ألقت أجهزة الأمن بالسويس بالتعاون مع مديرية أمن جنوبسيناء مساء أمس الأول، القبض على ثريا أسامة عبدالعزيز الشهيرة ب«سالى»، الشاهدة الوحيدة الهاربة فى قضية مقتل اللواء إبراهيم عبدالمعبود، مدير المباحث الجنائية بالسويس، بمدينة دهب بجنوبسيناء داخل أحد الملاهى الليلة، قبل أيام قليلة من بدء جلسات نقض المتهمين بقتل عبدالمعبود على الأحكام الصادرة بإعدام المتهم سالم سلمان، والمؤبد لثلاثة آخرين فى القضية. كانت معلومات وردت إلى العميد جمال عبدالبارى، مدير إدارة البحث الجنائى بالسويس بوجود الشاهدة الهاربة سالى، التى كانت صديقة للمتهمين بقتل اللواء عبدالمعبود، بمحافظة جنوبسيناء، وأنها تتردد على عدد من الملاهى الليلية، وبتكليف الرائد أشرف الصياد، رئيس مباحث تنفيذ الأحكام تم تكثيف الاتصالات بمباحث مديرية أمن جنوبسيناء، وإرسال صورة الشاهدة الهاربة إلى أمن جنوبسيناء. وبتفتيش متواصل للنوادى الليلية بمدينة دهب، تم القبض على سالى بصحبة عدد من السياح الأجانب خلال تناولهم الخمور، وتم ترحيلها إلى مديرية أمن السويس استعدادا لإيداعها السجن لتنفيذ الحكم الصادر ضدها بالحبس لمدة سنة، واستعدادا لتقديمها لمحكمة النقض إذا طلبتها للشهادة. وكشف مصدر أمنى بمدينة دهب أن الشاهدة الهاربة اتخذت اسما مستعارا، كانت تستخدمه طوال الفترة الماضية، وأن الأمن تمكن من ضبطها داخل أحد الملاهى الليلية وبصحبتها مجموعة من الأجانب، بينهم إسرائيليون، موضحا أنه لحظة مداهمة قوات الشرطة للملهى الليلى حاولت سالى، الهرب والجرى من الملهى قبل ضبطها لكن الشرطة تمكنت من القبض عليها، وبسؤالها نفت أن تكون هى المطلوبة، وبتفتيش ملابسها بالحجرة التى تسكن بها عُثر على بطاقتها الشخصية. وأكدت «سالى» للأمن أنها هربت لفترة بمدينة القاهرة ثم انتقلت إلى الإسكندرية لشهور، وبعدها جاءت إلى مدينة دهب معتقدة أن أحدا لن يصل إليها هناك. وبعد ساعات من القبض على «سالى» استطاعت «الشروق» التوصل إليها عبر الهاتف، وأوضحت أن الشرطة لم تكن تستطيع القبض عليها لولا صدور حكم بالحبس سنة ضدها بتهمة الاشتراك فى حيازة مخدرات، مؤكدة أنها ستدلى بشهادتها كاملة أمام محكمة النقض إذا تم طلبها. وكشفت سالى أنها لجأت إلى مدينة دهب الشهر الماضى لوجود علاقات قوية بينها وبين بعض الأعراب من جنوبسيناء، أرادت الاختباء عندهم، مشيرة إلى أنها لم تتصل بأسرتها خلال فترة هروبها خوفا من أن يقوم زوج أمها بتسليمها إلى الشرطة، وأنها منذ واقعة قتل اللواء عبدالمعبود رفضت الاقتراب من منزلهم بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة. من جانبه قال عبدالناصر البرلسى، محامى المتهمين بقتل اللواء عبدالمعبود، إننى متأكد تماما أن شهادة سالى ستغير دفة القضية وستكون حاسمة لصالح المتهمين خلال جلسات النقض، حيث إنها ستساعدنا على كشف العديد من الحقائق التى رفضت محكمة جنايات السويس الاستماع إليها، فى أثناء المحاكمة الأولى. يذكر أن اختفاء سالى قبل مثولها أمام المحكمة للإدلاء بشهادتها فى القضية أثار لغزا كبيرا، خاصة أن دفاع المتهمين حمل غيابها وعدم التفات المحكمة إلى ضرورة السماع إليها صدور أحكام بإعدام المتهم سالم سلمان، والمؤبد لثلاثة آخرين، خاصة أنها كانت بقبضة أجهزة الأمن بالسويس قبل اختفائها بأيام. والجدير بالذكر أن القبض على الشاهدة الهاربة جاء متزامنا مع ذكرى مقتل اللواء إبراهيم عبدالمعبود فى شهر رمضان من العام الماضى، وتستعد عدة جهات لإقامة الذكرى السنوية لعبدالمعبود خلال أيام.