احذر الحبس 10 سنوات.. عقوبة تزوير المستندات للحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة لذوي الإعاقة    توجيهات هامة من وزير المالية ل العاملين بالجمارك بشأن الحجاج    خدمات جديدة من الإسكان لمواطني هذه المحافظة.. اعرف التفاصيل    أسعار السمك في سوق العبور اليوم الثلاثاء 18-6-2024.. البلطي ب30 جنيها    إعلام فلسطيني: قصف مدفعي وغارات إسرائيلي على مناطق جنوب وغربي مدينة رفح    ترتيب هدافي الدوري المصري قبل مباريات اليوم الثلاثاء 18- 6- 2024    موعد مواجهة مانشستر يونايتد وفولهام في الجولة الأولى من الدوري الإنجليزي 2024-25    رد فعل مفاجئ من زوجة زيزو ضد حكم مباراة الزمالك والمصري    كفر الشيخ: تحرير 8 محاضر لمخالفات تموينية بدسوق    إصابة 4 أشخاص إثر تصادم سيارتين أعلى طريق إسكندرية الصحراوي    الإسكندرية.. نسبة إشغال الشواطئ تعدت 75% في ثالث أيام عيد الأضحى    روائع الثمانينيات والتسعينيات تزين احتفالات قصور الثقافة بعيد الأضحى    في ثاني أيام العيد..ولاد رزق 3 يحقق إيرادات ب رقم قياسي    طريقة عمل اللحمة المشوية على الفحم.. اعرف أسرار المطاعم    في ذكرى رحيله ال18| الأب "متى المسكين" رمز الكنيسة القبطية.. عاش حياة الرهبنة كما يجب أن تكون    في ثالث أيام عيد الأضحى.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 18 يونيو 2024    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الثلاثاء 18 يونيو 2024 ثالث أيام عيد الأضحى    الحرس القديم سلاح البرتغال في يورو 2024    مواعيد مباريات الثلاثاء 18 يونيو - الأهلي ضد الاتحاد.. والظهور الأول ل رونالدو في اليورو    التنظيم والإدارة يعتمد 8 مراكز تدريبية خلال مايو الماضي    قيادي بحماس: المقاومة الفلسطينية فككت مجلس الحرب الإسرائيلي    شيخ الأزهر يهنئ خادم الحرمين وولي العهد السعودي بنجاح موسم الحج    "الشئون الدينية" ترفع جاهزيتها لاستقبال الحجاج المتعجلين لأداء طواف الوداع    بعثة الحج السياحي: إعادة 142 حاجًا تائهًا منذ بداية موسم الحج.. وحالة مفقودة    إسرائيل تبلغ الولايات المتحدة بقرب إنهاء العمليات العسكرية في رفح الفلسطينية    بكين: فقدان 4 أشخاص جراء الفيضانات الجبلية في منطقة شينجيانج بشمال غربي الصين    مفتي الجمهورية: نثمن جهود السعودية لتيسير مناسك الحج على ضيوف الرحمن (صور)    دار الإفتاء: الأضحية سنة مؤكدة وترك مخلفات الذبح في الشوارع حرام شرعًا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 18-6-2024    دعاء الأرق وعدم النوم.. لا إله إلّا الله الحليم الكريم    دعاء الانتهاء من الحج.. صيغ مختلفة للتضرع عند اكتمال المناسك    «المهايأة».. كيف تتحول شقة الميراث إلى ملكية خاصة دون قسمة؟    الرئيس الأمريكي يرحب بدعم حلفاء الناتو لأوكرانيا    الصحة: تنفيذ 454 زيارة مفاجئة للمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية ب23 محافظة خلال عيد الأضحى    «الصحة»: فحص 13.6 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي    «هيئة الدواء» تسحب مستحضرا شهيرا من الصيدليات.. «غير مطابق للمواصفات»    سعر كيلو اللحمة في منافذ التموين اليوم الثلاثاء 18-6-2024    بوتين: أمريكا تريد فرض نظام