جرت العادة فى واشنطن على أن يمنى حزب الرئيس الحاكم بخسارة بعض مقاعده فى الكونجرس فى انتخابات التجديد النصفى، وهو نهج يعززه هذه المرة استياء الناخبين الأمريكيين من الوضع الاقتصادى. وقبل أسبوع واحد على انتخابات الثانى من الشهر المقبل، والتى تشمل 37 من مقاعد مجلس الشيوخ المائة، وكل مقاعد مجلس النواب ال435، إضافة إلى 37 سباقا على مناصب حكام الولايات، أظهر استطلاع جديد للرأى أن كل المؤشرات تفيد بأن الجمهوريين سيحققون فوزا كاسحا. الاستطلاع، الذى أجرته وكالة أنباء «أسوشيتد برس»، خلص إلى أن غالبية الناخبين ينظرون بإيجابية للمهوريين فيما يتعلق بإدارة ملف الاقتصاد وإيجاد فرص للعمل وإدارة الحكومة، وذلك على حساب الديمقراطيين. وأعرب غالبية الأمريكيين، الذين استطلعت آراؤهم عن اعتقادهم بأن البلاد لا تسير فى الاتجاه الصحيح. ويتمتع الديمقراطيون حاليا بأغلبية فى مجلسى الكونجرس، إذ لديهم 57 من مقاعد الشيوخ مقابل 41 للجمهوريين، وهناك مقعدين للمستقلين، إلا أنهما دائما ما يصوتوا لصالح الحزب الديمقراطى. وفى مجلس النواب لديهم 257 مقعدا مقابل 178 للجمهوريين، ويحتاج أى من الحزبين فقط إلى 218 لتحقيق الأغلبية البسيطة. ومع ما تظهره الاستطلاعات من مأزق يعانيه حزب أوباما الديمقراطى، شرع العديد من المرشحين الديمقراطيين فى النأى بأنفسهم عن الرئيس وقيادات الحزب لتلافى تأثر فرصهم فى الفوز بتراجع شعبية أوباما وكبار مساعديه، حسبما ذكرت مجلة «نيوزويك». الأمريكية هذا الأسبوع. وبعنوان «سبع طرق لِتُنسى الناخب أنك من الحزب الديمقراطى»، عرضت «نيوزويك» تقريرا تحليليا للإعلانات الدعائية التليفزيونية لمرشحى الحزب، والطرق التى يتبعها المرشحون لمعالجة المشكلات التى تواجه الحزب. المجلة خلصت إلى أن النواب الديمقراطيين يحاولون إما النأى بأنفسهم عن إدارة أوباما، الذى تدنت شعبيته بشكل كبير أو حتى النأى بأنفسهم عن الحزب أو بانتقاد حزبهم علنا، وإعلان رفضهم لسياسة أوباما، فى محاولة لكسب أصوات الناخبين. وفى معظم الأحيان تضمنت الدعاية رسالة تأكيد من المرشح على اتجاهه المحافظ أو حتى على استقلاليته بشكل يجعل المشاهد يؤمن أنه مرشح مستقل أو حتى جمهورى، وذلك فى رسالة خلاصتها: «أنا واحد منكم ولست واحدا من الحزب الديمقراطى فلا تعاملونى مثلهم»، وفقا للمجلة. من ناحية أخرى، يحاول الرئيس أوباما قواعده الشعبية تأييدا لمرشحى الحزب الديمقراطى، إذ يشارك فى حملات انتخابية عديدة لدعم مرشحين ديمقراطيين ممن يواجهون منافسات حامية فى دوائرهم. ويحاول من خلال ظهوره أن يشرح للناخبين أن البديل الجمهورى غير مقبول، ويحمل الرئيس أوباما الإدارة الجمهورية السابقة (إدارة بوش) المسئولية عن المشكلات الداخلية والخارجية التى تواجه الولاياتالمتحدة اليوم.