ارتفاع أسعار النفط مدعومًا بتفاؤل بإعادة فتح الحكومة الأمريكية    عمليات إلغاء الرحلات الجوية اليومية لشركات الطيران الأمريكية تتجاوز 2000 رحلة    خبير أمريكي يتوقع التخلص من زيلينسكي قبل عيد الميلاد    أمريكا: اختبارات تكشف الجرثومة المسببة لتسمم حليب باي هارت    وزير الاستثمار: 16 مليار دولار حجم التجارة مع الصين.. ولدينا 46 شركة تعمل في مصر    لجنة المرأة بنقابة الصحفيين تصدر دليلًا إرشاديًا لتغطية الانتخابات البرلمانية    فقدان 200 شخص في غرق قارب مهاجرين قبالة السواحل الماليزية    واشنطن تضغط على إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من خطة ترامب    الرئيس اللبنانى يؤكد ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة على البلاد    هاني رمزي: تجاهل زيزو لمصافحة نائب رئيس نادي الزمالك «لقطة ملهاش لازمة»    ارتفاع أسعار الذهب اليوم 10 نوفمبر في بداية تعاملات البورصة العالمية    «طلعوا الشتوى».. تحذير شديد بشأن حالة الطقس: استعدوا ل منخفض جوى بارد    نقل محمد صبحي للعناية المركزة بعد إغماء مفاجئ.. والفنان يستعيد وعيه تدريجيًا    وزير المالية: بعثة صندوق النقد تصل قريبًا ومؤشراتنا مطمئنة    الزراعة: تحصينات الحمي القلاعية تحقق نجاحًا بنسبة 100%    «محدش كان يعرفك وعملنالك سعر».. قناة الزمالك تفتح النار على زيزو بعد تصرفه مع هشام نصر    السوبرانو فاطمة سعيد: حفل افتتاح المتحف الكبير حدث تاريخي لن يتكرر.. وردود الفعل كانت إيجابية جدًا    «لاعب مهمل».. حازم إمام يشن هجومًا ناريًا على نجم الزمالك    حدث ليلا.. مواجهات وملفات ساخنة حول العالم (فيديو)    شيري عادل: «بتكسف لما بتفرج على نفسي في أي مسلسل»    الأهلى بطلا لكأس السوبر المصرى للمرة ال16.. فى كاريكاتير اليوم السابع    عدسة نانوية ثورية ابتكار روسي بديل للأشعة السينية في الطب    اليوم.. العرض الخاص لفيلم «السلم والثعبان 2» بحضور أبطال العمل    اليوم..1283 مرشحًا فرديًا يتنافسون على 142 مقعدًا فى «ماراثون النواب»    السقا والرداد وأيتن عامر.. نجوم الفن في عزاء والد محمد رمضان | صور    «الكهرباء»: تركيب 2 مليون عداد كودي لمواجهة سرقة التيار وتحسين جودة الخدمة    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    طوابير بالتنقيط وصور بالذكاء الاصطناعي.. المشهد الأبرز في تصويت المصريين بالخارج يكشف هزلية "انتخابات" النواب    ترامب يتهم "بي بي سي" بالتلاعب بخطابه ومحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    الطالبان المتهمان في حادث دهس الشيخ زايد: «والدنا خبط الضحايا بالعربية وجرى»    وفاة العقيد عمرو حسن من قوات تأمين الانتخابات شمال المنيا    «مش بيلعب وبينضم».. شيكابالا ينتقد تواجد مصطفى شوبير مع منتخب مصر    معسكر منتخب مصر المشارك في كأس العرب ينطلق اليوم استعدادا لمواجهتي الجزائر    مي عمر أمام أحمد السقا في فيلم «هيروشيما»    باريس سان جيرمان يسترجع صدارة الدوري بفوز على ليون في ال +90    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    مساعد وزير الصحة لنظم المعلومات: التحول الرقمي محور المؤتمر العالمي الثالث للسكان والصحة    ON SPORT تعرض ملخص لمسات زيزو فى السوبر المحلى أمام الزمالك    «لاعيبة لا تستحق قميص الزمالك».. ميدو يفتح النار على مسؤولي القلعة البيضاء    نشأت أبو الخير يكتب: القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية    البابا تواضروس ومحافظ الجيزة يفتتحان عددًا من المشروعات الخدمية والاجتماعية ب6 أكتوبر    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    ميشيل مساك لصاحبة السعادة: أغنية الحلوة تصدرت الترند مرتين    أمواج تسونامي خفيفة تصل شمال شرق اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثى بعد تعرضه لحادث أليم    كشف ملابسات فيديو صفع سيدة بالشرقية بسبب خلافات على تهوية الخبز    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    نجل عبد الناصر يرد على ياسر جلال بعد تصريح إنزال قوات صاعقة جزائرية بميدان التحرير    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رغما عن الشعب.. بدء العد التنازلى لإعلان ترشيح جمال مبارك لوراثة الحكم فى مصر
نشر في الشعب يوم 01 - 08 - 2010

