"عفوا لا تقتلني بدخان سجارتك".. جملة تلخص حجم الأضرار التي يتعرض لها أشخاص أبرياء يستنشقون دخاناً ينفثه من يجلسون بجوارهم؛ فالمدخنون يسبتلعون 15 بالمائة فقط من دخان سجائرهم والباقي يتصاعد في الجو ويهدد حياة غير المدخنين في أماكن العمل والأماكن العامة، وحتى في المنازل. تلك هي حقيقة علمية ربما لا يعرفها الكثيرين، تؤكد على ظرورة الالتفات لخطر ما يسمى ب"التدخين السلبي" على صحة غير المدخنين، فقد كشفت دراسة ألمانية حديثة أن التدخين غير المباشر يعتبر من أهم أسباب الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان والقلب والرئة وكذلك الجلطات. أخطار وأضرار الدراسة التي قام بها المعهد الألماني لأبحاث السرطان مؤخرا أظهرت أن ضحايا التدخين السلبي أكبر بكثير من ضحايا تعاطي المخدرات الممنوعة ومرضي جنون البقر والسارس مجتمعة. وقال أولريش كايل أحد المسؤولين عن الدراسة لموقع دويتش فيليه إن الدخان السلبي يحمل كثير من المواد السامة مثل حامض البُروسيك والأمونياك، ولكن أيضا كثير من المواد المُسببة لمرض السرطان مثل بترابيرين والكاديوم والكروم وغيرها. وبحسب الدراسة، فإن الأطفال والرُضع الذين لا خيار لهم هم من أكبر المتضررين من التدخين السلبي. وكما يتضرر الكبار في الأماكن العامة مثل المطاعم وأماكن العمل والمسابح المفتوحة من التدخين السلبي، يتضرر الأطفال والرُضع من التدخين السلبي كذلك إذا عاشوا في بيئة مدخنين. ومن أخطر الأمراض التي يسببها التدخين اللاإرادي للأطفال بحسب الدراسة هي أمراض الجهاز التنفسي وأمراض الأذن الوسطى ونوبات الربو وكذلك ظاهرة الموت الفجائي. ولا تقتصر آثار التدخين السلبي على أمراض السرطان، بل أنها تمتد لتشمل أمراض القلب والرئة وكذلك الجلطات. ضحايا التدخين السلبي تشير الدراسات إلى أن هناك 3 فئات رئيسية معرضة لأخطار مختلفة جراء تعرضهم لدخان السجائر وهم: 1- الأجنة : تتعرض الأجنة للإجهاض والتشوهات الخلقية والعجز في النمو والقدرات العقلية، كما تزداد قابليتها للإصابة بسرطان الدم في الطفولة . 2- الأطفال : يتعرض رُضع المدخنين لوفاة المهد أكثر من غيرهم ويعاني أطفالهم أكثر من غيرهم من حساسية الشعب الهوائية و الربو و التهاب الجهاز التنفسي المتكررة و التهاب الإذن الوسطى، حيث كشفت دراسة بريطانية أن هناك نسبة عالية من النيكوتين في لعب الأطفال الذي يتكرر إدخالهم للمستشفى بسبب مشاكل في التنفس. وقد كشف تقرير طبي صادر منذ أيام عن دورية تعليمية فى جامعة كولدج البريطانية عن دراسة قامت بها الجامعة مؤخرا علي 900 الاف طفل بريطاني للأبوين المدخنين، خلصت إلى أنه كلما زاد تعرض الطفل للتدخين كلما زاد السلوك السئ واصبح الاطفال أكثر عرضه للامراض العقلية. ونصحت الدراسة الابوين بضرورة التدخين خارج المنزل من أجل صحة أولادهم كما طالبتهم بالاسراع في التخلي عن عادة التدخين. وجاءت الدراسة في ظل مناداة أغلب المنظمات المدنية والصحية علي مستوي العالم بالإقلاع عن عادة التدخين. ورغم معاناة الأطفال من الدخان الذي ينفثه أهلهم تزداد نسبة اكتساب عادة التدخين بينهم عندما يكبرون وذلك بسبب تعودهم – رغماً عنهم – على مادة النيكوتين المسببة للإدمان 3- البالغين : تزداد نسبة الإصابة ب الربو والتهابات الشعب الهوائية المزمنة بين من يتعرضون للتدخين السلبي، كما تزداد نسبة أصابتهم ب سرطان الرئة، ويرجح أن المدخن نفسه يعاني من تأثير التيار الجانبي أكثر من الأساسي . نصائح ضرورية إذا قررت مواصلة هذه العادة السيئة والضارة، فالأفضل ألا تؤذى أحد بدخان سجارتك، وعليك اتباع الآتي: أولا: عليك الامتناع عن التدخين في وجود الأطفال والرُضع والحوامل كذلك، إذ أن هؤلاء الأطفال الذين لا خيار لهم يستنشقون الدخان في وقت تكون فيه أجسامهم ليست قوية، مما يجعل إصابتهم بالأمراض أسهل. ثانيا: تجنب التدخين في الأماكن العامة مثل أماكن العمل والاستراحة وخاصة في المواصلات العامة التي تكون عادة في بلداننا العربية مكتظة بالمسافرين. لكن يبقى الأفضل من ذلك كله هو الإقلاع عن هذه العادة الضارة لتضمن بذلك صحة وسلامة عائلتك والآخرين. شاهد الفيديو