قال بيان من مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتياهو إنه تم «إرجاء» قمة باريس للسلام، التى أعد الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى لاستضافتها نهاية الشهر الحالى. واعتبرت مصادر دبلوماسية شرق أوسطية وغربية أن التأجيل يمثل «ضربة مهددة» لقمة الاتحاد من أجل المتوسط المؤجلة أساسا والتى كانت إسبانيا تعد لاستضافتها فى برشلونة مقر الأمانة العامة للاتحاد تحت الرئاسة المصرية الفرنسية المشتركة. نتنياهو، على حد قول مصادر غربية دبلوماسية، «هو المسئول الأساسى» عن الإرجاء الذى هو فى حقيقة الأمر كما يقول أحد هؤلاء «قد يكون إلغاء». ومثل قرار نتياهو الإعلان عن عطاءات لبناء وحدات استيطانية جديدة بعد أيام من قرار لجنة وزارية عربية منح الإدارة الأمريكية أربعة أسابيع لإقناع الحكومة الإسرائيلية وقف الاستيطان «إحراجا كبيرا» لعواصم الاعتدال العربية، على حد قول دبلوماسى مصرى. وتقول مصادر دبلوماسية عربية إن الاجتماع كان ينظر له بالأساس من عواصم الممانعة على أنه منحة غربية للابتعاد بنتنياهو عن العزلة الدولية جراء اللوم الواقع عليه لاستمراره فى الاستيطان ولكن يبدو أن رئيس الوزراء الاسرائيلى «غير عابئ حتى بهذه المنحة» على حد قول دبلوماسى سورى. كان الرئيس حسنى مبارك قد تباحث مع نظيره الفرنسى فى أمر القمة بعد ساعات من إعلان الحكومة الاسرائيلية للعطاءات الاستيطانية الجديدة والتى انتقدتها الخارجية المصرية. ومن جانبه، قال رئيس كتلة فتح البرلمانية فى السلطة الفلسطينية، عزام الأحمد، ل«الشروق» إن الرئيس الفلسطينى محمود عباس أجرى اتصالات فى الساعات الأخيرة مع الجانب الفرنسى أوضحت القلق الفلسطينى من أن «فرص القمة المقترحة لتحقيق اختراق ما غير متوافرة فى ضوء الإصرار الاسرائيلى على المضى قدما فى الاستيطان». وهكذا جاء الإعلان من مكتب نتنياهو ليقول «اتفقت الأطراف المعنية إثر مشاورات على اتخاذ قرار بشأن موعد آخر». فى الوقت نفسه ألقى الإعلان الرسمى عن إرجاء عقد القمة الفرنسية بظلال من الشك حول مصير قمة الاتحاد من أجل المتوسط يومى 20 و21 من الشهر المقبل بمشاركة أمريكية رئاسية مع جميع أطراف الصراع العربى الإسرائيلى ودول الاتحاد الأوروبى. لكن مصدرا دبلوماسيا إسبانيا قال إن هناك «أسئلة مطروحة ولكن الترتيبات لم تتوقف» من أجل الانعقاد المتوقع للقمة. وتشهد كرواتيا حاليا جولة جديدة من المباحثات الأورومتوسطية فى إطار التحضير لقمة المتوسط، وبحسب مصدر دبلوماسى عربى تحدث ل«الشروق» من كرواتيا فإن الغموض أصبح يحيط بمصير القمة فى ضوء المواقف السياسية الإسرائيلية. ويقول الدبلوماسى المصرى إن الولاياتالمتحدةالأمريكية مازالت تعد بأنها قادرة على اجتذاب نتنياهو «للتعاون» من أجل إبقاء مسيرة التفاوض قيد الاستمرار، مضيفا أنها فى الوقت نفسه تطالب الجانب العربى بعدم إهدار فرصة التفاوض «تحت أى ظرف». ومن المقرر أن تعقد لجنة عربية وزارية اجتماعا بمقر الجامعة العربية فى الأسبوع الثانى من نوفمبر لمتابعة نتائج الجهود الأمريكية التى يفترض أنها تسعى لإقناع نتنياهو بإيقاف الاستيطان لعدة أسابيع فى ضوء موقف السلطة الفلسطينية الرابط بين وقف الاستيطان واستمرار التفاوض المباشر.