جال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس هذا الإسبوع في أرجاء الولاياتالمتحدة لإقناع النخبة العسكرية بتأييد مشروعه الذي يقضي بإعطاء الأولوية في الموازنة للأسلحة المضادة لحركات التمرد سواء في العراق أو في أفغانستان. وزار جيتس في كل يوم إحدى الكليات العسكرية الخاصة بمختلف الجيوش الأمريكية ساعيا إلى تسويق التخفيض المقرر في ميزانيات العديد من برامج التسلح الخاصة بالنزاعات التقليدية بين الدول ، في مواجهة الاستياء الذي تثيره هذه التعديلات في الميزانية. وكرر الوزير رسالته يوم الجمعة أمام حضور من كبار ضباط البحرية الأمريكية في نيوبورت بيتش بولاية رود آيلند ، مؤكدا أن : "الوقت حان لإعادة تركيز برامج وزارة الدفاع بشكل يحسن قدراتنا على خوض الحروب التي نواجهها وتلك التي قد نواجهها في السنوات المقبلة". وردد جيتس طوال الأسبوع : "ظللنا لفترة طويلة نعتقد أو نأمل أن تكون الحرب في العراق وأفغانستان أحداثا موضعية استثنائية سرعان ما ستطوى صفحتها مع إطاحة النظام والتغلب على حركات التمرد وإعادة القوات إلى الديار". وبالتالي ، فإن وزارة الدفاع لم تقم وزنا كبيرا لهذه النزاعات في برامجها للتسلح ، فواصلت استثمار مبالغ كبيرة في برامج تسلح عالية الكلفة مرتبطة بالحروب التقليدية وبعضها لم يعد يمت بصلة إلى الواقع. ولكن حتى لو توصل جيتس إلى إقناع غالبية من العسكريين ، فسيبقى عليه إقناع الكونجرس بهذه التوجهات الاستراتيجية الجديدة للتمكن من إدراجها في ميزانية الدفاع لعام 2010 - 534 مليار دولار - وقد أبلغ منذ الآن عدد من أعضاء الكونجرس يمثلون مناطق تئوي الصناعات المعنية بهذا التغيير معارضتهم للإصلاح.