يأتي رمضان هذا العام فريدا، في ظل حالة من الحراك السياسي المتأزم، خاصة مع عودة الدكتور محمد البرادعي رئيس الجمعية الوطنية للتغيير، وتصاعد الحديث عن مشروع التوريث، وقرب الانتخابات البرلمانية في أكتوبر المقبل، الأمر الذي يجعل رمضان مختلفا عن سابقه التي شهد حراكا مفتوحا في ظل ضغط أمريكي "مزعوم" علي النظام المصري لترسيخ الديمقراطية التي سرعان ما تراجع عنها مع صعود الإخوان التي حصدت 20% من مقاعد البرلمان. وكعادة رمضان يأتي ويحمل معه الخير، ويحاول كل فصيل سياسي سواء حكومة أو معارضة صريحة أو خفية من الاستفادة من الموسم الرمضاني وتطويعه لمصالحها السياسية، وللنزول للشارع بشكل خدمي تفتقده تلك القوي باقي العام. انطلاق الإخوان بداية يؤكد د.عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية، أن فكرة تكريس رمضان كموسم سياسي بدأت مع تسعينيات القرن الماضي، لعبت جماعة الإخوان المسلمين دورا أساسيا، باعتبارها أول فصيل سياسي قام بدعوة القوي السياسية علي إفطارات وموائد رمضانية في مقارهم والفنادق الكبرى، ويتم خلالها مناقشة الرؤى والأفكار والتقريب بين وجهات النظر، وكانت تأتي بثمار جيد، والدولة في ذلك الحين كانت لا تمانع، لكنها فطنت للأمر وقررت المنع. وأضاف أن الأحزاب السياسية أخذت الفكرة من جماعه الاخوان المسلمين، وخاصة الحزب الوطني وطبقتها بشكل سئ للبرجماتية، وهو ما بدأته مؤخرا بتوزيع "شنط" رمضان علي الفقراء والمحتاجين ومحدودي الدخل في محاولة للتأثير عليهم ما قبل الانتخابات البرلمانية أكتوبر المقبل. جرعة محددة وأكد المهندس سعد الحسيني عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان، وعضو مجلس الشعب، أن السياسيين بمهارتهم يستغلون الشهر الكريم، حيث تنتشر التجمعات واللقاءات، مشيرا إلي أن جماعته لا تقوم باستغلال هذا الشهر ولكنها تحرص علي إقامة الشعائر والعبادات، بينما تحاول الأحزاب أن تزيد الجرعة السياسية لأغراض معروفة. وقال الحسيني أن رمضان موسم مهم للنظام الحاكم:"وكما يقولون ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، وهو الأمر الموجه أيضا للسياسيين. فهم مغلوط من جهة أخري أكد سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصري، أن الحزب الوطني والأحزاب فهمت الشهر الكريم فهما مغلوطا، حيث تنتشر إعلاناتهم وشنط رمضان، وموائد الرحمن، في حين تناسوا الدور الحقيقي لمعرفه مشاكل الناس والعمل علي حلها. ورأي أن رمضان هذا العام سيكون له مذاق مميز، خاصة بين المعارضة والنظام الحاكم عقب انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى في يونيو الماضي، وما حدث فيها من تزوير وقمع جعل الشارع المصري يتخوف من الوضع السياسي الفترة القادمة وينذر بكارثة. وأشار موسي مصطفي رئيس حزب الغد، إلي أن السياسيين لا يقومون بدور يذكر في رمضان، سوي الحزب الوطني فقط، فضلا عن غياب المعارضة الحقيقية عن الشارع السياسي المصري. ورفض موسي القول بأن الإخوان المسلمين يعملون فقط في شهر رمضان، مشيرا إلي أن الإخوان فصيل منظم له خطة طوال العام لها دور السحر في كسب عطف وود الناس.