فى ظل تجييش ملحوظ فى صفوف أنصار التوريث فى الحزب "الوطنى"، بدأت الدوائر الموالية لجمال مبارك فى العد التنازلى لإعلانه وريثا لوالده فى حكم مصر رغم المعارضة الشعبية الواسعة التى يلقاها مشروع التوريث فى مصر.
وتزامن ذلك مع حملة شرسة مزدوجة شنها ما يطلق عليهم "أنصار جمال"، سُمح لهم من خلالها بمطالبة الرئيس مبارك ذاته بعدم الترشح لفترة رئاسية جديدة ليفسح طريق الرئاسة أمام جمال مبارك. وفى المقابل بدأت قيادات ووزراء بالحزب فى شن حملة شرسة شارك فيها، لأول مرة بصورة صريحة، قيادات كنسية، حيث وصفه مفيد شهاب ب"الشخص عديم المبدأ"، فيما سخر الأنبا موسى أسقف الشباب الكنيسة الأرثوذكسية من البرادعى وقال عنه أنه "ماشى فى الهواء".
فتحت شعار "جمال لكل المصريين" أعلن الائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك، أمين السياسات في الحزب الوطني، إطلاق حملة تفويضات شعبية، يوم الجمعة المقبل، في القرى والنجوع.

وقال مجدي الكردي، الذي يعرف نفسه بأنه منسق الائتلاف "سنقوم بطباعة نصف مليون تفويض شعبي في المرحلة الأولى، وسنبدأ بالريف، وعقب ال100 ألف توقيع الأولى سنطلب مقابلة جمال مبارك ودعوته للترشيح، وأن يكون حكما لكل المصريين". وأضاف الكردي أن عدد التوقيعات الإلكترونية لدعم جمال، التي وصلت عبر البريد الإلكتروني للحملة، بلغ 8 آلاف توقيع.

مع جمال وحتى ضد مبارك
من جانبه، أكد مجدى الكردى، المنسق العام لما يسمى "الائتلاف الشعبى لدعم جمال مبارك"، أن الائتلاف لا علاقة له بالحزب، وأنه يرفض انضمام أعضاء الوطنى حتى لا يؤثروا على استقلاليته، حسب زعمه.

وعلق الكردى على تصريحات هلال بقوله "لا علاقة لنا بترشيحات الحزب، وفى حالة اختيار مبارك مرشحاً سنظل نؤيد وندعم جمال مبارك، وسنطالبه بالترشح بصرف النظر عن اسم المرشح المنافس حتى لو كان مبارك".

وطالب الكردى الرئيس مبارك "بالتخلى عن الترشح لفترة رئاسية جديدة"، وأن "يكتفى بدور المرجعية لكل المصريين، حتى يتيح الفرصة الكاملة لجمال فى انتخابات حرة ديمقراطية".

وزعم الدكتور على الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب الوطنى، عدم وجود أى صلة للحزب بحملة "الائتلاف الشعبى لدعم جمال مبارك"، وقال إنها "مبادرة واجتهادات فردية من مجموعة من الشباب، ولا تعكس رؤية الحزب الوطنى فى اختياره مرشحه لانتخابات الرئاسة".

