ذكرت جريدة "جلوبال بوست"، اليوم الأربعاء، في مقال أن أوباما السبب في فشل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل؛ حيث أوضحت الصحيفة أن باراك أوباما عمل منذ توليه رئاسة الولاياتالمتحدة على انتقاد إسرائيل، ومطالبتها بوقف بناء المستوطنات، وظل يضغط هو وفريقه الرئاسي شهرا بعد شهر، ويكرر التصريحات بأن الولاياتالمتحدة لن تقبل باستمرار بناء المستوطنات؛ لأنها مخالفة للاتفاقيات السابقة وللقانون الدولي؛ ما دفع محمود عباس الرئيس الفلسطيني إلى وضع وقف المستوطنات كشرط لاستمرار المفاوضات، بالرغم من أنها لم تكن أساس المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية منذ بدايتها، حتى في مفاوضات عام 2000م كانت مهمة؛ ولكن ليست أساس المفاوضات. وأشار كاتب المقال إلى أن النهج الذي اتخذه أوباما في قضية السلام في فلسطين- وقف بناء المستوطنات- أظهر سذاجة شديدة، مذكرا بأن الرؤساء الأمريكيين حاولوا منذ بداية بناء أول مستوطنة في سبتمبر 1967م وقف البناء دون نجاح يُذكر. ويستعرض الكاتب تاريخ محاولات الرؤساء الأمريكيين لإيقاف البناء والحجج الإسرائيلية للبناء؛ حيث ذكر أنه في عام 1967م احتجت الإدارة الأمريكية على بناء المستوطنات، باعتبارها مخالفة للقانون الدولي وغير متوافقة مع مفاوضات السلام؛ وهو ما ردت عليه إسرائيل بأنها عبارة عن نقاط مراقبة "مؤقتة" للجيش، والآن تلك الأبنية تضم أكثر من 50 ألف مستوطن. وفي عام 1977م وعد مناحم بيجن رئيس الوزراء آنذاك الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بوقف بناء مستوطنات جديدة، لتمنح الحكومة الإسرائيلية الموافقة على بناء 3 مستوطنات جديدة، وعند اعتراض الولاياتالمتحدة، ردت إسرائيل بأن إحدى تلك المستوطنات عبارة عن مقر لبعثة تنقيب عن الآثار؛ لكن هؤلاء الأثريين أبلغوا المراسلين الصحفيين أنهم لن يرحلوا عن المكان. وفي عهد الرئيس رونالد ريجان، أعلن أن أهم خطوة تتخذها إسرائيل لإظهار إيمانها بالسلام هو إيقاف الاستيطان؛ وهو ما رفضته إسرائيل علنيا، ليكتشف المراسلون بعد ذلك أن المستوطنين بدأوا في بناء بيوت جديدة كتحدٍّ للطلب الأمريكي، وبالرغم من غضب البيت الأبيض فإنه تم تجاوز الأزمة.