الجيران: الأب القاتل كان دائم الاعتداء عليه والطفل كان نحيلاً وضعيفاً ومصاباً بإعاقة الضحية مصطفى محمد سعيد وسط حالة من الحزن والزهول شيع أمس أهالي منطقة المقطم جنازة الطفل «مصطفي محمد سعيد» 10 سنوات الذي راح ضحية الجريمة البشعة التي هزت أرجاء منطقته بعد أن تجرد والده «محمد سعيد» محاسب بأحد البنوك من مشاعر الأبوة، وانهال عليه بالضرب والسحل والتعذيب حتي فارق الحياة لإجباره علي الاعتراف بسرقة مبلغ 400 جنيه، وذلك بعد أن صرحت النيابة بدفن الجثة بعد تشريحها بمصلحة الطب الشرعي وإعداد تقرير بأسباب الوفاة. انتقلت «الدستور» إلي منزل المتهم بالمقطم وتحديداً مساكن عبدالجليل، وأكد لنا الجيران أن الأسرة بالكامل انتقلت للعيش مع جدة المجني عليه بعد إلقاء القبض علي الأب القاتل وحبسه علي ذمة التحقيقات، وأضاف الجيران أن المجني عليه الطفل «مصطفي» كان يعاني إعاقة في السمع وكان ضعيف الجسد وغالباً ما كنا نسمع أصوات صرخات وبكاء من شقته بسبب ضرب والده له واعتدائه عليه، وأشار بعض أصدقاء المجني عليه إلي أن «مصطفي» كان يتمتع بروح مرحة وفي حاله معظم الأوقات، وأنه اشتكي لهم من غلظة والده وضربه الدائم له، في حين أجمع الأهالي علي أن الأب المتهم شخص محترم ولا تربطه أي علاقات مشبوهة بأحد، ولم يدمن المخدرات، لكنه كان معروفاً عنه حدة الطباع مع الجميع، خاصة أولاده الذين كانوا يخافون منه جداً لعدم تفاهمه معهم في أي شيء. وقال بعض الجيران إنهم يوم الحادث ليلاً سمعوا صراخاً وبكاء شديدين يصدران من شقة المتهم، وعرفوا أنه يضرب نجله «المجني عليه»، وبعدها صمت الطفل وشاهدوا والده يتوجه إلي مستوصف «الأمل» بالمنطقة، إلا أن الوقت كان متأخراً فعاد به إلي المنزل وبعدها علموا بأن الطفل مات، وأن والده ذهب لاستخراج تصريح الدفن معللاً وفاته بالسقوط من علي الهضبة أثناء اللعب مع أصدقائه، إلا أن مفتش الصحة ذهب ليعاين جثة الطفل فوجد بها آثار ضرب وكدمات وجروح فرفض إصدار التصريح له وقدم بلاغاً إلي قسم شرطة المقطم الذي أفادت تحرياته بوجود شبهة جنائية في الوفاة. تم ضبط والد الطفل وبمواجهته بتقرير الطب الشرعي أكد أن الوفاة كانت نتيجة التعدي علي المجني عليه بالضرب وتعذيبه، مما أدي إلي حدوث حالة إعياء شديدة تسببت في الوفاة، وأقر بأنه تلقي اتصالاً من شقيقه يخبره بفقدان مبلغ 400 جنيه أثناء وجوده في المنزل فشك في الطفل وطلب منه إعادة المبلغ، إلا أنه أصر علي أنه لم يأخذ المبلغ فقام بضربه بعد توثيقه بالحبال، وأحضر عصا خشبية وانهال بها علي مناطق متفرقة من جسده حتي سقط مغشياً عليه، وارتطمت رأسه بالأرض فحدث له نزيف بالمخ وحاول بعدها إخفاء الجريمة لكن مفتش الصحة رفض التصريح بدفنه. والتقت «الدستور» المتهم قبيل عرضه علي النيابة، والذي كان في حالة انهيار تام، ولم ينطق سوي بكلمات قليلة قائلاً: «لا إله إلا الله.. لم أكن أقصد قتله»، وأمام النيابة أنكر تسببه في وفاة نجله وقال إنه كان مريضاً لكن والدة الطفل وشقيقتيه أكدن أمام «أحمد صبيح» وكيل نيابة حوادث جنوبالقاهرة الكلية بأنهن سمعن والدهن يضرب «مصطفي» داخل غرفته بعد أن أغلق الباب عليهما، وبعدها خرج يحمله إلي المستشفي ثم فارق الحياة، فأمرت النيابة باستمرار حبس المتهم 15 يوماً علي ذمة التحقيقات.