أطلقت صرخة عالية.. هزت أركان العقار القديم بمنطقه فيصل تعلن وفاه زوجها أثناء محاولتها إيقاظه للذهاب إلى عمله.. أسرع الجيران والأقارب بإبلاغ مفتش الصحة لاستخراج شهادة الوفاة.. دخل طبيب الصحة للكشف على الجثة.. تغيرت ملامح وجهه.. طلب التليفون.. أبلغ رئيس مباحث العمرانية بوجود شبهة جنائية فى وفاه الزوج عبدالبديع وأنه توفى نتيجة تناول كمية كبيرة من السم.. ارتعش جسد فاطمة زوجته وتصببت عرقا من هول المفاجأه. دقائق قليلة وحضر وكيل النيابة إلى موقع الجريمة.. دارت الشبهات حول الزوجة.. انهمرت فى البكاء. اصطحبها الضابط إلى قسم الشرطة وقبل دخولها قسم الشرطة اعترفت بالجريمة للتخلص من زوجها البخيل الذى حول حياتها إلى جحيم. تذكرت حالتها البائسة وأيام المعاناة التى عاشتها معه حيث إنه طرق بابها للزواج.. لم تتردد بعد.. إنها كانت مطلقة ولديها طفلان.. تريد أن تستند على رجل فى الأيام السوداء التى تعيشها.. وافقت دون مقدمات.. وتريد أن تربى أطفالها فقط فى ظل رجل حتى لو كان يبلغ من العمر 56 عاما، فشلت زيجاته السابقة وانتهى به الأمر إلى حياة العزوبية وهو فى هذا العمر.. وجد نفسه مريضا بأمراض كثيرة وكان لزاما عليه أن يتزوج امرأة تساعده فى الحياة. تعرف عليها عن طريق الجيران، وجدها مكسورة الجناح وعقد عليها رسميا وبعد أيام من الزواج اكتشفت أنها وقعت فى جزيرة جرداء لا توجد بها أى مقومات الحياة.. يحسب كل شىء بالقرش، ويشترى الطعام بالوجبة، ويمتنع عن شراء أشياء مهمة لكل بيت مثل المنظفات التى يختار منها أرخص الأنواع وأردأها ولا يعرف بيته طعم اللحوم أو الدجاج.. أشياء كثيرة وجدت أنها محرومة منها ولا تعرف وسيلة لشرائها، حاولت أن تغير منه ولكنها فشلت.. ارتضت بالأمر الواقع وبدأت تعيش حالها هى وأطفالها.. عاشت معه عامين شهدت خلالها آلام ومتاعب كثيرة تؤرق حياتها، بداية من رفضه عرضها على الطبيب أثناء مرضها خوفا من تحمله ثمن تذكرة الكشف والعلاج.. ذهبت إلى شقيقها رفض التعاون معها وتهرب منها.. طرقت أبواب الجمعيات الخيرية وعندما علم مديروها أن زوجها على قيد الحياة رفضوا مساعدتها.. اسودت الدنيا فى عينيها.. عادت مرة أخرى إلى شقيقها لتطلب منه أن يساعدها على الطلاق من زوجها.. رفض خوفا من إقامتها معه وتحمل مصاريفها وأولادها.. استقرت مع زوجها عدة أيام.. شاهدت مسلسلا بوليسيا قامت فيه بطلته بقتل زوجها بالسم، اختمرت الفكرة فى رأسها الشريرة، وجدت الحل فى قتل الزوج والتخلص منه وبعدها تحصل على معاشه الكبير وتصبح حرة.. قررت تنفيذ الجريمة.. اشترت سم الفئران.. انتظرت منه أن يطلب منها إعداد الطعام.. طلب منها شراء طبق الفول وإعداده بالليمون والكمون وعلبه التونة التى يحبها.. دخلت المطبخ.. أعدت طبق الفول بسم الفئران رفضت أن تتناول معه الطعام. ساوره الشك من أسلوب زوجته وتجرؤها عليه لأول مرة فى حياته.. شعر بألم بعد تناول الطعام والشاى.. تركته على السرير يتلوى حتى لا ينكشف أمرها.. خرجت إلى الجيران لزيارتهم وبعد أكثر من ساعتين عادت.. وجدته غارقا فى نوم عميق وفى الصباح تأكدت أنه توفى، صرخت لتعلن عن الوفاة. ألقى القبض عليها وقامت بتمثيل الجريمة أمام النيابة.. تمت إحاله المتهمة إلى محاكمة عاجلة وتداولت القضية جلسات محكمة جنايات الجيزة وقررت الحكم عليها بالسجن 15 سنة مع الشغل والنفاذ، أصدر الحكم المستشار محمد جبريل رئيس المحكمة.