أطلقت نسرين صرخة عالية هزت أركان قرية النسايمة بمركز المنزلة، هرول الجميع نحو الصوت، ارتفع الصراخ، ذهب الجيران إلى منزل على يوسف، صعد الجميع إلى سطح المنزل، عثروا على الطفل محمد جثة هامدة. وفى فمة «بكرة شريط كاسيت»، حمله الجيران إلى الوحدة الصحية فى محاولة لإنقاذه إلا أنها باءت بالفشل فمحمد لفظ أنفاسه الأخيرة، ارتمت نسرين على الأرض، مزقت ملابسها، انخرطت فى بكاء وصراخ طويل، تندب حظها مع أولاد زوجها من مطلقته، حيث توفى الأول منذ شهور والآن محمد. عاد الزوج من حقله مسرعا.. أمسك زوجته من رقبتها صفعها على وجهها عدة مرات لإهمالها فى تربية الأولاد، أبعده الجيران عنها بعض الوقت. طبيب الوحدة صرح بدفن الطفل لعدم وجود شبهة جنائية فى مقتله، علما بأنه كشف عليه وأخرج «بكرة شريط الكاسيت» من داخل فمه، الجيران شهدوا بأنهم شاهدوا الطفل وهو يلهو بشريط الكاسيت.. تم دفن الجثة. وفى المساء أقام على يوسف سرادق العزاء واستمر فى تلقى التعازى من الأهل عدة أيام إلى أن همس فى أذنه أحد أصدقائه، يطالبه بتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة. تقدم الأب فى اليوم التالى بطلب إلى النيابة وتم التصريح باستخراج الجثة وأخذ عينات منها، وانتظر نتيجة التقرير الطبى. بدأت الشكوك تتسلل إليه لارتياح زوجته لوفاة نجليه، مرت الأيام وهو فى انتظار نتيجة تقرير الطب الشرعى، ذهب إلى النيابة يستطلع الأمر.. ففاجأه وكيل النيابة بنتيجة التقرير الذى أثبت أن الطفل مات متأثرا باسفكسيا الخنق. صرخ الرجل فى وجه وكيل النيابة، أجهش فى البكاء حزنا على نجله. سأله وكيل النيابة «فيمن تشك؟» فاتهم الأب زوجته الثانية دون تردد ،مؤكدا أنها قتلت نجليه محمد، ويوسف الذى توفى منذ أربعة أشهر. توجهت قوة من قسم شرطة المنزلة إلى منزل الزوج، وفور دخوله انقض على زوجته بالضرب ،وكاد أن يقتلها، انتشلها الضابط من بين يديه، واصطحبها رجال المباحث إلى قسم شرطة المنزلة وهى تحمل رضيعتها. لم تصدق نسرين أن لعبتها انكشفت، حاولت الإنكار، ولكن تساؤلات محمد أبوالخير مدير النيابة كانت لها بالمرصاد، سقطت الدموع من عينيها حاولت أن تهرب من الجريمة. اعترفت نسرين بارتكابها الجريمة وقالت: تزوجت منذ عام تقريبا..وكان شرط زوجى الأول أن أحافظ على ولديه وأساعده فى تربيتهم ولكن فوجئت بعد الزواج يهملنى ويهتم بأطفاله فقط ويداعبهم ويقضى معهم وقتا طويلا وفى بعض الأحيان يضربنى بسببهم ولم يصل الأمر إلى ذلك بل إنه كان يهمل نجلتى الصغيرة التى تبلغ من العمر 6 أشهر فقط ويتناسى أن يقبلها يوميا مثل كل أطفاله. طلبت منه أكثر من مرة أن يراعى ذلك وأن يحب ابنتى مثل ابنيه، ولكنه أعطانى ظهره ورفض كل محاولاتى وأصبحت حائرة بينه وبين ابنيه واشتعلت نار الغيرة فى قلبى منهما وفكرت كثيرا فى الانتقام منهما لأنهما استحوذا على قلب زوجى الذى حولنى إلى خادمة لهما لهذا قررت الانتقام منهما وقتلهما حتى يخلو لى الجو مع زوجى. وقالت إنها انتهزت فرصة عدم وجود أحد بالمنزل وكتمت أنفاس الطفل محمد أثناء جلوسه على الأرض، وعندما حاول الصراخ أجهضت محاولته من الهرب وبعد وفاته نقلته إلى سطح المنزل ووضعت بكرة شريط كاسيت فى فمه حتى يتأكد الجميع أنه توفى نتيجة ذلك ووقفت فوق السطح وصرخت بصوت عال، وفور حضور الجميع شاهدوا الواقعة وحاولوا إخراج البكرة من فمه ولم يتمكنوا من ذلك وذهبوا جميعا إلى الوحدة الصحية وأعلنت الطبيبة وفاته. وأضافت المتهمة أنها قتلت الطفل يوسف، 3 سنوات، الطفل الثانى بطريقة أخرى، حيث أحضرت كرة صغيرة وقدمتها إلى الطفل حتى يلعب بها وقامت بتعليمه طريقة حتى يضعها فى فمه وقامت بتمثيل اللعبة أمامه حتى يكرر اللعبة وأثناء ذلك دفعت الكرة بقوة شديدة فى فمه وسط صراخ شديد وأدخلتها كلها داخل فمه حتى فارق الحياة وخرجت مسرعة تصرخ بشدة وتجمع الجيران بسرعة حولها وشاهدوا دماء تخرج من فم الطفل وعندما تم نقله إلى الوحدة الصحية قرر الطبيب أنه ابتلع كرة صغيرة انحشرت فى البلعوم وتسببت فى وفاته. قررت النيابة حبس المتهمة، وإحالتها إلى محكمة الجنايات وفى المحكمة حضرت المتهمة أمام القاضى وقالت: إنها قتلت الطفلين لأنها تريد زوجها فقط، وخططت لقتلهما من قبل عن طريق سم الفئران ولكنها تراجعت فى النهاية خوفا من اكتشاف أمرها. صرخت نسرين فى قاعة المحكمة وأجهشت فى بكاء هستيرى وقالت: نعم قتلتهم بيدى لأن زوجى قتلنى قبل أن أتزوجه، حيث اشترط على أن أكون خادمة لابنيه وهذا جعلنى أغار منهما، ووضعنى فى آخر اهتماماته وهذا هو عيب الزواج من رجل مطلق ولديه أولاد وكل الهدف من الزواج هو احتياجه لتربية أبنائه فقط، وقبل أن تحاكمونى لابد من محاكمته هو لأنه الذى وضع الحقد فى قلبى من ابنيه وكان يدخل البيت يجرى خلفهما ويداعبهما ويقبلهما ولا يسأل عنى إلا بعد إشباع رغبته منهما.. وشعرت أننى لست زوجة ولا حتى امرأة حيث تناسى أننى زوجته على سنة الله ورسوله وهجرنى وتقدمت بشكوى إلى أسرته وعائلته حتى يعود إلى صوابه ولكنه أصر على تعامله معى وقررت الانتقام والتخلص من طفليه. نادى حاجب المحكمة على الشهود الذين أيدوا الوقائع التى قررتها المتهمة امام المحكمة. قررت المحكمة إحالة أوراق المتهمة نسرين بكر إلى فضيلة المفتى لاستطلاع رأيه فى إعدامها، ووافق المفتى على إعدامها. فقررت محكمة المنصورة إعدام المتهمة شنقا. صدر الحكم برئاسة المستشار محمد توفيق وعضوية المستشارين محمد جمال الدين ومحمود فراج بأمانة سر محمد رشدى وإبراهيم المغربى.