دكتاتوري استعماري جديد على العالم    17 شهيدا إثر غارات الاحتلال على وسط وجنوبى قطاع غزة منذ فجر اليوم    "سويلم" يوجه باتخاذ الإجراءات اللازمة للاطمئنان على حالة الري خلال عيد الأضحى    أخبار الأهلي : الزمالك يتلقي صدمة جديدة بعد التهديد بعدم مواجهة الأهلي    أسعار عملات دول البريكس اليوم الثلاثاء 18-6-2024في البنوك    مشاهير القراء، الخريطة الكاملة للتلاوات بإذاعة القرآن الكريم اليوم    أزمة قلبية أم الورم الأصفر، طبيب يكشف سبب وفاة الطيار المصري على متن الرحلة    بينهم مصريون، مصرع 11 وفقدان أكثر من 60 في غرق قاربي مهاجرين قبالة سواحل إيطاليا    إيهاب فهمي: بحب أفطر رقاق وفتة بعد صلاة العيد وذبح الأضحية    مصرع شخص إثر وقوع حادث تصادم بالدقهلية    عبدالحليم قنديل: طرحت فكرة البرلمان البديل وكتبت بيان الدعوة ل25 يناير    ضحايا الحر.. غرق شخصين في مياه النيل بمنشأة القناطر    إسعاد يونس: عادل إمام أسطورة خاطب المواطن الكادح.. وأفلامه مميزة    افتتاح وحدة علاج جلطات ونزيف المخ بمستشفيات جامعة عين شمس.. 25 يونيو    محمود فوزي السيد: عادل إمام يقدر قيمة الموسيقى التصويرية في أفلامه (فيديو)    «حضر اغتيال السادات».. إسماعيل فرغلي يكشف تفاصيل جديدة عن حياته الخاصة    البطريرك يزور كاتدرائية السيّدة العذراء في مدينة ستراسبورغ – فرنسا    ملخص وأهداف جميع مباريات الاثنين في يورو 2024    بعد الفوز على الزمالك| لاعبو المصري راحة    ثبات سعر طن الحديد وارتفاع الأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 18 يونيو 2024    مشروع الضبعة.. تفاصيل لقاء وزير التعليم العالي بنائب مدير مؤسسة "الروس آتوم" في التكنولوجيا النووية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى الأردن والسعودية وباكستان.. رواد الأعمال يحولون دفة الاقتصاد

تدور قصة عالم رجال الأعمال فى القرن العشرين حول أفراد استطاعوا تحقيق رأس مال متقدم فى بضع أسواق متطورة، وأوجدوا اقتصادات هائلة كبيرة الحجم. وهذه هى الوسيلة التى عرفت بواسطتها شركات إيه تى آند تى، وهوم ديبوت، ومايكروسوفت طريقها بسرعة إلى قائمة أغنى 500 شركة (فورتشن 500). غير أن قصة مختلفة للغاية ظهرت فى القرن الحادى والعشرين.
فاليوم يستطيع رواد الأعمال فى أى مكان إيجاد ثروة عن طريق رأسمال صغير نسبيا، فقد سقطت الحواجز أمام دخول كل الصناعات تقريبا، لتتيح فرصا واسعة أمام الشركات الصغيرة. وتتضح هذه التطوارت بشكل خاص فى الأسواق الناشئة، حيث نرى دلائل على أن الاقتصاد القائم على المشروعات الصغيرة يتأهب للازدهار.
وقد أمضينا العامين الماضيين فى دراسة المشروعات فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وجنوب آسيا، ووجدنا أن المئات من المشروعات ذات المستوى العالمى مهيأة لتحقيق نمو كبير هناك. وتبين أن معظم التوقعات بشأن المشروعات فى العالم النامى تقول بأن منظمى الأعمال القادرين على تحقيق النمو الكبير إما غير موجودين أو أنهم أصحاب مشروعات صغيرة كانت خاطئة.
وتظهر على السطح مشروعات ذات إمكانات عالية فى الأماكن التى لا يوجد من يبحث عنها فى بيروت بدلا من بوسطن، وفى كيب تاون بدلا من وادى السليكون بين أناس كانوا تاريخيا خارج بنية النفوذ الاقتصادى.
