فى رمضان، على العموم، يوضع كرسى صينية الطعام، قبيل المغرب، فى غرفة الاستقبال بمنازل الطبقتين العليا والوسطى. ويوضع فوقه صينية فيها صحاف عديدة تحوى أصنافا مختلفة من الفاكهة المجففة (تسمى نقلا) مثل البندق (المقلى على العموم)، والزبيب، والجوز واللوز بقشرهما، والبلح والتين المجففين، والبندق المسكر، إلخ، والكعك. ويوضع معها أيضا عدة (قلل) من الماء المحلى بالسكر ومعها عادة كوب أو كوبان زيادة على عدد الزائرين الحاضرين، ليشترك فى الشرب كل من يقدم على غير انتظار. وكثيرا ما تضاف قطعة من الجبن الطازج وبعض الخبز. وتجهز الشيشة أيضا. ويشرب رب الدار ومن يكون معه من أسرته أو من أصدقائه كوبا من الشراب يكون غالبا من التمر المنقوع فى الماء أو اللبن بعد أذان المغرب مباشرة، وهو يتلو الغروب بأربع دقائق، ثم يقيمون الصلاة عادة. وبعد ذلك يتناولون بعض النقل، ويدخنون الشيشة، وبعد هذا الأكل الخفيف، يجلسون لتناول طعام وافر من اللحم وغيره، ويسمونه (فطورا). وبعد الفراغ من الطعام وشرب القهوة وتدخين الشيشة، يقيمون صلاة العشاء ويؤدون صلاة التراويح. وتقفل المساجد الصغيرة فى رمضان بعد صلاة التراويح. وتظل الجوامع الكبيرة مفتوحة إلى السحور، أو إلى الإمساك. ويضاء داخلها ومداخلها مادامت مفتوحة، وتضاء المآذن طوال الليل. ويتناول المسلمون على العموم فطورهم بالمنزل فى شهر رمضان، وبعد ذلك يمضون أحيانا ساعة أو ساعتين فى منزل أحد الأصدقاء. ويقصد الكثير منهم: وخاصة أفراد الطبقة الدنيا المقاهى مساء، إما للاجتماع بالناس، وإما للاستماع إلى أحد القاصين الذين يسلون القوم فى عدة مقاهٍ كل ليلة من هذا الشهر اما بقصة أبوزيد الهلالى أو بقصة عنترة ابن شداد أو بقصة الظاهر بيبرس. ويشاهد فى الشطر الأكبر من الليل كثيرا من المارة فى الشوارع. وتظل دكاكين المشروبات والمأكولات مفتوحة. وهكذا ينقلب الليل نهارا، وبخاصة عند الأغنياء، الذين ينام أكثرهم معظم النهار. وجرت عادة بعض علماء القاهرة أن يقيموا ذكرا فى منازلهم كل ليلة من ليالى رمضان. وقد يدعو بعض الآخرين أيضا أصدقاءهم، ويسلونهم بإقامة ذكر أو خاتمة.