استبعدت د. سعاد عبدالحليم خبيرة علم الاجتماع ورئيسة وحدة التجمعات الحضرية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، وجود صراع بين سكان الطبقات المختلفة داخل مدينة 6 أكتوبر لأن هذه الطبقات تتكيف معا، أما مدن القاهرةالجديدة فهى منغلقة على نفسها وهى تجسد وجود دولتين، الأولى للأغنياء والأخرى إلى الفقراء.. وإلى نص تصريحاتها ل«الشروق»: • هل تأسيس أحياء المدن الجديدة على أساس اقتصادى أسهم فى تكريس الطبقية داخلها؟ لا أتوقع أن يكون هناك صراع بين سكان الطبقات المختلفة داخل مدينة 6 أكتوبر مثلا، لأن كل فئة تبحث عن مثيلاتها وتتكيف معها، فهذه الطبقات تعيش فى أحياء منفصلة عن بعضها البعض وعلاقات الجيرة تكاد تختفى بصورة عامة، أما مدن الرحاب والشروق والقاهرةالجديدة فهى مجتمعات أغلبها للأغنياء فقط ومغلقة على نفسها. المدن الجديدة غيرت مفهوم «المساكن الاقتصادية» فى المدن القديمة التى كانت تعنى المساكن التى تستهدف محدودى الدخل. • إلى أى مدى تؤثر الهجرة من الريف على الحياة داخل المدن الجديدة؟ دراسات ميدانية تمت بالفعل وتناولت مدينة العاشر من رمضان كنموذج للمدينة الصناعية التى يحدث بها هجرات عكسية، فسكانها من محافظة الشرقية قرروا العودة إلى قراهم ومدنهم الأصلية، وفضل العمال المرتبطون بالمدينة السفر بشكل يومى على الإقامة فى المدينة بسبب سوء وضعف الخدمات، خاصة الأمنية منها. وعلى هذا النحو أصبحت مدينة صناعية يتردد عليها عمال المصانع فى الصباح فقط. الهجرات التى تتم من الريف إلى المدن الجديدة خلقت أحياء ذات مستوى اقتصادى منخفض، فحى السادس بمدينة 6 أكتوبر و«المجاروة 14» بمدينة العاشر من رمضان هما تقريبا من العشوائيات، يأتى أفراد من الريف القريب إلى المدينة للعمل بها ثم يأتى بأسرته وأقاربه وأصدقائه، ويأخذون فى نقل ثقافة مجتمعهم الريفى إلى هذه الأحياء الجديدة، وتبدأ مراحل «الترييف» إلى أن تتجلى فى شكل عشوائيات. • دخول فكرة الكومباوند إلى المدن الجديدة هل زاد من الحدة الطبقية؟ وجود الأحياء «المتريفة» داخل المدن الجديدة و«الكومباوند» المغلق على نفسه بأسواره العالية ما هو إلا دليل على أن الواقع المصرى الآن ينقسم لدولتين دولة للفقراء جدا وأخرى للأغنياء جدا، ولا طبقة وسطى بينهما، فهى فى انحسار مستمر. نجاح تجارب المدن الجديدة بشكل عام يحتاج إلى دراسة اجتماعية معمقة بهذا الصدد.