انطلقت اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025 فعاليات القمة الدولية للسلام في مدينة شرم الشيخ، حيث يجتمع قادة أكثر من 27 دولة تحت رئاسة مشتركة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتهدف القمة إلى دفع خطة وقف الحرب في غزة، مع التركيز على تبادل الأسرى وتعزيز الاستقرار الإقليمي. القائمة الرسمية للضيوف تضم رؤساء دول وملوكًا وأمراء ورؤساء وزراء ووزراء، بالإضافة إلى مسؤولين في كيانات دولية وإقليمية، إلا أن اسمًا واحدًا برز بشكل لافت خارج إطار السياسة التقليدية، وهو جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا». حضور إنفانتينو يثير تساؤلات حول كيفية دمج الرياضة في العملية السياسية، وأكدت مصادر أن حضوره يعكس تقاطعًا عميقًا بين عالم الرياضة والدبلوماسية، خاصة في ظل علاقته الوثيقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورغم أن إنفانتينو شخصية رياضية، فإن مراقبين يربطون مشاركته بالجهود الأمريكية لتعزيز السلام في الشرق الأوسط، مستفيدًا من نفوذه كرئيس لأكبر منظمة رياضية عالمية. علاقة إنفانتينو بترامب تعود إلى سنوات، وبدأت تتعزز منذ انتخاب إنفانتينو رئيسًا ل«فيفا» عام 2016، حيث سعى إلى ترميم العلاقات مع الولاياتالمتحدة بعد فضيحة الفساد الكبرى في عهد جوزيف بلاتر، التي كشفها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي وأدت إلى سجن مسؤولين واستقالة بلاتر نفسه، ومنذ ذلك الحين أصبحت الولاياتالمتحدة شريكًا استراتيجيًا ل«فيفا»، خاصة بعد فوزها بحق استضافة كأس العالم 2026 بالشراكة مع كندا والمكسيك. كان ترامب، خلال ولايته الأولى، داعمًا قوياً لهذا الملف، حيث هدد الدول التي لن تصوت للملف الأمريكي بعقوبات سياسية واقتصادية، وبعد الفوز، زار إنفانتينو البيت الأبيض وأهدى ترامب قميصاً برقم «26»، رمزاً للنسخة ال26 من كأس العالم، إلى جانب بطاقتي تحكيم حمراء وصفراء، في مشهد أصبح رمزاً للعلاقة بين الرجلين. ووصف ترامب إنفانتينو ب«الصديق العزيز»، مستخدماً كلمات مثل «عظيم» و«أعظم»، كعادته في الإشادة بمن يعجبه. مع عودة ترامب إلى الرئاسة في يناير 2025، تعززت هذه الصداقة أكثر، كان إنفانتينو من أوائل المهنئين بفوز ترامب، حيث أصدر «فيفا» بياناً رسمياً يشكر الرئيس الأمريكي على دعمه لكرة القدم. ونشر إنفانتينو صوراً على حسابه في «إنستجرام» تجمعه بترامب، مع تعليقات تؤكد «الصداقة العظيمة» بينهما، وفي يوم التنصيب، حضر إنفانتينو الحفل، وتناول العشاء مع ترامب، بل شارك في لعب الجولف، كما رصدت الصحف الأمريكية. وفي لقاء آخر في البيت الأبيض، التقى إنفانتينو بترامب برفقة لاعبي يوفنتوس، مشيداً بدعم الإدارة الأمريكية لبطولة كأس العالم للأندية، التي تستضيفها الولاياتالمتحدة. وأثارت هذه العلاقة جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية والسياسية، حيث يرى البعض أنها تجاوزت حدود الرياضة المحايدة، فعلى سبيل المثال، خلال زيارة ترامب إلى قطر والسعودية، شوهد إنفانتينو إلى جانبه مراراً، ما دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» إلى الاحتجاج على غياب رئيس «فيفا» عن اجتماع مهم في باراجواي. وفي قطر، أكد ترامب أهمية كأس العالم 2026، بينما صمت إنفانتينو عن تصريحات ترامب حول دعوة روسيا للبطولة رغم حظرها بسبب غزو أوكرانيا حرصاً على الحفاظ على العلاقة. ويقول مراقبون إن سر هذه العلاقة يكمن في المصالح المتبادلة، حيث يرى ترامب في كأس العالم 2026 منصة سياسية داخلية لتعزيز شعبيته، خاصة مع إعلانه عن إجراء سحب القرعة في واشنطن. أما إنفانتينو، فيسعى لضمان نجاح البطولة دون عراقيل من الإدارة الأمريكية، مثل قضايا التأشيرات والهجرة، وفي تصريح سابق في منتدى دافوس عام 2020، وصف إنفانتينو ترامب بأنه رجل رياضي منافس يريد الفوز دائمًا. وكان الدكتور ياسر أيوب، في مقال سابق في «المصري اليوم»، أكد أن علاقة إنفانتينو بترامب قديمة منذ 2017، وليست مجرد مصالح، بل صداقة تقوم على السياسة والرياضة، وأضاف أن العالم اعتاد متابعة الانتخابات الأمريكية، ولم يكن مستغربًا أن يكون إنفانتينو أسعد المهنئين بعودة ترامب.