والمدهش أن العديد من هذه الشركات لاتوجد فى الأسواق السريعة النمو التى يشهدها العالم اليوم، مثل الهند أو البرازيل، بل فى أماكن مثل الأردن والسعودية وأفريقيا، التى توجه اقتصاداتها سياسة الحكومة من أعلى إلى أسفل، والمجموعات الاستثمارية الكبيرة، والمؤسسات المتعددة الجنسيات، بل حتى النخب الاجتماعية مثل الأسر المالكة المحلية.
وحتى وقت قريب نسبيا، كان يُعتقد أن مثل هذه المناطق تعانى نقصا حادا فى منظمى الأعمال الذين يستطيعون إقامة الشركات، وتولد المشروعات التى أوضحناها فى بحثنا وظائف وثروات أكبر كثيرا مما تفعله المشروعات الصغيرة التقليدية، وهى غالبا ما توجد مجالات جديدة أو تفتح أسواقا جديدة.
وهى تشمل شركات مثل شركة بيت. كوم الإماراتية، موقع البحث عن الوظائف المهم فى الشرق الأوسط، الذى يجتذب 4.5 مليون باحث عن وظيفة، وشركة أرامكس فى الأردن، وفيديكس فى منطقة الشرق الأوسط التى حققت نجاحها عبر القيام بدور نقل البضائع إلى مناطق تتجنبها شركات التوزيع العالمية، وشركة إيربلو الباكستانية، أول شركة طيران فى العالم تستغنى عن التعاملات عبر الأوراق، والتى سرعان ما استحوذت على حصة 30% من السوق المحلية الباكستانية؛ وشركة «ميتنج بوينت» التى أنشأتها كريستين صفير، التى افتتحت وهى فى سن الثانية والعشرين أول متجر «دانكن دونتس» فى بيروت، وبعد عشر سنوات أصبحت تدير 30 متجرا، صارت بخلاف أى متجر دانكن دونتس أماكن راقية مهمة للمهنيين الشباب.
وتنمو هذه المشروعات بمعدلات هائلة، كما تقدم مجموعات جديدة على نحو مثير فى سوق المنتجات.وكمثال على ذلك شركة «رمان» أول شركة للنشر وتنظيم الأنشطة تركز على سوق الشباب السعودى الكبير. وهى تعمل بفريق من خريجى الجامعات، واستطاعت تحقيق نجاح كبير.
تحتاج الدول التى ترغب فى اللعب فى الاقتصاد العالمى إلى شركات كهذه التى تبنى وتعيد تعريف الصناعات التى تلبى الطلب المحلى وتولد دخل التصدير ناهيك عن خلق فرص العمل للشباب الذين يتزايد عددهم بسرعة. وبالنسبة للشركات متعددة الجنسيات، هذه المشروعات يمكن أن تكون سبيلا للوصول إلى الأفكار الجديدة، والعملاء والموردين الجدد، والمواهب الجديدة فى الأسواق الناشئة. والبحث عن تلك الأسواق والاستثمار فيها قد يكون مفتاحا إلى تجديد طاقة الاقتصاد العالى.
الشركات الصغيرة توجد فرص عمل
ويحتاج العالم بصفة عامة إلى زيادة سرعة النمو وخلق قيمة مضافة، وطبقا لما ذكرته مصادر بالبنك الدولى، لابد للشرق الأوسط من إيجاد 80 مليون فرصة عمل بحلول عام 2020 لمجرد استيعاب الوافدين الجدد إلى سوق العمل دون خفض مستويات المعيشة. وهذه القضية أخطر فى أجزاء من أفريقيا وآسيا، حيث توجد ضرورة إلى إيجاد فرص العمل لإخراج الملايين من الفقر الشديد، لكن المسألة هى كيفية إحداث ذلك.
غالبا ما تركز كل برامج التنمية الاقتصادية وتنظيم الأعمال الحكومية على مجموعة كبيرة من الشركات متوسطة الحجم، لكن الجهود الكبيرة التى تقوم بها برامج التنمية يمكن أن يُساء توجيهها. ففى عام 2009 انتهت شركة «المراقب العالمى لتنظيم الأعمال» GEM، التى تهتم ب54 بلدا من الأسواق الناشئة والمتقدمة، إلى أن 14% فقط من كل المشروعات الجديدة متوقع أن توجد 20 فرصة عمل أو أكثر.
