أثارت موافقة مجلس نقابة الصحفيين فى اجتماعه الأخير على الانضمام إلى الاتحاد الدولى للصحفيين علامات استفهام بين عدد من أعضاء مجلس النقابة بسبب وجود إسرائيل ضمن عضوية الاتحاد.«لو مشينا من أى مكان فيه إسرائيل تبقى خيبة»، هكذا جاء تعليق نقيب الصحفيين، مكرم محمد أحمد، على القرار، معتبرا أن الاتحاد الدولى أكبر وأرقى منظمة صحفية فى العالم. ونفى النقيب اعتبار ذلك شكلا من أنواع التطبيع، وقال: «فيه 13 دولة عربية فى الاتحاد الدولى اشمعنى إحنا، وإذا كان ده التصرف السليم يبقى لازم مصر تنسحب من الأممالمتحدة والمنظمات الدولية اللى فيها إسرائيل»؟ وأضاف النقيب ل«الشروق» أن قرار الانضمام جاء بعد خروج الاشتراكيين من مجلس النقابة، حيث إنهم كانوا من أشد المعارضين للانضمام إلى الاتحاد، «إحنا وافقنا على الانضمام للاتحاد عشان ما بقاش فيه فى المجلس اشتراكيين، وهما كانوا معارضين لأنهم لا يعرفون معنى حرية الصحافة ولا آليات تطبيقها وكانوا بيطبقوا معايير الاشتراكية فقط». واعتبر مكرم أن انضمام مصر إلى الاتحاد الدولى فى وجود إسرائيل هو نوع من أنواع القهر لإسرائيل لأن وجود مصر بجانب الدول الأفريقية والآسيوية يزيد من قوة الموقف العربى. وأكد مكرم أن وجود نقابة الصحفيين المصريين داخل أروقة الاتحاد الدولى سيمنع ما سماه ب«السمسرة على حساب مصر»، وأضاف: «بدل ما الناس فى المنظمات بتقبض باسم مصر عشان تساعد الصحافة المصرية وتقدم الدعم لفلسطين إحنا هنعمل ده بنفسنا». من جانبه تساءل عضو مجلس النقابة، جمال فهمى، عن سر إصرار النقيب على الموافقة على طلب رئيس اتحاد الصحفيين العرب، إبراهيم نافع، فى هذا التوقيت: «ما الذى تغير وجعل نافع ومكرم يوافقان على دخول الاتحاد على الرغم من أن نافع رفض الانضمام إليه عندما كان نقيبا للصحفيين لوجود إسرائيل، فماذا حدث الآن وما صفة نافع ومكرم للموافقة على قرار خاص بالمجلس بأكمله، وهما كانا من أشد المعارضين للانضمام للاتحاد»؟ وطالب عضو المجلس النقيب بتقديم معلومات تؤكد عدم وجود إسرائيل فى قيادة الاتحاد للتأكد من زوال سبب الرفض السابق للانضمام، معتبرا أن الموافقة تضع العديد من علامات الاستفهام حول إصرار مكرم ونافع، وهو الأمر الذى يثير الانتباه والقلق، على حد تعبيره. وقال فهمى إنه سيتقدم بطلب لمناقشة قرار الانضمام للاتحاد خلال اجتماع المجلس المقبل، مشيرا إلى أنه إذا كان وجود إسرائيل لا يتحكم فى قرارات الاتحاد وأنها مجرد عضو لا تأثير لها على أمور القيادة فإنه قد يفكر فى الأمر باعتبار أن وجود مصر فرصة لمحاربة إسرائيل ومساندة الشعب الفلسطينى المحاصر.