وقال هلال إن هذه الحملات ليست جديدة، وسبق لحملات شبيهة أن طرحت أسماء مرشحين للرئاسة من بينهم عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور محمد البرادعى.

وأضاف أن إعلان مرشح "الوطنى" يتوقف على رغبة الرئيس مبارك فى خوض الانتخابات، وفى حالة عدم رغبته فى خوض الانتخابات سيبدأ الحديث عن مرشح الحزب فى انتخابات الرئاسة.

مرشح للرئاسة بلا مبدأ
فيما قال الدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية، إن مقارنة مصر كدولة نامية بالدول المتقدمة فى مجال حقوق الإنسان تعد مقارنة ظالمة، مشيراً إلى وجود انتهاكات لا تتعدى 50 حالة، لكنها حالات استثنائية مقارنة بالتعداد السكانى لمصر.

وأكد شهاب، خلال المؤتمر الأول لأبناء المصريين فى الخارج، أمس، أن مصر لا تطبق قوانين واتفاقيات حقوق الإنسان 100٪، مضيفاً "ما حدث خلال السنوات الخمس الأخيرة فى هذا المجال فى مصر يجعل أى فرد عادل يضرب للحكومة تعظيم سلام".

وتعليقاً على قضية خالد سعيد، قال شهاب إنه لا ينكر وجود تجاوزات لكنها غير مقبولة وتتم محاسبة من ارتكبها، واستطرد "قضية حقوق الإنسان فى مصر فى مجملها تسير إلى الإمام". وأوضح أن تعديل الدستور أو بعض مواده أمر وارد، لأن الدستور ليس كتاباً مقدساً، ولكن الدستور ينبغى أن يتميز بالاستقرار النسبى.

واستطرد "هذا لا يعنى أننا نعدل الدستور لمجرد أن شخصاً لا ينتمى إلى حزب وليس لديه مبدأ، ولا يعرفه أحد وليس شخصية عامة، يريد أن يترشح لرئاسة الجمهورية ويطالب بتعديل الدستور، لأن تعديل الدستور لا يصح أن يكون (عمال على بطال) وإنما وفقاً لدراسة وتقييم".

من جانبه، التقى جمال مبارك، صباح اليوم، طلاب الجامعات والمعاهد فى معهد إعداد القادة بحلوان، فى حضور الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى، وقالت مصادر مطلعة إن الدكتور أحمد زايد، عميد المعهد، اجتمع، أمس، بالطلاب الذين سيحضرون، وطالبهم بالابتعاد عن الأسئلة الشائكة مثل "التوريث" والانتخابات الرئاسية.

سياسات فاشلة
وفى المقابل، شن المشاركون فى اجتماع الجمعية الوطنية للتغيير، أمس الأول، بمقر النائب الإخوانى مصطفى عوض الله بالفيوم، هجوماً حاداً على الائتلاف، وانتقد أيمن نور، رئيس حزب الغد الأسبق، الحملة واعتبرها استباقاً للأحداث، على اعتبار أن الرئيس مبارك كان قد أكد أنه سيتحمل المسئولية حتى آخر نفس.

وقال جورج إسحاق، مسئول ملف العمل الجماهيرى بالجمعية، إن التغيير هو السلاح الحقيقى الذى ستواجه به مصر سيناريوهات التوريث أو التمديد.

واعتبر الدكتور عمار على حسن، القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير، أن جمال مبارك يحكم مصر منذ سنوات من خلال أشخاص مثل أحمد عز، وتابع "سياسات جمال التى تبناها ويحكم بها من وراء الستار فشلت فى تحقيق أى من أهدافها".

كانت ملصقات الائتلاف المؤيدة ل"جمال مبارك" قد واصلت انتشارها فى مناطق متفرقة بالقاهرة، آخرها السيدة عائشة والقلعة.