البحث عن محركى السوق
بدعوة من الهيئة العامة للاستثمار السعودية، بدأنا أبحاثنا فى المملكة العربية السعودية. إذ يُقال إن هذا البلد يعتبر أحد الأسواق غير المُحبذة لرواد الأعمال؛ فاقتصاده تغلب عليه صناعة النفط التى تسيطر عليها الدولة والأعمال التجارية الضخمة التى تديرها العائلات. وهو بحاجة ملحة إلى التنويع. وعندما بدأنا، كانت الهيئة العامة للاستثمار السعودية وشركاؤنا الآخرون (مؤسسة الوطن الإخبارية، والبنك التجارى الوطنى، وسراج كابيتال، وسكون العالمية) يعانون البحث عن عدد من رواد الأعمال.
ولكن بعد تسعة أشهر أعلنا قائمة تحت اسم «المائة شركة سعودية السريعة النمو»، تضم الشركات التى تنمو بسرعة، التى قدمت بيانات مدققة لتوثيق أدائها وكانت تلبى المعايير المطلوبة، مثل Inc500 التى يعتبرها كثيرون المعيار الذهبى لرواد الأعمال.
وبدون الاستفادة من دعم الحكومة أو اهتمام الإعلام، وصل نمو هذه الشركات إلى 40% سنويا فى المتوسط لمدة ثلاث سنوات أو أكثر 10 أضعاف معدل نمو القطاع الخاص الوطنى حيث خلقت مجتمعة 30 ألف فرصة عمل. وقد كانت تمثل مجموعة عريضة من الصناعات، من بينها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإعلام والعلاقات العامة والرعاية الصحية والتعليم. لكن الجميع تقريبا فى هذا البلد افترضوا أن رواد الأعمال التنافسيين هؤلاء لا وجود لهم.
ومؤخرا، عندما جمعنا قوائم الشركات السريعة النمو فى اليابان والأردن، وجدنا قاعدة مشابهة لرواد الأعمال التنافسيين. وبناء على أبحاثنا الأولية الخاصة ب Arabia500، نتوقع أن نجد شركات ذات معدلات نمو مشابهة فى أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وإلى وقتنا هذا، مازالت الأسواق الناشئة تعتبر مصدرا جديدا للربح بالنسبة للشركات الغربية الكبرى، أو موطنا للشركات الكبرى الناشئة فى مجالات التمويل والتشييد والصناعات الاستخراجية. ونتيجة لما رأيناه، وجدنا أن علينا تغيير الطريقة التى ننظر بها إلى الإمكانات المتاحة لدى الأسواق الناشئة. وفى واقع الأمر، فإن مؤسسى الشركات الذين قابلناهم هنا لديهم المهارة والقدرات الراقية نفسها الموجودة لدى أقرانهم الغربيين ويطرح البعض أن إمكانياتهم أكبر من تلك المتاحة لدى الغربيين.
الحامض النووى لرواد الأعمال
عادة يكون من المستحيل تمييز هوية رواد الأعمال، سواء جاءوا من السعودية أو من أفريقيا أو من الولايات المتحدة، فإذا تأملنا مؤهلات رجال الأعمال من البلدان الثلاث، فسوف نجد أنهم يتشابهون فى الخلفيات التعليمية والمهنية. ذلك أن لديهم شهادات جامعات، كما أن الكثير منهم حصل على الماجستير.
ولدى معظم هؤلاء خبرة عملية تصل إلى أربعة أو خمسة أعوام فى شركات كبرى مثل بيبسى أو بروكتر آند جامبل أو تويوتا أو إتش إس بى سى. ويبلغ متوسط العمر الذى يبدأ هؤلاء فيه مشروعهم الخاص 33 عاما فى الثلاثة بلدان. ويميل منظمو الأعمال من البلدان الثلاثة إلى تأسيس شركات فى مجالات الصناعات الجديدة، ويكون لديهم طموحات متشابهة وطريقة متقاربة فى التفكير، ومعظمهم يمولون أنفسهم بأنفسهم فى البداية.
