى.
معنى هذا أننا قد نجد حكومة فيها وزير وفدى؟
هناك قواعد للعبة الديمقراطية، فأنا كحزب عندما تكون لدينا كوادر قوية وجيدة ولها ثقلها ثم يتركها رئيس الوزراء ويختار من خارجها، فهو هنا يضيع معنى الحزبية.
الحكومة الحالية بعض وزرائها ليسوا أعضاء حزب وطنى؟
غالبيتهم أعضاء بالحزب ولكن من حق رئيس الوزراء إذا ما وجد شخصية مصرية متخصصة وذات خبرة ومستقلة أن يضمها إلى وزارته.
هل الحزب يحتاج إلى غسيل سمعة؟
كان فى الماضى لكنه الآن لا يحتاج لهذا.
عضو الحزب الوطنى دائماً تروج عنه صورة سيئة؟
البعض يحاول تثبيت مثل هذه الصورة فى أذهان الناس، قبل ذلك كانت الصورة الذهنية عن أعضاء الحزب بالفعل سيئة، وساعد على ذلك أن صورتنا من خلال المتحدثين على الشاشة لم تكن على المستوى المطلوب، لكن الآن الواقع فرض نفسه، فالذين يعتبرون عن الحزب مستويات عالية جداً وقاعدتها عريضة جداً.
إلا أنه أثمر عن بعض المتبضعين باسم الحزب؟
هناك يقظة من الحزب خاصة أننا نعمل بنظام مؤسسى.
هل عضوية ال3 ملايين داخل الحزب عضوية حقيقية؟
بالطبع لدينا عضوية حقيقية، ولدينا قدرات تنظيمية، والأهم أنه عندنا فى الحزب ما نسميه قلب الحزب الحيوى يمثل حوالى 1.8 مليون عضو، هم القوة التنظيمية المتحركة والتى تمتلك قدرة تحريك الآخرين وحشد الأصوات للحزب.
عضوية الحرب فى السابق كان مقسمة (عضو أصلى، عضو منتسب) لكننا ألغينا هذا التقسيم وعندنا الآن 3 ملايين من بينهم قلب ونخاع الحزب أكثر من 1.8 مليون عضو.
هل كل هؤلاء يدفعون اشتراكات؟
طبعاً بل أكثر من هذا أننا منعنا هذا العام نظام الاشتراكات الجماعية، وقمنا بتغطية كاملة للعضوية حتى نتعرف على الوضع الحقيقى لأعضاء الحزب.
ألا تخشى فى ظل هذا العدد الكبير من العضوية أن يتسرب إليه بعض المحظورين؟
ربما لو انضموا إلى الحزب تتغير أفكارهم المحظورة ويصححون أنفسهم ويتوبون، الحزب الوطنى ليس كتيبة أمن منغلقة على أنفسها ومحظور الدخول إليها.. نحن حزب منفتح ومن يأتى أهلاً به.
فى فترة سابقة كانت المحظورة تتحدث باعتبارها أقرب للشارع؟
بداية هذا كانت 2002 الفكر الجديد للحزب، وتبلور هذا الأمر عندما عملنا أكثر بعد التعديلات الدستورية، ففى 2005 ترسخت قواعد الإصلاح وبدأنا نعمل حزبياً بشكل أكثر وضوحاً فى تنقية العضوية، ثم تثبيت اليقين لدى أعضاء الحزب فبدأنا نغير الصورة الذهنية وندخل مرحلة المواجهة وليست مجرد رد الفعل.
ما تعليقك على حل مجلس الشعب؟
أولاً الحل حق رئيس الجمهورية وحده سواء من الجانب الدستورى أو الجانب السياسى، فهو مسئول عن الحفاظ على استقرار المؤسسات والمجتمع والاستقرار السياسى للبلد.
فعينه على الحاضر والمستقبل وهذه هى مسئوليته التى أقسم عليها اليمين ولا يجب أن نتجاوزه فى هذا.
الأمر الثانى أن الحديث عن حل مجلس الشعب ظهر لسببين أولهما أن الرأى العام المتابع لجلسات البرلمان يجد كل يوم خناقات وخروجاً عن القيم البرلمانية مما أعطى انطباعاً أن هذا المجلس فيه شىء من التجاوزات. وأن جانباً كبيراً من الوقت يضيع فى مثل هذه التجاوزات.