وفى نفس السياق، تصاعدت الحملات المضادة لحملة ائتلاف دعم جمال مبارك ونبرة الهجوم عليها من جانب المعارضة. وتحت شعار "أمواج التغيير"، كثف نشطاء في الحملة الشعبية المستقلة لدعم محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تحركاتهم بالمحافظات الساحلية لاستكمال جولات التوقيع على بيان التغيير "معا سنغير"، وقال محمود الحتة، المنسق الإعلامي في الحملة الشعبية "بدأت الحملة في الإسكندرية وبورسعيد، وسوف تستمر في المحافظات الساحلية لما بعد شهر رمضان، لافتا إلى أنهم نجحوا في جمع أكثر من 500 توقيع في ساعات قليلة على شواطئ بورسعيد".

جثة هامدة
أما التوقيعات الإلكترونية عبر موقع الجمعية الوطنية للتغيير (taghyeer.net)، فسجلت رقم 89 ألف توقيع حتى مثول الجريدة للطبع عصر أمس الجمعة، في حين قفز عدد التوقيعات على المطالب السبعة إلى 315 ألف توقيع داخل موقع "توقيعات أون لاين" الذي أطلقته جماعة الإخوان المسلمين منذ 24 يوما.

ووصف عبد الرحمن يوسف، مقرر الحملة الشعبية لدعم البرادعي، تحركات أنصار جمال مبارك بأنها ترجع إلى أسباب ومصالح شخصية، واصفا هذه التحركات ب"محاولة إحياء جثة هامدة لا أكثر". وتوقع أن تحمل أرقام توقيعات جمال مبارك كذبا وتلاعبا كبيرا، قائلا "سوف نثبت ذلك قريبا".

ومن جهته وصف أيمن نور، الذي أطلق يوم الخميس الماضي حملة مضادة لحملة ائتلاف جمال مبارك تحت شعار "مصر كبيرة عليك"، حملة دعم جمال مبارك بأنها "حملة رسمية وحكومية لتفادي الحرج الأخلاقي المتمثل في دعاية الابن لنفسه في ظل حياة والده، خاصة أن مبارك أعلن سابقا أنه سيظل رئيسا لمصر حتى آخر نفس".

اضطراب النظام
فيما قال الدكتور عبد الحليم قنديل، المنسق العام لحركة كفاية، إن "حملة دعم مبارك الابن تعكس اضطراب النظام الحاكم، مشيرا إلى استعداد الحركة لدعم ومساندة كل الفعاليات المناهضة لدعم جمال مبارك، أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني، مرشحا في الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها عام 2011".

فيما أبدى أحمد ماهر، منسق حركة "شباب 6 أبريل"، استعداد الحركة للمشاركة في حملة "مصر كبيرة عليك". وكشف عن خطة مضادة لحملة دعم جمال مبارك تتضمن تكثيف نشاطهم في حملة جمع التوقيعات على بيان التغيير الذي يتضمن مطالب بتعديل الدستور وإنهاء الطوارئ.

من ناحية أخرى أكد أحمد كامل، أمين تنظيم حزب التجمع بالقاهرة ورئيس اللجنة المكلفة بالتحقيق مع الكردي المجمدة عضويته بالحزب، أن لجنة التحقيق ستجتمع قريبا وستنتهي إلى قرار بفصله من دون شك، معتبرا ما قام به "خروجا واضحا على موقف الحزب وقرارات اللجنة المركزية له التي اتخذت قبل نحو عام ضد التوريث السياسي والعائلي والتمديد".

حرب عشوائية
من ناحية أخرى، اعتبر عدد من الخبراء السياسيين، ما سموه "حرب الملصقات وحملات التوقيع" بين أنصار جمال مبارك، أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى، والدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأيمن نور، مؤسس حزب الغد، نوعاً من الفراغ السياسى وتتم بطريقة عشوائية، وطالبوا بألا تشغل هذه الحرب القوى السياسية عن المطالبة بإصلاح سياسى يضمن نزاهة الانتخابات، فيما رأى آخرون أن "أمين السياسات" بدأ يشعر بالخوف من طريقة تحرك البرادعى فى الشارع، وبدأ فرض نفسه على الشارع من خلال تلك الملصقات.

