كان هناك 35 مسلسلاً تليفزيونياً تتضمن "54 ساعة" كاملة باجمالي 2047 مشهداً تتناول التدخين والمخدرات.. هذه النتيجة رصدتها الدراسة التحليلية التي قامت بها الوزارة لمسلسلات رمضان ..2010 والتي تمت كما أكدت الوزيرة مشيرة خطاب انطلاقا من قناعة بدور الدراما في التأثير علي فكر ووجدان وسلوكيات الأفراد لاسيما الأطفال والشباب الذين يمثل لهم أبطال هذه الأعمال القدوة والمثل.. وذلك ايضا في ظل ما أكدته الاحصاءات التي تشير إلي أن مصر تحتل المركز العاشر بين الدول الأكثر استخداماً للتبغ. وتم عرض الدراسة وسط نخبة فكرية من المتخصصين والمهتمين بالقضية إلي جانب عدداً من كتاب الدراما والفنانين للوصول إلي اقتراحات لمعايير يمكن أن يسترشد بها العاملون بالدراما. في البداية أكدت وزيرة الأسرة والسكان أن أبرز التساؤلات التي سعت الدراسة للإجابة عنها هي: هل تمكنت الدراما من استثمار هذه المساحة الزمنية الضخمة وهذا العدد الهائل من المشاهد التي يظهر فيها التدخين والمخدرات بما يساهم في رفع الوعي بمشكلة نراها جميعاً قضية ملحة تمس الأمن القومي وتعصف بمستقبل ابنائنا وما مدي إظهارها للمدخن والمتعاطي في صورة مقبولة اجتماعياً وما مدي تناول هذه المخدرات درامياً كوسيلة للتغلب علي الضغوط من عدمه؟ أشارت إلي أن كشف النقاب عن إيجابيات وسلبيات التناول الدرامي لهذه المشكلة من الممكن أن يساعد علي بلورة سياسة إعلامية في هذا الصدد وأشارت إلي أن الوزارة بالإضافة إلي الحملة الإعلامية التي تتبناها فهناك أيضا أنشطة تمكن الشباب من مناهضة التدخين والمخدرات وتضم 18 ألف شاب وفتاة علي مستوي 14 محافظة وكذلك إعداد مكون من التدخين والمخدرات بالمناهج التعليمية وهو المكون الذي سيتم تفعيله بشكل تجريبي الفصل الدراسي القادم بالإضافة إلي التوسع الزمني والجغرافي للخط الساخن لعلاج الإدمان والذي يمتد إلي 9 محافظات علي مدار 24 ساعة. أما عمرو عثمان مقرر صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بوزارة الأسرة والسكان فأكد من خلال عرضه لنتائج الدراسة أن جميع المسلسلات التي خضعت للتحليل وعددها 35 مسلسلاً عرضت علي القنوات الأرضية والفضائيات عرضت مشاهد تدخين وتعاطي ماعدا مسلسل واحد وهذه المسلسلات لم تعرض جوانب المشكلة وظهر التدخين باعتباره سلوكاً اعتيادياً يتم تناوله بدون مناقشة سلبياته سواء للفرد أو المجتمع و3 مسلسلات فقط لم تعرض مشاهد تعاطي. أضاف أن التدخين شمل "السجائر والسيجار البايب والجوزة" وهذه المشاهد قام بها ممثلون مشهورون والأخطر هو ظهور مشاهد التدخين لفتيات وهو ما يعد ظاهرة جديدة نسبياً علي المجتمع المصري.. وجاء التدخين في الصباح بنسبة 46% ثم التدخين مساءاً بنسبة 44% وهو ما يعكس أن التدخين يتم في أي وقت كما ظهر أنه يرتبط بمظاهر القلق والعصبية ثم السعادة والاستمتاع كما يرتبط بمظاهر أهمها التركيز والحزن والثقة بالنفس وأخري مثل الخوف والغضب.. وأنه يعبر عن الرجولة ويحقق التركيز وهو ما يحمل رسالة بأن التدخين سلوك مناسب لكافة الحالات النفسية والمواقف الاجتماعية وهو ما يساعد علي إنتشار التدخين في المجتمع.. خاصة أنه تمت ممارسته في المسلسلات في كل الأماكن بلا استثناء. أضاف أنه فيما يخص المعالجة الدرامية لقضايا الإدمان والتعاطي فأشار إلي أن الأعمال الدرامية لم تكتف بنوع أو