وثانيهما أن الحزب الوطنى من مسئولية قياداته كأمين عام وهيئة مكتب الأمانة العامة أن تعمل فى الشارع، وكأن الانتخابات تجرى غداً. وأنا فى كلمتى خلال المؤتمر السنوى 2008 قلت لأعضاء الحزب أن 2010 أصبحت غداً وعلينا أن نعمل استعداداً لها. فمن واجبنا كحزب أن نبدأ فى تجهيز قواعدنا للانتخابات من الآن بغض النظر عن أى احتمالات، وبالفعل هيئة المكتب كلفت أمانة التنظيم بأن تبدأ فى استطلاعات رأى وفى تحليل الخريطة السياسية فى الشارع لكى نبدأ فى العمل مبكراً لأننا داخلون على إجازة الصيف ثم الأعياد فليس لدينا وقت.. وهذا الشغل كله محسوس من الآخرين.. أضيف إلى هذا أن أعضاء البرلمان الحاليين مع اقتراب نهاية الدورة البرلمانية بدأوا فى النزول إلى الشارع، وكل واحد منهم "يكبش" فى دائرته.. وكل هذا أعطى إحساساً بأن هناك اتجاهاً لحل مجلس الشعب وأصبح المجتمع كله مهيأ لهذا الأمر لكنى لا أستطيع أن أقول هناك حل أو غير حل.. فالذى يملك ذلك هو رئيس الجمهورية.
أيهما فى مصلحة الحزب الوطنى.. حل البرلمان أم الإبقاء عليه؟
احتفظ بذلك لنفسى.
هل صحيح أن الحزب لا يستطيع خوض ثلاثة انتخابات مرة واحدة مجلس الشعب والشورى والرئاسة؟
كحزب وطنى جاهزون.. مبدؤنا مثل الكشافة "كن مستعداً".
واضح أن هناك من يرتب سيناريو يريد جر الحزب إليه؟
كلامى بوضوح أن كل هذا لا أساس له من الصحة فليس هناك تفكير فى تبكير موعد مؤتمر الحزب الوطنى وليس هناك أى إرهاصات حول موضوع الانتخابات الرئاسية، لأنها محددة فى النظام الأساسى، كما قلت، لكن فى ظل كل الأحوال واجبنا كحزب كن مستعداً.
نقلة إلى موازنة الحزب؟
لا .. موازنة الحزب مصدرها الاشتراكات.. اشتراكات الحزب على مستوى الوحدات، والمحافظات النسبة الأكبر منها تذهب للنشاط الحزبى فى القواعد الحزبية.
على مستوى الأمانة العامة لدينا فى الحزب قاعدتان كبيرتان الاشتراكات والتبرعات من الأعضاء، وأحياناً تكون التبرعات بالآلاف وهناك أعضاء يتبرعون بالنصف مليون جنيه وأحياناً مليون جنيه، وهى تبرعات طواعية.. ولا نجبر أحداً على شىء.. الدنيا تغيرت لسنا فى الاتحاد الاشتراكى ولم يعد الانتماء للحزب من أجل الحصول على نيشان.
على المستوى المركزى هناك أعضاء قادرون كثيرون.. الحزب به رجال أعمال يتبرعون علانية بالاسم طبقاً للقانون والشيك يوضع فى حساب الحزب بالبنك، وكل هذا خاضع للجهاز المركزى للمحاسبات، يفتشون عليه طبقاً لقانون الأحزاب، ولدى مكتبات يومية من رئيس الجهاز تخبرنى فيها بكل الأمور المالية الخاصة بالحزب حتى فى المحافظات.
هل هناك من يحاسب الحزب؟
الجهاز المركزى للمحاسبات.. والمسئول عن هذه الأمور كلها هو الدكتور زكريا عزمى وهو مسئول الأمين العام المساعد لشئون التنظيم والعضوية والمالية والإدارية.. اللائحة المالية لا يمكن للحزب أن يتجاوزها. وإن حدث هذا فالجهاز المركزى للمحاسبات يقول لنا حدث تجاوز نلتزم بما يقوله.
ولو هناك انحرافات؟
يتم اتخاذ إجراءات قانونية على الفور.
هل صحيح أن المهندس أحمد عز هو الذى ينفق على الحزب؟
أحمد عز إن أراد أن ينفق يتبرع مثل الآخرين وإن أراد أن يتبرع يكون لأمانة الشئون المالية، ولا توجد علاقة مالية مباشرة. ويقدم المتبرع شيكاً يوضع فى حساب الحزب عندما يريد أن يصرف على حملته الحزبية يتقدم لهيئة المكتب.
هل أحمد عز يرجع لقيادات الحزب؟
طبعاً يرجع أولاً للدكتور زكريا عزمى قبل أن يرجع لى وبعد ذلك يعرض ما يريد على هيئة المكتب، وهو الذى يقرر لا علاقة بين التبرع والتصرف.
هناك إحساس عام بأن أحمد عز هو الذى يملك مفتاح الحزب؟
أمين التنظيم يعتبر عصباً أساسياً ورئيساً وعليه أن يدير العملية التنظيمية.. وإن قصر فى مسئولياته يحاسب.. للتنظيم والأمور الحزبية على مستوى المحافظات.. ولابد أن من يأتى مكانه يتولى ويتحمل المسئولية يكون بالقوة نفسها فى الإدارة والتنظيم.