قال المستشار محمود الخضيرى، نائب رئيس محكمة النقض السابق "إن حرب الملصقات التى شنتها بعض القوى السياسية ضد ملصقات دعم جمال مبارك، يجب أن تكون فقط للتعبير عن رفض (التوريث)، ويجب ألا تشغل تلك القوى عن المطالبة بضمانات لنزاهة الانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية".

وأضاف الخضيرى "إن التركيز على حرب الملصقات يجب أن يأتى بعد الضمانات وليس العكس، وإن كانت تلك الحرب ليست مرفوضة فى الوقت الحالى، لكونها تستهدف توعية الشعب المصرى وحثه على التحرك ضد مخطط التوريث الذى بدأ تنفيذه".

كسر حاجز الخوف
من جانبه، وصف الدكتور عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الدراسات السياسية بالأهرام، حملة التوقيعات، التى تتم لصالح جمال بأنها "باهتة" وغير مقنعة أو مؤثرة، لأنها تتم لصالح شخص قريب من السلطة وتبدو وكأنها رد فعل لحملة التوقيعات الخاصة بالبرادعى، وأضاف الشوبكى "إن حملة توقيعات البرادعى عبرت عن رغبة أصيلة فى التغيير والإصلاح، مما أحدث نوعاً من الخوف لدى مجموعة جمال مبارك لإحساسهم بأن مجموعة البرادعى تتحرك بطريقة جديدة على المجتمع المصرى كسرت حاجز الخوف".

واتهم الشوبكى، جمال بالحرص على الشكليات ومواجهة أى طرف بوسائل تستند إلى السلطة والنفوذ. وحول حملة الملصقات التى نظمها أيمن نور، ضد ترشيح جمال للرئاسة قال الشوبكى إن شباب الغد المؤيدين لنور ومجموعة جمال يشعرون بالغيرة من الحراك السياسى الذى أحدثته مجموعة البرادعى، فكان رد فعلهم حملة مضادة لإثبات وجودهم.

واعتبر الدكتور وحيد عبدالمجيد، مدير مركز الأهرام للنشر والترجمة، حرب الملصقات والتوقيعات بين مؤيدى جمال والبرادعى فراغاً سياسياً، مشيراً إلى أن تلك الحرب فى الشوارع أو على المواقع الإلكترونية، تتم بعشوائية لا تنم عن أى تحرك سياسى سليم، وقال "التحركات العشوائية التى يقوم بها مؤيدو جمال والبرادعى تؤكد غموض مستقبل مصر، خاصة فيما يتعلق بشخصية الرئيس المقبل".
حملات رخيصة
وطالب الدكتور حسن نافعة، منسق الجمعية الوطنية للتغيير، جمال مبارك بترشيح نفسه للرئاسة من خلال الهيئة العليا للحزب الوطنى، وليس من خلال الحملات، التى وصفها ب"الرخيصة" التى يقودها أشخاص، قال إنهم لا ينتمون للعمل السياسى.

وأضاف نافعة "إن حملات تأييد (جمال) هدفها الحقيقى (تسخين) الشارع المصرى، وإظهاره أمام الرأى العام بأنه رئيس مصر المقبل"، لافتاً إلى أن الذى يمول حملات جمال هو مؤسسات الدولة ورجال الأعمال، وقال إنه على الأحزاب السياسية تكثيف جهودها للتصدى لهذه الحملات لضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وتوقع الدكتور نافعة منسق الجمعية الوطنية للتغيير، فشل سيناريو توريث الحكم في مصر وقال "إن رجال الأعمال هم أكثر الفئات التي تؤيد جمال مبارك لضمان استمرار مصالحهم، لكن الخطورة تكمن في تمرير مشروع التوريث في حالة مرض الرئيس، من خلال إجراء انتخابات مبكرة، يتم خلالها طرح اسم (جمال) في حياة والده ويفوز بالمنصب بحكم العواطف لدى المصريين".

