أصبحت مجموعة «بيل بوتينجر»، وشركات بريطانية أخرى تعمل فى مجال الدعاية والعلاقات العامة وتحسين الصورة مثل «بورتلاند» و«هيل آند نولتون» و«مارستون نيكولسون»، تشكل ما يصفه محللون فى لندن ب«قبلة» للعديد من الحكومات، خاصة فى العالم الثالث، لإبرام تعاقدات معها لتحسين صورة هذه الحكومات والأنظمة على الساحة الدولية. وتتولى هذه الشركات فى العديد من الأحيان تنظيم رحلات للصحفيين العاملين فى كبريات الصحف البريطانية لزيارة الدول المعنية، وترتيب مقابلات إعلامية لهم مع كبار مسئولى هذه الدول. ووفقا لتقرير صدر مؤخرا فى بروكسل عن مجموعة بحثية تحمل اسم «المرصد الأوروبى للشركات»، فإن التعاون المكثف بين حكومات عدة فى العالم وشركات الدعاية التى تتخذ من لندن مقرا لها يتم عادة بعيدا عن أنظار الرأى العام نظرا ل«السرية التى يتم فرضها على الاتصالات التى تدور فى هذا الصدد بين سفارات تلك الدول فى المملكة المتحدة وممثلى شركات العلاقات العامة». وأشار التقرير إلى أن العديد من الدول التى تحظى بتلك الخدمات «مسئولة بشكل مباشر أو غير مباشر عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان». وبحسب مراقبين فإن سمعة لندن المتنامية فيما يتعلق بتحسين الصور الذهنية للحكومات والأنظمة فى العالم تعود لعدة أسباب، من بينها الدور الكبير الذى تلعبه وسائل الإعلام البريطانية، خاصة صحف رصينة مثل فاينانشال تايمز وإيكونوميست، فى توجيه الرأى العالم العالمى، وذلك جنبا إلى جنب مع وسائل الإعلام التى تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها. ومن بين هذه العوامل كذلك الموقع الجغرافى المتوسط للعاصمة البريطانية فى العالم، فضلا عن الانتشار الكبير للغة الإنجليزية فى مختلف أنحاء المعمورة. ووفقا للتقديرات المتداولة بين خبراء العلاقات العامة والاتصال فى بريطانيا، فإن قيمة التعاقدات التى تبرمها مثل هذه الشركات قد تصل إلى مليونى جنيه استرلينى للعقد الواحد، ما يشير إلى حجم إسهامها الكبير فى حجم أعمال قطاع العلاقات العامة والإعلان فى البلاد، الذى يصل إلى سبعة مليارات جنيه استرلينى سنويا.. ومن بين عملاء هذه الشركات دول إفريقية، مثل رواندا والجابون وكينيا، وأخرى آسيوية مثل كازاخستان التى يرأسها نور سلطان نزارباييف إلى جانب بلدان أوروبية مثل روسيا. أما على الصعيد العربى، فتشير المصادر إلى أن السعودية تأتى فى مقدمة الدول العربية المهتمة بالخدمات التى تقدمها تلك الوكالات والمؤسسات. الحكومة المصرية تتعاقد مع أكبر وكالة علاقات عامة فى بريطانيا لتحسين صورتها فى العالم