إنسانياً.. هل تفتقد كمال الشاذلى؟
كمال الشاذلى صديق عمرى.. وأنا افتقده فى كل وقت.. كمال قيمة سياسية وفكرية نعتز بها.
ما رأيك فى اللغط الدائر عن دور الحزب الوطنى فى انتخابات نقابة المحامين. من البداية مبدأنا فى الحزب عدم التدخل فى النقابات، أنا قلت ارفعوا أيديكم عن النقابات.. ولكن إذا رأيت الآخرين يعبثون بالنقابات قلت أعطونا عضوية النقابات.. عندنا على الكمبيوتر نحو 35 ألفاً.. النظام الأساسى فى أمانة المهنيين يقول بمساندة المرشحين فى النقابات المهنية، ولا يصح أن نقف متفرجين.. وأنا أقول ارفعوا أيديكم، ولكن عندما تدخلوا النقابة لا تكونوا مرتدين ثوباً حزبياً.. وإنما ارتدوا ثوب الدفاع عن المهنة والارتقاء بمستواها.. وإذا أردتم أن تعملوا بالسياسة اعملوا من خلال مواقعكم فى الحزب.
هل كنتم تستعرضون قوتكم فى نقابة المحامين؟
القوة الصامتة فى النقابات هى التى تضيع مواقعها، لكن إذا تفاعلت وذهب الأعضاء النقابيون وأدلوا بصوتهم فإن الاعتدال سيفوز، ولكن عندما تنكمش هذه القوى وتتردد تترك الأقلية تسود.
لماذا كوتة المرأة الآن؟ أنا أخشى أن تقع فى يد من لا يرحم. فى أيدى الأخوات؟
التعديلات الدستورية وتعديل المادة "62".. أخذت مناقشات كثيرة وصلت للصورة التى عرضناها بل وانتهينا إلى أن تكون الكوتة لمدة دورتين فقط لأن الديمومة تجعلها مشوبة بعدم الدستورية لابد من احترام التوزيع الجغرافى والإدارى.
أما الخوف من الأخوات.. فهو أمر لا يشغلنا لأننا كحزب أغلبية نتحمل هذه الأمانة ولا ننظر إلى مصلحتنا فقط. نحن نضع فى أى تعديل دستورى أو تشريعى المصلحة العامة ولا نفصله على أنفسنا.. لدينا قيادات نؤهلها ونتقدم بها والمنافسة بيننا وبين الأحزاب الأخرى.
كيف تستقيم العلاقة بين رئيسى مجلسى الشعب والشورى؟
تجمعنا مع الدكتور سرور مظلة حزب واحد نحن أعضاء فى مكتب سياسى، وعلى المستوى الشخصى تربطنى بالدكتور أحمد فتحى سرور علاقة محبة واحترام، وليس بيننا ما يجعلنا نختار الكلمات.. نتحاور بكل صراحة وبكل حميمية.
ألم تفكر مرة فى ترشيح نفسك للانتخابات؟
فكرت عام 1979 عندما كنت أمين الحزب عن دائرة قصر النيل.. هذا الوقت أبلغت الرئيس ونائبه أن أترك هذه الدائرة للدكتور مصطفى خليل لأنه يرغب فى الترشيح.. ليس من المستحب أن أرشح نفسى فى منافسة مع خالد محيى الدين فى كفر شكر.. فالتزمت ومن وقتها قررت ألا أرشح نفسى مرة أخرى. أنا كبرت على أن أتنافس على موقع مع ابن من أبنائى.
لكن مازلت مشتاقا للف الشوارع بين البشر والناس؟
أنا بانزل الشوارع فى كل انتخابات مع المرشحين.. مصر القديمة.. سوق الخضار.
سيادة الأمين أهلاوى ولا زملكاوى؟
أنا مع المنتخب المصرى.
ما تقييمك لأدائه فى كأس القارات؟
متميز مع البرازيل وكسب إيطاليا، ولكن الحظ لم يحالفه فى مباراته الأخيرة لظرف أو لآخر، ولا يجب أبداً إلا أن نحافظ على هذا المنتخب.. هؤلاء أولادنا والكرة مكسب وهزيمة.. وثقافة الكسب الدائم يجب أن نغيرها.. لازم نتقبل أن هناك مكاناً للغير.. وأن الفوز ليس أن تكون الأوحد.
حسن شحاتة غاضب .. ماذا تقول له؟
أقول له إن مصر أكبر من ذلك ووطنيتك هى اللى هتهديك.
نقلا عن مجلة المصور


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.