ربطت دراسة نشرتها مؤخرا مجلة "توب سانتيه" أكبر المجلات الطبية انتشارا في أوروبا بين التعرض للتدخين السلبي وبين الإصابة بمعاناة نفسية تصل في بعض الأحيان إلى دخول مستشفيات الأمراض العقلية. وتؤكد الدراسة على أن التعرض للتدخين السلبي ينطوي على الكثير من الآثار الجسدية الضارة. شملت الدراسة حوالي 5600 حالة لراشدين غير مدخنين، متوسط أعمارهم نحو 50 عاما، وحوالي 2600 حالة لمدخنين، متوسط أعمارهم نحو 45 عاما. علما بأن جميع هؤلاء المشاركين لا تاريخ لهم من حيث الإصابة بالأمراض العقلية. وقد جرى تقييم المشاركين من خلال استبيان حول المعاناة النفسية التي تحدث لهم، وتمت كذلك متابعة دخولهم إلى مستشفيات الأمراض العقلية للعلاج على مدى ست سنوات. كما تم تقييم درجة تعرض المشاركين للتدخين السلبي بين غير المدخنين بقياس مستويات الكوتينين في اللعاب الذي يعد المنتج أو المركب الرئيسي الذي يتكون لدى تكسير الجسم للنيكوتين الموجود في التبغ. وقد أبلغ 5،14% من المشاركين عن إصابتهم بمعاناة نفسية. وقد لوحظ أن غير المدخنين الأكثر تعرضا للتدخين السلبي (الذين تراوحت مستويات الكوتينين لديهم بين 7،0 و15 مايكروجراما لكل لتر من اللعاب) هم الأكثر إصابة بالمعاناة النفسية لدى مقارنتهم بالذين لم يكتشف لديهم كوتينين في اللعاب. وعلى مدى ست سنوات من المتابعة، دخل 41 مشاركا للعلاج بمستشفيات الأمراض العقلية. وكان كل من المدخنين وغير المدخنين بمستويات تعرض مرتفعة للتدخين السلبي أكثر عرضة لدخول مستشفيات الأمراض العقلية لتلقي العلاج من أمراض الاكتئاب والفصام والهذيان وغيرها. من ناحية أخرى، تشير نتائج الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن التبغ قد يستحث المزاج السلبي لدى الحيوانات، كما أن بعض الدراسات على البشر قد وجدت وحددت ارتباطا بين التدخين والاكتئاب. وهذه الدراسة هي الأولى من نوعها حيث تظهر جليا الارتباط بين التعرض للتدخين السلبي وبين الصحة العقلية.