رغم أن جراحات زراعة الكلى قد حققت نجاحا باهرا فى العقد الأخير فإن محاولات العلم لم تتوقف لإضافة المزيد من النجاحات لتلك التقنية المعقدة التى تجتمع عوامل كثيرة تضمن نجاحها. أعلن فى الأسبوع الماضى أن مجموعة من علماء المملكة المتحدة العاملين فى مجال علم وظائف الأعضاء قد توصلوا لهندسة محلول به تركيز معين من عقار جديد لغسل الكلى به قبل نقلها من المتبرع للمتلقى يسهم فى نجاح العملية إلى حد بعيد فيقلل من احتمالات تفاعلات الجسم المناعية الأمر الذى يجعله يقبلها بسهولة. وقد أفاد الدكتور ستيف ساكس رئيس فريق العمل بأن غسل كلى المتبرع قبل نقلها للمتلقى بهذا المحلول يطيل عمر عملها فى جسم المتلقى إلى أكثر من 50٪ من عمرها الافتراضى فى الجسم. من أهم مشكلات زراعة الكلى هو رفض الجسم للكلى الجديدة المزروعة نتيجة لرفض الجسم استقبالها. الأمر الذى يتدخل فيه جهاز المناعة معتبرا أن الكلى المزروعة إنما هى جسم غريب يقتحم الجسم يجب مقاومته ورفض دخوله إلى جسم الإنسان. يعالج العلم تلك المشكلة بالأدوية المثبطة للمناعة التى يضطر الإنسان لتناولها لفترات طويلة الأمر الذى يجهده. المحلول الذى تم تصميمه للتغلب على تلك المشكلة هو محلول فسيولوجى يماثل تركيب الدم مضافا إليه نوع من البروتين المخلق Complement يمكنه أن يتعامل مع البروتينات التى يفرزها الجهاز المناعى بصورة تسمح بالتفاهم بينهما. نجاح هذا المحلول يعد خطوة واعدة فى طريق نسبة نجاح أعلى لجراحات الكلى وتقنين زرعها الأمر الذى يحقق أمنية غالية للعديد من مرضى الفشل الكلوى على اختلاف أسبابه.