انظروا إلى حالة أسامة ناتو، الذى كان يعمل فى السابق مديرا فى بروكتر آند جامبل. عندما كان فى عمر الثانية والثلاثين، أسس شركة استشارات فى جدة تضم خبراء فى الاستشارات يمتدون من بلدان مثل كازاخستان إلى المغرب. وكى يجمع السيولة اللازمة لتسيير عمليات الشركة، باع ناتو الفيللا التى كان يعيش فيها، وانتقل مع أسرته إلى شقة وهو ما يفعله الكثير من مؤسسى الشركات. ومنذ ذلك الحين، نمت شركته بمقدار 280% سنويا، وبلغت إيراداته 3 ملايين دولار فى السنة.
عدم التعثر فى وقت الأزمة
من النتائج التى مثلت مفاجأة بالنسبة إلينا أداء شركات رواد الأعمال فى 2009، فبالرغم من انكماش الاقتصاد العالمى فى ذلك العام بمقدار 2%، فإن معظم الشركات التى فحصناها والعاملة فى مناطق مثل الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا استطاعت تحقيق نمو سريع فى ذلك العام. فقد تراوح معدل النمو فى معظم هذه الشركات ما بين 20 و50%، وهو ما يفوق المعدل الذى حققوه فى الأعوام السابقة على الأزمة العالمية.
يعنى ذلك أن الرواد فى بلدان الأسواق الناشئة لديهم نماذج أعمال قوية، حيث لا تجعل شركاتهم من نفسها رهنا لتقلبات الاقتصاد العالمى. وفى واقع الأمر، ربما تكون هذه الشركات مصممة كى تستطيع البقاء فى ظل اقتصاد لا يتوافر فيه التمويل الضخم. ويمكن لهذه الشركات أن تحول القدرة على العمل فى ظل تحديات الأسواق الناشئة إلى ميزة تنافسية نسبية.
انظر إلى شركة «قنوات» المتخصصة فى الاتصالات. فقد وصلت إيرادات الشركة إلى مليار دولار فى السنوات الأربع الأولى، وهو ما يرجع إلى نجاح الشركة فى الوصول إلى المناطق الريفية فى السعودية، والتى أهملتها الشركات الرائدة فى تلك الصناعة. وفى هذه الخبرة المتميزة التى كونتها قنوات، أصبح بإمكانها الانتقال إلى أسواق إفريقيا ودول الشرق الأوسط الأخرى.
التوسع العالمى لرواد الأعمال
عندما ننظر إلى بلدان العالم وشركاته المختلفة، نجد ثلاثة توجهات تعزز من النمو السريع للمشاريع التى تُقام فى بلدان الأسواق الناشئة، أولها هجرة المواهب، فقد أصبحت المواهب فيما يتعلق برواد الأعمال موزعة على مختلف مناطق العالم، لأن رواد الأعمال الأذكى والأفضل أصبحوا يتركون الغرب ويتجهون عائدين إلى بلدانهم الأصلية، من أجل تأسيس شركات. وقد اكتسب هؤلاء الرواد مهارات السوق الأساسية بينما كانوا يدرسون ويعملون فى الولايات المتحدة أو أوروبا.
ويعتبر أمجد عريان نموذجا مثاليا. فقد كان فى السابق يعمل مديرا فى صيدلية تبيع منتجاتها على الإنترنت فى الولايات المتحدة، قبل أن يعود إلى الأردن لافتتاح فارماسى 1، أول سلسلة صيدليات فى الأردن، والتى أصبح لها الآن 40 فرعا عبر بلدان الشرق الأوسط.
وفى ظل تحسن الأوضاع السياسية والاقتصادية فى بلدان الأسواق الناشئة، وفى ظل نجاح المزيد من الرواد من أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا فى تأسيس شركات ناجحة فى بلادهم، يمكننا أن نتوقع طفرة فى عدد رواد الأعمال فى تلك البلدان، كما حدث فى السابق مع الصين والهند. وتشير المسوح التى تجرى فى بلدان الأسواق الناشئة إلى أن 25% من الشباب هناك يرغبون فى أن يصبحوا رواد أعمال.
