كشفت دراسة طبية حديثة ً، أن عدد الأشخاص الذين يموتون حول العالم بسبب أمراض ناجمة عن التدخين السلبي، يصل إلى نحو 600 ألف شخص سنوياً، أغلبهم من الأطفال، الأمر الذي يزيد المخاوف من الآثار السلبية للتدخين على الصحة العامة. وقد يندهش البعض إذا أطلق عليهم أنهم يدخنون بطريقة سلبية على الرغم من عدم اقترابهم من أي من منتجات التبغ، وعلى الرغم من رفضهم لهذه الحقيقة إلا أنها واقع موجود، فهناك من يسمى "بالمدخن السلبي" وهو الشخص المتواجد فى أى مكان مع المدخن الفعلي الذي يقوم بالتدخين، حيث يقوم الشخص غير المدخن باستنشاق النيكوتين الذي يخرج فى زفير المدخن ومن ثم يقع عليه فعل التدخين ولكن بالطريقة التي توصف بأنها سلبية أى بدون أن يضع السيجارة فى فمه. ولفترة طويلة من الزمن كان الاعتقاد السائد أن التدخين السلبي لا يضر مثل التدخين المباشر من السجائر، لكن الأمر ليس كذلك، فالتدخين السلبي لا تقل أضراره الصحية عن تلك التي يسببها التدخين من أمراض متعددة، فالمساوىء تتساوى. أضرار تصل للموت فمن أكثر الأمراض شيوعاً المرتبطة بالتدخين السلبي، أزمة الربو حيث ترتفع معدلات الإصابة به عند المدخن السلبي مثل المدخن الفعلي، كما أن الأشخاص المريضة فعلياً بأزمة الصدر ويتعرضون لدخان السجائر السلبي تسوء أعراض الأزمة عندهم. كما يواجه المدخن السلبي مخاطر التعرض لعدوى الأذن بالمقارنة بالشخص الذي يقوم بعملية التدخين بشكل مستمر، ويتساوى المدخن السلبي مع المدخن الفعلي فى احتمالية الإصابة بسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية. وعلى الرغم من أن بقايا المواد الضارة التي تخرج فى زفير المدخن معدلاتها منخفضة، إلا أنها مرتفعة بالقدر الذي يؤدى إلى احتمالية الإصابة باضطرابات فى قلب الشخص غير المدخن الذي يقوم باستنشاقها، وعند تعرض السيدات الحوامل للدخان السلبي للسجائر تزداد احتمالات تعرض الطفل لمتلازمة الموت المفاجىء، مع احتمالات موت الجنين داخل رحم الأم قبل الولادة. نصائح للمكافحة ولتجنب التدخين السلبي يقول الدكتور سيد وهبه، إستشاري أمراض القلب والصدر،: "يظن المدخن دائماً وأبدا بأنه هو من يستنشق دخان السيجارة وحده، وعليه فهو لا يضر أحدا معه، إلا أن أول المتضررين من التدخين هم الأطفال فى المنزل على سبيل المثال، فالطفل ضحية بريئة لأنه لا يعي مخاطر التدخين لأن جسده ضعيفاً لا يستطيع التغلب على مكونات المواد السامة لأنه مازال فى طور النمو". ويحذر وهبه من الإقتراب من المدخن قائلاً: "إذا كان شريكك أو صديقك يدخن بجوارك فلابد من الابتعاد عنه أو الطلب منه القيام بالتدخين فى مكان آخر، والحرص على الإبتعاد عن المدخن لمسافة لا تقل عن متر ونصف، والتواجد دائما في بيئة متجددة التهوية، وممارسة الرياضة بشكل يومي بخاصة تمارين التنفس التي تحسن من أداء الجهاز التنفسي".