أعلن رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري الأربعاء أن القوات العراقية لن تكون قادرة تماما على تولي الملف الأمني قبل 2020 وستكون بحاجة للدعم الأمريكي حتى ذلك الحين، في طلب لم يلق على ما يبدو آذانا صاغية في واشنطن التي جددت التأكيد على سحب قواتها في الموعد المحدد. وقال زيباري في مؤتمر عقد لتقييم جاهزية القوات الأمنية لحماية البلاد بعد انسحاب القوات الأمريكية، إن "إستراتيجية بناء القوات تسير على ثلاث مراحل مهمة جدا ويجب الحرص عليها". وأضاف أنه بالنسبة إلى انسحاب القوات الأمريكية يتوجب "على السياسيين إيجاد أساليب أخرى لتعويض الفراغ ما بعد 2011، لان الجيش لن يتكامل قبل عام 2020". وتابع "لو سئلت عن الانسحاب لقلت للسياسيين يجب أن يبقى الجيش الأميركي حتى تكامل الجيش العراقي عام 2020". وفي ختام اجتماع بين الرئيس باراك أوباما وكبار المسئولين حول الوضع في العراق أعلن البيت الأبيض أن الجيش الأمريكي يتقدم وفق "المهل المحددة" لإنهاء مهمته القتالية في هذا البلد بحلول نهاية الشهر، وقال روبرت جيبس "إننا نعمل ضمن المهل لانهاء مهمتنا القتالية" في العراق. وجمع أوباما صباح الأربعاء فريقه للأمن القومي من مدنيين وعسكريين لمناقشة الوضع في العراق قبل اقل من ثلاثة أسابيع من الموعد المحدد لإنهاء المهمة القتالية للقوات الأمريكية في العراق، وفي وقت لم يتم حتى الآن تشكيل حكومة في العراق بعد خمسة أشهر على الانتخابات التشريعية. بدوره أكد مستشار نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لشؤون الأمن القومي أنتوني بلينكن أن الانسحاب الأمريكي من العراق حاصل في موعده لا محالة، وان عدد الجنود الأمريكيين الذين سيبقون في هذا البلد بعد 2011 لتدريب القوات العراقية لن يتعدى عددهم "المئات". وقال بلينكن: "سنفعل في العراق ما نفعله في العديد من بلدان العالم التي نقيم معها علاقات في المجال الأمني تشمل بيع تجهيزات (عسكرية) أمريكية أو تدريب قواتها". وأوضح انه داخل حرم سفارتها في بغداد وتحت إشراف رئيس البعثة الدبلوماسية ستستحدث الولاياتالمتحدة "مكتبا للتعاون الأمني" سيكون صلة الوصل بين الجيش الأمريكي والقوات العراقية. وأضاف "في العادة هذا الأمر يتطلب عددا قليلا من العسكريين"، مضيفا "ولكن عندما أقول قليلا لا اعني آلاف الجنود، بل العشرات أو ربما بضع مئات، هذا بالضبط ما يجب أن يحصل". ومن المقرر أن ينهي الجيش الأمريكي، الذي ينشر حاليا حوالي 64 ألف عنصر في العراق، مهمته القتالية في هذا البلد في 31اغسطس طبقا لخارطة الطريق التي أعلنها أوباما عند توليه مهام الرئاسة مطلع 2009. ومن المفترض أن يستكمل الجيش الأمريكي سحب جنوده الباقين في العراق بعد هذا التاريخ والبالغ عددهم 50 ألفا بحلول نهاية العام 2011. وعن هذا الانسحاب قال زيباري "الآن، أنا مطمئن جدا لقدرة القوات العراقية مجتمعة (الجيش والشرطة)، على تأمين الملف الأمني لأنه لا تزال قوات أمريكية موجودة، لكن المشكلة تبدأ بعد 2011" موعد الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية، وحضر المؤتمر كبار قادة الجيش العراقي وممثل عن القوات الأمريكية. وحول قدرة الجيش على تأمين حدود العراق مع دول الجوار قال زيباري "يجب أن تكون هناك خطة أمنية بالتنسيق مع الدول الإقليمية والولاياتالمتحدة واتفاقيات حتى تكامل القوات العراقية". وأشار إلى أن "هذه الاتفاقيات ضرورية للمستقبل لكي تؤمن عدم الحاجة الى بناء جيش كبير وتؤمن في الوقت نفسه الأوضاع الأمنية" للبلاد. وأوضح أن "العمل المستقبلي للجيش العراقي سيكون باتجاه الاستمرار بمكافحة الإرهاب وتقديم الدعم لقوات الأمن الداخلية ووضع خطة لانتقال المسؤوليات الأمنية تدريجيا إلى قوات الأمن الداخلية". وأكد ضرورة "وضع خطط مسئولة ومحسوبة لتطوير واجبات الجيش في حماية الحدود والدفاع وتطوير قدراته وفي مجالات الإسناد البري والجوي واللوجستي". من جهته، قال ممثل الجيش الأمريكي جو جونز مدير مهمة التدريب والإرشاد في العراق إن "موضوع جاهزية القوات العراقية مهم جدا لما تقوم به من مهام، وقد حققت تقدما كبيرا في وقت قصير جدا". بدوره، اقر وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي بوجود خلل في أداء قواته. وقال إن "ما حدث في الآونة الأخيرة في مختلف مناطق البلاد سببه الغفلة والإهمال وعدم تطبيق تعاليم المعركة وعدم تنفيذ درجات الإنذار". وأضاف أن "هذا كله أدى إلى كثير من عمليات نجح فيها الإرهاب باستهداف مقاتلي قواتنا المسلحة". ويبدو أن العبيدي كان يشير إلى عملية مقتل 16 من عناصر الجيش والشرطة في حي الأعظمية مطلع أغسطس الجاري وحرق جثث عدد منهم. وأكد العبيدي "الحاجة إلى وقت طويل جدا لأي جيش للوصول من الصفر إلى نسبة تصل إلى 85 بالمائة" من تكامل قدراته. وأضاف أن "مفهوم الجاهزية يتعلق بدرجة الاستعداد القتالي وتكامل قوات الإسناد والاتصالات والخدمات للقوات المسلحة البرية والجوية والبحرية". وتابع أن "عمليات الإعداد (الجاهزية) بدأت منذ مدة قريبة عبر ثلاث صفحات وتكاملت خلالها قدرات الإسناد التعبوي والجوي واستلام المهام الأمنية في المدن من القوات المتعددة الجنسية والسيطرة على الأوضاع الأمنية". ويبلغ عديد الجيش العراقي الآن حوالي مائتي ألف جندي، وفق مصدر عسكري.