نوعين من المواد المخدرة بل حرصت علي الخوض في أنواع مختلفة وجاء في المرتبة الأولي "الكحوليات 66% ثم الحشيس 25% ثم الأدوية 7% ثم البانجو. الافيون. الهيروين" بنسب أقل. وجدير بالذكر أن مسلسل "شاهد اثبات" هو الوحيد الذي لم يتعرض للتدخين والتعاطي بالرغم من أن الشخصية الرئيسية هي لشخص مرتش ذي اخلاق سيئة وهو ما يدل علي إمكانية معالجة الظاهرة دون التمعن في إظهار تفاصيل عملية التعاطي وطبيعة الحالة النفسية المرتبطة بها أو ذكر أنواع المخدرات. أشار إلي أن الدراسة أوضحت أن الدراما لم تذهب بعيداً عن الواقع في تصويرها لانتشار مشكلة المخدرات بين الشباب ولم تبالغ حينما أكدت علي وجود المشكلة في الفئة العمرية من "15 20 سنة" ولكن الخطورة هي الكيفية التي عرض بها التعاطي حيث يظهر بصورة مشوقة تجعل هذه الفئة العمرية التي تتسم بالمغامرة تسعي للتجريب.. بالإضافة إلي أن الدراما التليفزيونية ساعدت علي إظهار العديد من ثغرات القانون فيما يخص المخدرات وهي بذلك تفتح الباب أمام المترددين في الدخول إلي هذا المجال. أكد أنه علي الرغم من ذلك فقد أظهرت الدراما بعض الجوانب المضيئة في عملية التوعية بأخطار التعاطي والإدمان وإن لم تكن بالدرجة ذاتها التي أبرزت بها الجوانب السلبية فمن بين "234" شخصية درامية تم تحليلها لم تتعرض "150" منها لأي عقاب وعدد 17 فقط هي التي حرصت علي العلاج من الإدمان. أما اللواء أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فأكد أنه في إحصاء للمركز بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية عام 2009 علي أن 30 ألف أسرة مصرية اتضح أن 20% من هذه العينة مدخنون ومتوسط ما ينفقه الفرد شهريا علي التدخين 110 جنيهاً و56% من تدخين الشيشة يتم بالبيوت و36% بالمقاهي ومن ثم فهناك 80% يتعرضون للتدخين السلبي. أوضح أن الدراسة التي قامت بها الوزارة وعرضها بشكل عام يمثل عصفاً ذهنياً ويخلق أفكاراً يمكن الاستفادة بها لمواجهة هذه الظواهر الضارة. وتحدث المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية مؤكداً أن أخطر ما يتم حالياً هو اعتماد الأخبار التي تنتشر عن الافلام والمسلسلات علي مشاهد المخدرات كوسيلة للترويج. الفنانة حنان ترك إنتقدت مؤكدة أنه أحيانا يتم لي عنق الدراما فهناك أعمال فنية تتحمل أحداثها تقديم المادة الدرامية بدون أية إثارة أو مشاهد تدخين ومخدرات دون حدوث خلل في الأحداث.. وهو ما يجب أن يساهم فيه الفنانون لأن الفنانين بالفعل يقلدهم الناس خاصة في السن الصغيرة. واقترح الداعية الشاب مصطفي حسني أن الأهم من التحذيرات المباشرة هو توضيح الخطوات العملية للإقلاع عن التدخين ليستفيد منها الجمهور ولو لدقائق بداخل البرامج الأكثر مشاهدة. أما كاتب الدراما محمد الغيطي فاشار إلي أن الدراما المصرية تواجه تحديات قصوي بعد تخلي الدولة عن إنتاجها وسيطرة القطاع الخاص الذي همه الوحيد المكسب وبالتالي لم يعد النص في المقام الأول كما اصبحت الدراما أسيرة النجم الذي يريد أن يظهر بصورة معينة خاصة أن نجوم السينما نقلوا معايير السينما إلي التليفزيون وبالتالي أصبحت القيمة الأهم هي أن "يفرقع" المسلسل. المؤلف كرم النجار أكد أن ضمير الكاتب هو الحكم وأن هناك حاجة لوجود ورش عمل للمؤلفين والمخرجين والمنتجين أيضا كي يضعوا في ضمائرهم هذه الاعتبارات.