توالت ردود الفعل بين القوى السياسية على قرار الوفد بالمشاركة فى الانتخابات المقبلة.. ونفى الدكتور سعد الكتاتنى عضو مكتب الإرشاد ورئيس الكتلة البرلمانية للجماعة أن يكون عدم إعلان الإخوان عن موقفهم حتى الآن بهدف المراوغة ومن أجل الوصول لاتفاق أو صفقة مع النظام، موضحا أن ما يعطل الإعلان عن قرار الجماعة هو صعوبة اجتماع مجلس شورى الجماعة بسبب التضييقات الأمنية. وأضاف الكتاتنى أن الجماعة تراهن على أن التزوير فى انتخابات الشعب المقبلة سيكون أقل كثيرا من انتخابات الشورى الماضية، لأنه لو حدث عكس ذلك سيكون بمثابة انتحار سياسى للنظام، مؤكدا فى الوقت ذاته أن الانتخابات المقبلة ستكون معركة ساخنة والنظام «هيعملها ألف حساب». «أرحب بهذا القرار الصادر عن ذلك الحزب العريق.. وأتمنى له التوفيق ودخول البرلمان» بهذه الكلمات عبر محمد نصرالدين علام، وزير الموارد المائية والرى، ومرشح الحزب الوطنى عن دائرة جهينة بسوهاج على مقعد الفئات، عن ترحيبه بقرار الجمعية العمومية لحزب الوفد بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال علام فى تصريح ل«الشروق»، إن هذا القرار سيسد الخانة على الجهات الأخرى غير الحزبية دون أن يذكر هويتها لذلك نهنئه بهذا القرار الإيجابى الذى سيساهم فى دفع العملية الانتخابية، والفيصل النهائى سيكون لصندوق الاقتراع. لكن علام أكد أن قرار الوفد لن يؤثر على فرص مرشحى الحزب الوطنى الذى ينتمى له، قائلا: «عندى ثقة كبيرة بالحزب الوطنى لأن جذوره ممتدة فى كل المحافظات»، لافتا إلى أن دائرته الانتخابية لا يوجد بها مرشحون سوى مرشحى الوطنى فقط. أما وزير الدولة للمجالس النيابية والشعبية، مفيد شهاب مرشح الحزب الوطنى عن دائرة محرم بك بالإسكندرية فقال إن قرار خوض الانتخابات البرلمانية هو جزء رئيسى من مهام أى حزب، وسعيه للحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد داخل البرلمان، ومن الطبيعى أن يقرر حزب الوفد وغيره من الأحزاب الشرعية المشاركة فى العملية الانتخابية. وعن تأثير مشاركة الوفد على فرص مرشحى الحزب الوطنى، أكد شهاب ل«الشروق» أن مساهمة الأحزاب الشرعية فى الانتخابات سيعطى ايجابية أكثر للعملية الانتخابية، لأن هذا ينطلق من إيمان الحزب الوطنى بالتعددية الحزبية ولا نتصور الرجوع إلى عهد الحزب الواحد مرة أخرى. ودعا شهاب إلى المنافسة من أجل خدمة الوطن والمصريين قائلاً: «الفرصة للجميع وفى ذلك فليتنافس المتنافسون» متمنيا دخول باقى الأحزاب فى المشاركة. من جهته كشف أشرف بلبع، مستشار رئيس الحزب للاتصال السياسى عن إنهائه مشروعا لإنشاء مرصد الوفد السياسى الحقوقى، وتقديمه للسيد البدوى، رئيس الوفد، ليكون بمثابة مركز لاستقبال جميع التجاوزات التى تحدث أثناء العملية الانتخابية بدءا من مرحلة الدعاية وحتى إعلان نتيجة الفائزين بمقعد مجلس الشعب. وأكد أشرف أنه حصل على الموافقة المبدئية من البدوى على مشروعه لحين دراسته بشكل نهائى، موضحا أن المركز الذى يدعو لإنشائه سيقوم أيضا بتوثيق جميع وسائل التعذيب بالصوت والصورة لعرضها على الرأى العام. وحول احتمالية تردد شائعة عقد الوفد صفقة مع النظام بعد قرار مشاركته فى الانتخابات قال سامى بلح، نائب رئيس الحزب، «إن هذا الكلام عبث وافتراء»، مبررا قوله بأن النظام لا يستطيع أن يعقد صفقة مع أكثر من 500 عضو ممن قاموا بالموافقة على مشاركة الوفد فى الانتخابات. وفسر رامى لكح، رئيس لجنة الانتخابات بالحزب، ارتفاع تيار المطالبة بمقاطعة الانتخابات بين أعضاء الجمعية العمومية بأنه رد على ما قاله صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطنى حول ضمانات نزاهة الانتخابات. وأكد لكح أن الوفد سيخوض الانتخابات «علشان يكسب»، نافيا أن تكون المشاركة فيها من أجل التطبيع مع النظام أو مساندته. وأعلن النائب المستقل الدكتور جمال زهران أنه سيشارك فى الانتخابات المقبلة بعد قرار حزب الوفد بالمشاركة مشيرا إلى أن مقاطعة الانتخابات فى ظل نظام استبدادى مثل النظام المصرى لن تجدى شيئا، وحذر زهران من أن مصر قد تشهد موجة عنف شديدة إذا أصر الحزب الوطنى على تزوير الانتخابات المقبلة. أما الإعلامية والناشطة السياسية جميلة إسماعيل وعلى الرغم من تصريحها السابق بالالتزام بقرار الجمعية الوطنية للتغيير، بمقاطعة انتخابات مجلس الشعب، فإنها كشفت عن أنها بصدد الإعلان عن موقفها من المشاركة فى الانتخابات عن مقعد الفئات بدائرة قصر النيل أو مقاطعتها فى 28 من الشهر الحالى. وقالت جميلة: «سأعلن عن موقفى فى مؤتمر صحفى بمقرى الانتخابى الجديد وسأدشن حملتى الانتخابية، فى حالة اتخاذى قرارا بالمشاركة، بجولتين ومؤتمر انتخابى مساء 30 سبتمبر المقبل». من جانبه وصف الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قرار حزب الوفد بالمشاركة فى انتخابات الشعب المقبلة بالقرار الحكيم والمتوقع لوجود تصريحات سابقة لقيادات وفدية تؤيد المشاركة، خصوصا أن الوفد قد خاض تجربة سابقة للمقاطعة عام 1990 وقد تبين أنها خاطئة. وعلق عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على قرار خوض الوفد انتخابات الشعب المقبلة بأنه لا يشكل مصدر قوة للمعارضة فى ظل عدم وجود ضمانات نزاهة الانتخابات ونظام حزبى ضعيف لا يستطيع الضغط على النظام. ورجح ربيع احتمالية وجود صفقة بين الوفد والنظام والتى قد تتمثل فى السماح للوفد بالدعاية لمرشحية وترك دوائر معينة لمرشحى الوفد، واستبعد أن تكون هناك صفقات لتزوير الأصوات مثلما يحدث مع حزب التجمع.