وعادة ما كانت ندرة البنوك ورأس المال وشركات الاستثمار الخاص المباشر فى بلدان الأسواق الناشئة بمثابة عقبات كبرى تواجه الشركات فى تلك البلدان. لكن من بين الشركات التى اتضح أنها تشهد نموا سريعا، اتضح أن متوسط رأس المال المطلوب استثماره فى السنة الأولى يبلغ 200 ألف دولار، وهو مبلغ لا يجد رواد الأعمال صعوبة فى جمعه.
توفير وظائف تطور قدرات الأفراد
إن رواد الأعمال ذوى القدرات العالية الذين قابلناهم فى بحثنا لا يقومون فقط بتأسيس شركات تتوسع بسرعة، من 20 إلى 200 موظف أو من 200 إلى 2000 موظف. بل إنهم يخلقون وظائف تطور قدرات الناس، وينشئون بيئة عمل تحفز العاملين، ويستثمرون الكثير فى تدريب العاملين، ويقدمون العديد من المزايا للعاملين، ابتداء من الرعاية الصحية، وانتهاء بالمشاركة فى الأرباح.
وتقوم الشركات التى يؤسسونها بالبحث بصورة مستمرة من أجل ملء المناصب القيادية الشاغرة، وغالبا ما يقومون باختيار عاملين من داخل الشركة لهذه المناصب، حتى يقللوا من الوقت والتكلفة اللازمين للتدريب من ناحية، وكى يحافظوا على ثقافة المؤسسة من ناحية أخرى.
وأحد الأمثلة على ذلك شركة سيكيو ترونيك السعودية، وهى شركة أمن تعتمد على استخدام التكنولوجيا المرتفعة المستوى. وقد حققت الشركة معدل نمو مذهلا بلغ 2500% فى خمس سنوات. ويقول الشريك المؤسس إيهاب السمنودى إن لدى الشركة هيكلا إداريا أفقيا، «فلا يوجد رئيس، فقط هناك 200 من رواد الأعمال يعملون جنبا إلى جنب».
ويضيف الشريك المؤسس الآخر جواد على: «يؤدى ذلك إلى خلق الطاقة التى تفيد الشركة بأسرها، وكذلك العملاء وحملة الأسهم. ويوجد خلف كل قائد فى سيكيو ترونيك العديد من القادة الصغار المدربين جيدا. وهذه هى الطريقة الوحيدة كى ننمو بسرعة كبيرة للغاية.»
وتمثل مشاريع رواد الأعمال هذه حاضنات جيدة لرواد الأعمال الجدد، فقد اتضح من خلال البحث الذى قمنا به أن ثلث الشركات التى فحصناها فى دول الأسواق الناشئة ساعدت العاملين لديها على إنشاء شركات جديدة خاصة بهم. فعلى سبيل المثال، ساعدت شركة وورلد أوف لايت آند إليكتريسيتى اللبنانية عشرة من العاملين لديها فى إنشاء مشروعاتهم الخاصة.
لقد حان الوقت لإعادة تعريف العلاقة بين تنظيم الأعمال وبين العالم النامى. فلا يرجع السبب فى تأخر العالم النامى إلى افتقاره إلى منظمى الأعمال من ذوى القدرات العالمية، بل إلى افتقاره إلى الوعى بأهمية هؤلاء، وهو ما يؤدى إلى تقويض النمو.
ويقترح البحث الذى قمنا به أنه فى كل منطقة فى العالم النامى، يوجد مجتمع خفى يضم رواد الأعمال ذوى الإمكانات الكبيرة. ونقدر أننا بعد أن نحدد الشركات الخمسمائة فى إفريقيا والخمسمائة فى المنطقة العربية والخمسمائة فى آسيا والخمسمائة فى أوراسيا والخمسمائة فى أمريكيا اللاتينية، وبعد أن تحصل هذه الشركات على اعتراف من العالم، فإنها سوف تستطيع خلق مليون وظيفة فى خمس سنوات.
لكن هذه ليست سوى الخطوة الأولى، لأن هذه الشركات سوف تكون قادرة على لعب دور القاطرة، بحيث تمهد الطريق أمام صناعات جديدة وتلهم الآلاف من رواد الأعمال الجدد، مما يؤدى إلى توسع السوق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.