على بعد خطوات من بوابة العريش تنتشر الأعمدة الخشبية المرصوصة على مسافات قريبة، لكنها خالية من اللافتات وتنتشر على الشوارع الرئيسية فى المدينة الصغيرة، خاصة شارع الكورنيش و26 يوليو والبوسطة. أين ذهبت اللافتات؟ استيقظ مرشحو الحزب الوطنى للدورة الانتخابية الحالية لمجلس الشعب بالعريش، قبل أيام على قرار مجلس المدينة، بإزالة كل اللافتات الانتخابية التى غطت الشوارع والحوائط وأعمدة الإنارة، وفى خلال ساعات أصبحت البوابات الخشبية عارية من اللافتات.«كتر الدعاية شوه منظر البلد». فى رأى سناء جلبانة إحدى المرشحات عن الحزب الوطنى، إن هذا ما دفع مجلس المدينة لإزالة اللافتات الانتخابية. ما زالت أبواب الترشيح للمستقلين والأحزاب الأخرى مغلقة فى محافظة شمال سيناء، تقول سناء المرشحة فئات، إن حرب الدعاية الانتخابية اشتعلت مبكرا بين سيدات الوطنى المرشحات عن محافظة شمال سيناء من الدوائر المختلفة.وصل عدد السيدات المتقدمات لمقعدى حصة المرأة «الكوتة»، عن طريق الحزب الوطنى إلى 24 سيدة، تتحدث عنهن اللافتات فى شوارع العريش بالصور الشخصية والشعارات الملونة، قبل أن يعلن المجمع الانتخابى عن اختياره الأخير لسيدتين تمثلان الحزب فى الانتخابات. «كل مرشحة عملت لها أكثر من مائة يافطة» على حد قول سناء، تم توزيعها على الشوارع فى العريش «طبعا ده غير يفط الرجالة» التى تاهت بين لافتات السيدات.اختارت سناء جلبانة اللون الأخضر للافتات الدعاية الانتخابية الخاصة بها فى حين اتسم شعارها بالبساطة، على حد وصفها، «الاعلامية سناء جلبانة مرشحتكم فى 2010». المرشحة سلوى الهرش اختارت أن تضع صورتها بالزى السيناوى على برواز خشبى كبير، هو الوحيد الباقى فى أكبر ثلاثة شوارع بالعريش، لكن سناء جلبانة اختارت دعايتها الانتخابية بلا صور لأنها ترى أنها «شخصية معروفة بأعمالها الاجتماعية فى العريش لأكثر من ثلاثين عاما». بعض المرشحات وضعن اللافتات فى الأحياء السكنية التى تبتعد عن الشوارع الرئيسية، أما صور بعض المرشحات المطبوعة الملونة بأحجام صغيرة على أعمدة الإنارة والحوائط فقد طالتها يد التدمير.الشمس الحارقة فى العريش تمنع السير نهارا، وكأن أهالى المدينة هجروها، وفى الليل ينبض الشارع بالحركة ولكن لا يهتم المواطنون بوجود الدعاية الانتخابية، فهم يتفادون الأعمدة الخشبية المزروعة على الأرصفة بهدوء. أما أصحاب المحال فيستغلونها لتعليق لافتات تعلن عن بضائعهم، أو الإعلان عن افتتاح محل جديد.يقول محمد الدباس عضو المجلس المحلى بمحافظة شمال سيناء، إن السبب فى إزالة لافتات الدعاية الانتخابية «إن أصحابها لم يحصلوا على تصريح بتعليق اليفط»، لأنهم لم يرشحوا رسميا بعد من المجمع الانتخابى. ويرى أنه لا داعى لتعليق الدعاية الانتخابية «قبل الهنا بسنة»، لأنه يمكن ألا يقبل المجمع الانتخابى المرشح وتظل اللافتات فى الشارع، ومن الأفضل أن ينتظر المرشحون الفترة القانونية لتعليق اللافتات، مشيرا إلى أن أبواب الترشيح سوف تفتح أمام المستقلين والأحزاب الأخرى نهاية الشهر الحالى. بعض المرشحين الرجال اختاروا وضع صورة كبيرة على برواز خشبى، فى حين نالت واجهات العمارات التى ما زالت تحت الإنشاء جانبا من الدعاية الملونة بالأحجام الكبيرة.المرشح محمد حسنين، المرشح عن دائرة العريش، فضّل مظلة الحزب الحاكم لهذه الدورة الانتخابية، بعد أن خاض تجربة ترشيح نفسه مستقلا الدورة الماضية، واضطر للانسحاب فى اللحظات الأخيرة «علشان كانوا المستقلين كثير عن نفس الدائرة». يصل عدد المرشحين الرجال عن دائرة العريش التابعين للحزب الوطنى 11 مرشحا، وينتظر جميعهم قرار المجمع الانتخابى باختيار اثنين عن دائرة العريش للمنافسة أمام المرشحين عن الأحزاب الأخرى أو المستقلين الذين ينتظر فتح باب الترشيح لهم أواخر الشهر الحالى.