يحتاج النجاح العالمي الي ما هو اكثر من الحظ، ففي عام 2006 كانت الشركات تتحرك علي ارض مليئة بالمخاطر حيث كانت اسعار المواد الخام تتزايد بشدة ويحدث الهبوط في سوق الاسكان الامريكي وتنتشر الفوضي في العراق مهددة بالتمزق والتباطؤ الاقتصادي.. ورغم هذه الاخطار فقد تسارع النمو الاقتصادي العالمي بنسبة معقولة للعام الخامس علي التوالي. وتقول مجلة "فورتشن" انه في مثل هذا المناخ العاصف يحتاج النجاح الي ارادة تنفيذية متماسكة، وقيادة مستقرة وابداع لا يخاف وهي ميزات حظيت بها شركات قائمة "فورتشن" العاشرة هذا العام للشركات النجوم او الشركات العالمية الاكثر اثارة للاعجاب.. وقد اشترك في المسح الذي اجري من اجل ترتيب هذه القائمة 1506 رؤساء تنفيذيين ينتمون الي 26 بلدا وجاءت شركة جنرال اليكتريك الامريكية العملاقة في المركز الاول للمرة السابعة اما المركز الثاني فقد احتلته شركة تويوتا اليابانية التي تعد اعلي الشركات غير الامريكية في الترتيب العام للقائمة. والامر المدهش ان القائمة قد خلت هذا العام من اية شركة سيارات عدا شركتين فقط هما (BMW) التي تقدمت من المركز ال13 لتحتل المركز التاسع ضمن العشرة الاوائل.. واختفت من القائمة شركات ديترويت الثلاث الكبري وهي جنرال موتورز وفورد وكرايزلر التي تخفض انتاجها وتغلق كثيرا من مصانعها دون ان تتمكن حتي الان من السيطرة علي ما تعانيه من مشاكل، اما شركة السيارات الاخري التي جاءت بالقائمة فهي هوندا التي تقدمت من المركز ال31 لتحتل المركز ال23 في القائمة الجديدة وهي بالمناسبة شركة يابانية ايضا. وفي صناعة الكمبيوتر واصلت شركة ابل الصعود من المركز التاسع في العام الماضي لتحتل المركز الخامس هذا العام متفوقة بذلك علي مايكروسوفت التي تأخرت خطوتين لتأتي في المركز الثامن، اما شركة ديل التي كانت تحتل المركز الثالث في قائمة 2005 وتراجعت الي المركز السابع في قائمة 2006 فقد واصلت تراجعها هذا العام متقهقرة 20 خطوة لتحتل المركز السابع والعشرين نتيجة لتباطؤ مبيعاتها وخضوعها لتحقيق من لجنة مراقبة البورصة. وقد دخلت الي نادي العشرة الكبار هذا العام شركتان هما (BMW) قادمة كما قلنا من المركز الثالث عشر وبيبسي كولا قادمة من المركز السادس عشر لتحتل المركز العاشر وكلتاهما من الشركات المستوفية لشروط النجاح والنجومية، ويقول نوربيرت رايذوفير رئيس مجلس ادارة (BMW) ان النجاح يستند الي جملة حقائق اهمها الاستراتيجية الثابتة والمنتجات الجذابة والقبول في السوق وهذه اشياء لا تتحقق بين يوم وليلة وانما هي ثمرة لجهود مستمرة ودءوب.. وقد حصلت (BMW) علي اعلي الدرجات من قادة صناعة السيارات في مجالات الجودة والابتكار وحسن الادارة والشفافية المالية. ومن الملاحظات المهمة هنا ان ال50 شركة الاولي في قائمة الشركات العالمية النجوم هذا العام ليس من بينها سوي 15 شركة فقط توجد مقارها الرئيسية خارج الولاياتالمتحدة وهو رقم يقل عن قائمة العام الماضي بثلاث شركات، ومن الملاحظات المهمة ايضا ان الشركات الصينية علي الرغم مما تحققه من نمو سريع لاتزال غائبة تماما عن القائمة. وفي صناعات لاتزال تسيطر عليها الشركات الامريكية مثل تجارة التجزئة اظهرت القائمة وجود تغييرات وتحديات، فسلسلة متاجر تارجت رغم افتقارها الي الوجود العالمي احتلت المركز رقم 12 متقدمة بذلك علي وول مارت الامريكي الذي جاء تاليا لها مباشرة في المركز ال13 بعد ان تقهقرا عن المركز العاشر الذي كان يحتله في العام الماضي، اي ان وول مارت لم يعد هو اكثر المتاجر العالمية اثارة للاعجاب وانتزعت منها تارجت هذا اللقب.. وفي تفسير سر نجاحه يقول بوب اولريتش رئيس تارجت انهم ملتزمون بابهاج زبائنهم واراحة العاملين في اماكن العمل والاستثمار من اجل تحسين نوعية الحياة في المجتمعات التي يوجدون فيها.. والمدهش ان وول مارت كان يحتل المركز الاول في القائمة عام 2004 اي منذ ثلاث سنوات فقط ولكنه تراجع بهذه الصورة المزرية تحت وطأة القضايا العمالية المرفوعة ضده وخروجه المشين من اسواق المانيا وكوريا الجنوبية.. وهناك منافس آخر صاعد لمتاجر وول مارت هي متاجر تيسكو البريطانية التي تحتل المركز الثلاثين هذا العام متقدمة من المركز ال43 في قائمة العام الماضي ومعروف ان متاجر تيسكو تسعي جاهدة للانتشار في السوق الامريكي ولها هناك حتي الان 13 فرعا آخذة في الزيادة السريعة. ومن بين اشهر الشركات المتراجعة في الترتيب ضمن قائمة هذا العام شركة هوم ديبوت للعقارات وذلك بسبب مشاكل سوق الاسكان الامريكي وقد تراجعت هوم ديبوت من المركز ال15 في قائمة العام الماضي لتحتل المركز رقم 39 في قائمة هذا العام، وكذلك شركة سوني اليابانية التي تراجعت للعام الثاني علي التوالي في الترتيب لتحتل المركز رقم 41 متراجعة 24 خطوة في العامين معا و7 خطوات في العام الاخير وحده.. وفي المقابل فقد كانت هناك شركات صعدت صعودا قويا مثل شركة بوينج التي كانت قد خرجت من القائمة كليا في عام 2004 بعد اهتزاز قيادتها وما تم اكتشافه فيها من فضائح وقد ادي هذا الي تراجعها في المنافسة امام الايرباص الاوروبية ولكن بوينج تحت قيادة جيمس مكيزي استعادت توازنها وعادت الي القائمة من جديد محتلة المركز رقم 19 ومن الشركات العائدة الي القائمة هذا العام ايضا شركة موتورولا في المركز ال42 وشركة هيوليت باكارد في المركز ال43 وشركة التأمين نورث ويسترن موتيوال في المركز ال44 وشركة زيروكس في المركز ال49 وكلها كما نعرف شركات امريكية.