قضية الحد من التدخين وتحجيم آثاره تعتبر بحق من القضايا الساخنة.. ولذا وضعت الحكومات بالعالم نصب عينيها مواجهة مخاطر التدخين، وتشجيع الاقلاع عنه وذلك في قمة الاولويات للحفاظ علي الصحة العامة للشعوب، وتلك اغلي ما تملك الامم.. وبداية نشير بأن التدخين مثل الاخطبوط، له اذرع عديدة وتضرب بقوة وبعنف من يقترب منه فالتدخين يضرب باليد الاولي المدخن نفسه، فيضره من خلال استنشاقه للمواد السامة المتعددة بدخان التبغ اما اليد الثانية فهي تضرب وتضر كل من يجاور المدخن - حال تدخينه- لاستنشاقه بغير قصد لهذا الدخان والمنتشر حوله من المدخنين بالاماكن العامة، ويلقب بالتدخين السلبي. ويجدر بي هنا ان اشير للتقرير العالمي الجديد الذي انطلق من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة علي عينة حجمها يتعدي اكثر من عشرين الفا من البالغين بمصر واشتركت وزارة الصحة المصرية بالدراسة واشاروا إلي ان ثمانين بالمائة يدخنون رغم انفهم »تدخين سلبي« بتعرضهم لدخان المدخنين بالمواصلات العامة والمطاعم والمنشآت، اما الطامة الكبري فهي ان اكثر من خمسين بالمائة من مدخني الشيشة يستهلكونها بالمنازل. وهذا يدعوني لاشير لاحدث ما نشر بأمريكا، وهي اليد الثالثة الداهمة الخطرة للدخان المنبعث من المدخنين وحتي بعد اطفاء السيجارة او الشيشة، وضرره وتأثيره انه يضرب بقوة صحة الاطفال المتعرضين لها وبدون قصد، فلا حول لهم ولا قوة في اجتنابه، وتأثيره الضار يتعدي عشرين ضعفا عن المعدل الطبيعي. ولكي نفهم الاختلاف بين اليد الثانية والثالثة للتدخين، نشير لحقيقة علمية جديدة وهي ان بقايا التدخين من النيكوتين والكيماويات المشتقة منه والناجمة عن التدخين، يمكن لها ان تلتصق وتترسب وتمتص - احيانا - علي الاسطح الداخلية المنزلية كالحوائط والاثاث والمكاتب والستائر والسجاد وجميع المفروشات بل والملابس والشعر ايضا والجلد وثبت علميا ان هذه البقايا الضارة قد تتفاعل مع بعض الغازات المحيطة بالجو والمتولدة ايضا من بعض الاجهزة الكهربائية والمنزلية، فينجم عن ذلك توليد المزيد من المركبات السامة والضارة جدا والتي لم تكن معروفة من قبل. وبتواجد الاطفال بمنازل الاسر المدخنة وكنتيجة لحركتهم العفوية، ومن خلال لمسهم ولعقهم لتلك الاسطح والمفروشات والسجاد وغيرها فإنهم يتعرضون لتلك اليد الثالثة الخطرة للتدخين خلال لعبهم بمنازلهم، فيتعرضون للإصابة بأمراض واورام. وبذا، فالاطفال المتواجدون مع اسرهم من المدخنين بالمنازل »وتلك نسبة عالية بمصر« فهم عرضة لليد الثانية »التدخين السلبي« ولليد الثالثة الداهم والخطرة علي صحتهم »بعد اطفاء وتوقف التدخين«.