وقال نافعة، خلال ندوة "أدوات التغيير في مصر"، التي عقدت بمكتب المهندس زكريا الجنايني عضو مجلس الشعب عن دائرة كفر الدوار، مساء أمس، "إن هناك أصحاب مصالح وراء تضخيم الخلاف بين الدكتور محمد البرادعي والجمعية الوطنية للتغيير وأن ما توقعه أعضاء الجمعية من البرادعى كان أكبر مما تضمنه برنامجه لافتاً إلى أن مشكلة البرادعى أنه لم يكن مستعداً لصيغة تنفيذية بالإضافة إلى ارتباطاته مثل كتابة مذكراته ومواعيده في الخارج، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا توجد أية خلافات حالياً بين الجمعية والبرادعى.

بزخ أكثر من سويسرا
وأضاف، "ليس لدينا أمل في استجابة الحكومة لرغبة الشعب في التغيير، بعد جمع التوقيعات على المطالب ال7 للجمعية، وسيتم التحول بعدها إلى الضغط الشعبي من أجل التغيير"، مشيراً إلى أن تياراً واحداً في مصر لن يتمكن من إحداث التغيير سواء (الإخوان أو القوميين أو اليساريين) وقال، "يجب توحيد القوى السياسية واتفاقها على الإصلاح".

وقال "إن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول ابتزاز النظام بدعوى الإصلاح، لكنها لا تريد التغيير في مصر لأنه لو جاءت الديمقراطية فإن المتضرر الأول هي المصالح الأمريكية في البلاد"، وأضاف "نحن لا نقبل التدخل الأمريكي في مصر، لكن هناك منظمات دولية مثل المجلس الدولي لحقوق الإنسان، الذي يمكن للمواطنين اللجوء إليه لتقديم شكاوى ضد انتهاكات حقوق الإنسان واعتبر الرقابة الدولية على الانتخابات لا تمثل انتهاكاً للسيادة، وقال، "إن مصر ذاتها شاركت في الرقابة على الانتخابات في عدة دول ولم يعتبر ذلك تدخلاً في سيادة هذه الدول".

وعلق نافعة على إعلان الحكومة معدل النمو الاقتصادي، الذي قالت إنه بلغ 6٪ وقال، "إن المواطن لا يشعر به وهذه الأرقام لا تحظى بأي مصداقية ولا يوجد دليل واحد على صحتها"، وتابع "إذا فرض صحتها فأين فرص العمل التي أتاحها هذا النمو، وإذا صحت هذه الأرقام فذلك يعنى أن المستفيد من النمو هم طبقة الأغنياء، وأن الدولة تأخذ من الفقراء لتعطيهم، وهناك مناطق في مصر بها مظاهر بذخ أكثر من سويسراً".

ماشى فى الهوا!
ولأول مرة تدخل الكنيسة الأرثوذكسية على خط دعم جمال مبارك علنا، حيث قال الأنبا موسى، أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية، إن الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم يأت بجديد، وأن مطالبه لتحقيق الإصلاح والتغيير فى مصر وتعديل الدستور طالبت بها من قبله جميع الأحزاب الموجودة فى مصر.

وأضاف، فى المؤتمر الأول لأبناء المصريين فى الخارج والذى نظمه المجلس القومى للشباب فى الاسكندرية، أمس "البرادعى يطالب بتغيير الدستور، وهو أصلا ليس عضواً فى أى حزب سياسى، وهو بكدة ماشى فى الهوا"، حسب تعبيره. وتابع "أنا أتفق مع رأى المهندس أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطنى، فى أن البرادعى هو العقبة الوحيدة التى تواجه البرادعى". وأكد أن فرصته ستكون كبيرة لو انضم إلى أى حزب. وشدد «موسى» على أن الكنيسة المصرية لن تسمح ل«البرادعى» بدخولها بهدف استغلالها سياسيا.

وعما يتردد بين الأوساط الكنسية من ترشيحه لخلافة البابا شنودة، قال "إنها مجرد (شائعات) لا أساس لها من الواقع، وربنا يعطى سيدنا البابا طول العمر ويخليه لحد ما يصلى علىّ فى حياته".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.